مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 07:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المسيرة الدائرية .. المسيرة المدينية للثورة السورية .. من اليوميات !؟
- عندما تنتفي المشاركة في الميدان , نستنهض التجارب لتتكلم الكلمة بما خبأت واختزنت . فلتتكلم الكلمة وتبوح بالمشاعر لأنها لا تحبس مهما طال التغييب لا بد أن تقتحم الكلمة المشهد وتتربع في الصدارة حاملة معها التجارب وقطاف الأيام .. وفي البدء كان الكلمة " ..
* الحلم والصبر والإنتظار والتمهّل
والإبتعاد عن الكبرياء والحسد والغضب والكسل والإتكال والبخل بالعطاء والشراهة بالمال والطعام والإبتعاد عن الفسق والفساد والغرائز الحيوانية التي تبعدنا عن مملكتنا الإنسانية ..
- الله محبة الله محبة .. والذي يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه "
• في البدء كان الحب وكانت الحياة والفرح , وكانت ثورة حواء والجمال .
- كل شئ له نهاية . الذي يبدأ ينتهي .
لكن الشعب السوري صبره يساوي صبر أيوب وأكثر , وبعيداً عن الصبر والمرّ.. مساء الحلويات الشامية أحبائي أصدقائي وأطيبها الهريسة من محل ( الكروكي ) الشهيرة في أول شارع الصالحية ... ودمتم بعافية .... 21 / 5
- دماء دماء .. تلوّن وتسقي مساحة الوطن هذا الوطن العطشان
وأحزان أحزان .. لفّت المدن حتى لا تعتب وحدها حماه في الميدان , وحدها حمص وحدها درعا والرستن ودوما والزبداني ورنكوس وووو الخ . كل المدن وحدها أخوات الحمية والفزعة ونصرة الثوار والشجعان
تحية حب وفخر لكل بلدة في سوريا تظاهرت وصرخت ضد الظلم والطغيان ... نعم للحرية وإسقاط النظام .
* *
- الكيانات هي الباقية ,, الشعب باقي .. والأنظمة وحدها هي التي ترحل وتتغير .
- الثورة السورية ابتدأت محلية ثم تحولت إلى أقليمية وعربية ,, ثم دولية أممية – لعبة الامم
زيارات مؤتمرات مبادرات تجمعات مجالس وتنسيقيات وتشابك مجموعات تلعب في داخل الملعب السوري كأنها مباراة رياضية !!
- أكتب طوال الليل لك يا وطني .. فكل ساعات الليل مكرسّة لك
فالأوراق حولي بالأطنان كالتلال أفتش طول الليل عن كلمات لأرسلها لك , فتتكدّس الأكوام حولي كالروابي
فأنا والوطن والكلمة واحد !
* *
عالمنا عالم مريض , لا يعجبه العجب ولا رمضان في رجب – لا يعجبه شئ ولا أحد في الوجود
عالم متذمر غضوب جاحد متكبر مغرور وأناني لا تعجبه الأديان ولا معتقدات ما قبل الأديان التوحيدية يسمونها زوراً ( جاهلية ) !!؟
لا تعجبهم التعاليم والفلسفات و النظريات الكونفوشية ووكانت ودافنتشي وفرويد وداروين وغاندي .. والمعري وإبن رشد..
ولا القديسين والأنبياء والرسل و الإشتراكية والماركسية ووووووو ماركس انجلز لينين ستالين ماو هوشي كويفارا وأخيراً الثورات العربية وربيعها ..!؟
فلولا كل هذه الصفحات المضيئة النيرة والمدارس والنظريات والنماذج والرواد والمعلمين أين كانت البشرية اليوم وفي أي بحر من الظلمات كانت غاطسة ؟ ؟
لقد عبرت البشرية من عصر الغابة والرق والقنانة والعبودية والإقطاع والبرجوازية الرأسمالية الإمبريالية والإستعمار , إلى هذا العصر المفتوح الذي لالون ولاطعم له عصر الإستهلاك والليبرالية المنفلتة ...ورغم ذلك الركام يأتي تلاقي الشعوب في ساحات الحرية بعد أن عبرت أنهار من الدماء وملايين الشهداء .. لنتعارف كبشر دون حواجز مهما كان اللون والعرق والدين والفكر والتوجه والإعتقاد ..
كم نحن محظوظون لأننا وصلنا إلى أعلى الهرم نشاهد العالم كله على كوكب الأرض بلمحة بصر وبصورة مكبّرة , إنه الحصاد حصاد المعرفة بين أيدي الشعوب اليوم .. فافرح أيها الإنسان واعط الحياة والفرح لك ولغيرك لأخيك الإنسان .!
* * *
- لا خوف على الثورات العربية – الشعوب استفاقت , الشباب سيقود المستقبل لقد انتصرت الحرية .
الخارطة الجغرافية والشعبية التي سارت عليها الثورة السورية منذ اليوم الأول حتى الاّن - بشكل عفوي ودون رسم استراتيجي لها , ودون قيادة موحدة وبرنامج ونظرية - نتيجة تطوّر مسار الثورة ومعطياتها على الأرض , وظروفها البيئية والإجتماعية والأسلوب الدموي الفاشستي الذي جابهها النظام به , وقمة القمع الغير مسبوق في محاربة الثورات الشعبية التي حدثت في المنطقة العربية ,
هذه الخطة التي ابتدأت بها إنتفاضات الثورة وتظاهراتها السلمية من المدن البعيدة إلى المدن القريبة لوسط سوريا .. ومن العاصمة ,
ومن القرى والبلدات والأرياف .. إلى المدن
ومن المدن والأرياف إلى العاصمة أخيراً في هذه ا لأيام والشهور , كخطة الحماية بالجماهير والإختباء بين صفوفهم ومساعدتهم في أسلوب الكر والفر , أي تقليداً لحرب العصابات التي اتبعت في الثورة الصينية وغيرها – دون تخطيط مسبق و قصد .
باعتقادي , كان هذا الأسلوب خطة وتكتيكاً ناجحاً وصحيحاً وسليماً في وضع عسكري من هذا النوع , وفي مجابهة تركيبة السلطة السورية الأمنية والعسكرية الفاشية الحاقدة , ونتيجة للوضع الطبقي والإجتماعي والسياسي والقمعي الذي كان يعيشه شعبنا لعقود طويلة خلت فاقد الروح والحركة والتفاعل والحوار والمجتمع الأهلي الناشط ..
هذه الخطة هي تقليد لنهج الثورة الصينية التي قادها المعلم ماو لتحرير القارة الصينية من الإحتلال الياباني بالمسيرة الكبرى التاريخية التي قامت بتطويق : ( القرى والأرياف للمدن , والمدن للعاصمة ) – هذه المدرسة صالحة للأرض الشاسعة والمجتمع الفلاحي الفقير ) .
نعم لقد طبق الثوار الأذكياء دون دراسة النظرية لأن القائمين بها شباب غير مؤدلجين وغير منظمين في أحزاب ومن كل فئات المجتمع السوري الذي كان يحلم بالتغيير من نظام بائد إستبدادي يحكم الشعب بعقلية القرون الوسطى والعالم يعيش في عصر العولمة والإنفتاح والقرن الجديد وثوراته التي لا تعد , أهمها تطوّر ثورة الميديا ( الإعلام ) ووسائل الإتصالات الإجتماعية و المواصلات وغيرها
هذه الخطة كانت سليمة وذكية حققت أهدافاً كثيرة وكبيرة نوعية لمسيرة الثورة منها :
دفعت الجيش النظامي إلى التوزع والإنتشار عبر المدن السورية وتشتته وإنهاكه بشكل يومي ليلاً نهاراً – وهذا لعمري في تقديري من أذكى وأبدع الثورات والتظاهرات والتضحيات .
إستنفار الجيش والشبيحة والأمن , والإحتياط حتى !
تكبّد النظام وجيش النظام الخسائر الكبيرة البشرية والمادية والعسكرية مع استنزاف على جميع المستويات سلاحاً وعتاداً وتجهيزاً وطاقة جعلته يستعين بروسيا وإيران وغيرهما للدعم العسكري والبشري والمادي ..
سقوط النظام سياسيا شرعياً وثورياً محلياً وعالمياً , سقوط هيبته والتعري الأخلاقي للجيش النظامي في مواجهته التظاهرات السلمية وبطشه الوحشي وضربه لأبناء الشعب الأعزل من السلاح أطفالاً ونساء وشبابا , الذي تحول إلى جرائم دولية مدانة تستحق إحالة مرتكبيها إلى قفص الإتهام في محكمة الجنايات الدولية ,,وإحالة القضية السورية لمجلس الأمن لتطبيق البند السابع من الميثاق عليها ... لذلك أصبح هذا النظام ضعيفاً مهزوزاً فاقد الهيبة , نظام غير صالح للحياة , بعكس وزن وصورة الثورة الشعبية وأبطالها وتضحياتهم الأسطورية !!
إن عدم سيطرة النظام الأسدي على الشارع السوري الثائر وحسم المعركة لصالحه جعل الثورة هي المنتصرة , ولم يستطع النظام القضاء على الحراك الشعبي ب ( الحل الأمني العسكري الوحشي بالمجازر والمذابح تارة والتقنيص والإعتقالات والتهجير والخطف وكل وسائل الإبادة الجماعية بعد مضي أكثر من عام ونصف على اندلاع الثورة ..
تطوّر وسائل المواجهة الشعبية الذكية البسيطة وإبداعاتها واتساع رقعة تظاهراتها الجغرافية والبشرية حتى اّخر مدينة وقرية وبلدة وحي ومزرعة وبيت , , أدى إلى إنشقاق الجيش النظامي وانحياز قسم منه إلى صف الثوار لتمرده على تنفيذ أوامر قتل أبناء شعبه – أي بمعنى أصبح للثورة جناحين جناح شعبي سلمي , وجناح مسلح عسكري مقاوم , ولو جزئي ضد إستفراد السلطة بالشعب الثائر , والوقوف إلى جانبه وحمايته ..
هذا الإنجاز الثوري الشعبي الهائل الذي حققته الثورة وهي تسير من مدينة لمدينة ومن دائرة لدائرة ومن حي لحي المسسسسسسسسيرة المدينيييييييييية ( تعاطفاً وتضامناً وفزعة ونخوة إستنهاضاً وتأييداً ) قلّ مثيله في العالم دون معونة أحدأو مساندة عربية أو أممية بل بالإعتماد على النفس في البداية ,, حقاً كان عمل جبار لا يستهان به أمام ما تواجه من هجوم هستيري مركز براً وبحراً وجواً , هذا كله قد حصل وهو إبن الساعة , ونتاج الفعل الثوري الاّني , أي خلقته الثورة وابتكرت أساليبه الناجحة دون أن تدري , فهو وليد الثورة ومفاجاّتها اليومية المتراكمة نحو التصعيد والنجاح –
تراكم الدروس الثورية اليومية لدى الثوار , رغم فداحة التضحيات وخسارة الكوادر السياسية والعسكرية والشعبية والتنظيمية وتشتت الجسم الحاضن والمقاتل الثوري المجابه للنظام بالتهجير قسراً إلى الأردن لبنان تركيا الدول الأوربية ودول الخليج الخ ....
تنامي عدد التظاهرات الشعبية اليومية في المدن والأرياف والأحياء وتضاعف عدد المتظاهرين كما ونوعاً ليشمل كل أبناء الوطن الواحد في الداخل والخارج دون استثناء ( قوميات طوائف إثنيات وأحزاب وتجمعات وكتل من كل الأطياف المجتمع السوري ) وبرزت " التنسيقيات " في كل بلدة ومدينة لها شعارها وإعلامها كإسم وتنظيم ووظيفة ميدانية وثقافية وأغاني شعبية ووو ...
اتساع مناطق ومساحة المواجهة – خارج الحدود أحياناً - مع النظام نتيجة التطورات العسكرية على الأرض , وتداخل الأقليمي والدولي , المحلي والعربي ,
كل هذه الإنجازات الشعبية ساعدت الثوار والجيش الحر الأبطال على أن يتقدم لتطويق العاصمة دمشق بعد عدة مجابهات في الأرياف والضواحي التي تحيط بدمشق العاصمة لتكون الضربة الأخيرة على القصر والحماية حيث مركز الثقل العائلي والعسكري والإداري والسياسي والأمني .
...... وفي التحليل النهائي لهذا المشهد الثوري المتقدم بجراحه وشهدائه يكون الشعب السوري الثائر للتغيير والحرية والديمقراطية وإسقاط النظام الأسدي , قد حقق عملياً حتى الاّن أقدس ثورة وأعسرها وأصعبها في المنطقة بسواعد أبنائه الأحرار وبسالة المواجهة والصمود في وجه أعتى الأنظمة الديكتاتورية في منطقتنا والعالم , أمنياتنا له بالإنتصارحتى النهاية وتصحيح الأخطاء عبر الإنتقاد والأعتراف بالخطأ ونبذ التدخل في شؤونه المحلية و الوطنية لأنها من إختصاص الشعب وقادة الثورة وحدها - أنتم من يشعر بالوجع أنتم من قدم أنهار الدماء أنتم من فقدتم اّلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين - لبناء وطن حر وبناء دولة ديمقراطية تعددية وعدالة إجتماعية ,,
ليتحاسب الذين أخطأوا بحق الوطن والشعب والكرامة الإنسانية , والتصميم على محاسبة السلطة الإستبدادية الفاسدة النهّابة التي ارتكبت أحقر المجازر في حق الأطفال والنساء والشعب السوري البرئ ..
يجب أن تبقى مدرسة الثورة مستمرة حتى لو سقط النظام فهي " البارومتر " الذي يوجّه ويطوّر ويصوّب الخط الوطني والثوري الديمقراطي لسورية الجديدة ....
مريم نجمه / لاهاي / 6 / 7
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟