الحزب الشيوعى المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 20:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد مثلت الأحداث الأخيرة التى قامت بها ما يسمى بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر, وبخاصة جريمة السويس والتى راح ضحيتها الشاب طالب الهندسة بعد الاعتراض على سيره مع خطيبته, منعطفا بالغ الخطورة فى سلوك بعض جماعات الاسلام السياسى, أو بعض المنتسبين اليها على الأقل. حيث تزايدت وتيرة تلك الأحداث وزاد عنف منفذيها وعلا صوتهم بعد نجاح مرشح جماعة الاخوان المسلمين د. محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة. فقد أعلنت الجماعة المذكورة مسئوليتها المباشرة عن الحادث فى بيان تم نشره على موقعهم على الانترنت وتوعدت بالمزيد. وهو ما يوحى بأن هذا الفوز قد خلق مناخا مواتيا لمنفذى هذه الأحداث, من حيث احساسهم بأنهم قد أصبحوا أصحاب السلطة فى البلاد, وأنهم قد أضحوا فى مأمن من العقاب, وأن الوقت قد حان لفرض وصايتهم على الشعب المصرى. خاصة مع شيوع محاولات السيطرة على الصحافة والاعلام عبر التشريعات التى يجرى طبخها فى مجلس الشورى الذى يسيطر عليه الاخوان والسلفيون.
ان هذه الجريمة النكراء لا تنفصل بأى حال عن جرائم أخرى لاتقل عنفا تم ارتكابها فى السابق بعد قيام الثورة المصرية , سواء فى امبابة أو الاسكندرية أو أطفيح أو طوخ .. وكلها طبعت بطابع العنف الدينى .. كما أنها لا تقل خطرا عن ملاحقة الفنانين والمفكرين وكل ذى رأى. ان ذلك كله ليس الا نوعا من الارهاب الذى ظن أصحابه أن الأرض قد دانت لهم وأنهم قد اقتربوا من تحقيق مأربهم فى السيطرة على رقاب المصريين باسم الدين, وليعيدوا مصر الى عهود الظلام والكهوف.
ان حزبنا اذ يستنكر هذه الجرائم الشنعاء فى حق أفراد شعبنا الصابر العظيم فانه يلفت النظر الى أن مثل هذه الجرائم ماكان لها أن تحدث لولا المناخ الأصولى المتأسلم الذى تمت صناعته واشاعته على أيدى من يعبثون بالنار ويستخدمون الدين ستارا لتحقيق أهدافهم السياسية ولو كان ذلك على حساب استقرار الوطن وحق ابنائه فى الحياة والحرية.
كما أن حزبنا يلفت النظر الى أن مثل هذه الجرائم قد يكون المقصود منها صرف الأنظار عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية التى أخذت بخناق الرئيس الجديد وحزبه, ذلك الحزب الذى ظهر عجزه الفادح عن مواجهة قضايا المواطنين الحقيقية فى البرلمان المنحل.
ومن هنا فان حزبنا يدعو كل الشرفاء والمخلصين فى هذا الوطن الى النفرة لحماية حرياتهم وحقوقهم. وفى الوقت نفسه يدعوهم الى عدم الانخداع بتلك الممارسات البائسة من قبل القوى المتأسلمة التى تحاول بها صرف الأنظار عن فقر برامجها وعجزها الواضح عن ايجاد حلول ناجعة للمشكلات الاجتماعية والسياسية المتفاقمة. اننا نرى أن الصراع الحقيقى انما هو ذلك المتمثل فى التوزيع العادل للثروة والبناء الديمقراطى الحقيقى وغير المتستر بالدين للسلطة وتحقيق الاستقلال الوطنى الفعلى للبلاد.
ولكل ذلك فان الثورة لازالت مستمرة حتى تحقيق كل أهدافها في العيش والحرية الكاملة غير المنقوصة والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
#الحزب_الشيوعى_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟