أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - الأزمة السورية ومستقبل تركيا السياسي














المزيد.....


الأزمة السورية ومستقبل تركيا السياسي


أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع امتداد الفوضى الخلاقة، وزحفها على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، تتعاظم التعقيدات السياسية ، وتضمحل فرص التسويات السياسية ، ويصعب استشراف مستقبل المنطقة اقتصاديا، وتصبح الصورة اكثر ضبابية. بسبب كل هذا التهافت على تغيير الانظمة السياسية بالمنطقة ، تحت مسمى يكاد يكون رومانسيا يسمى الربيع العربي ، ودون أدنى حساب لمستقبل شعوب المنطقة اقتصاديا وامنيا واجتماعيا . وفي اطار اختبار فرضية فاشلة مسبقا تقول بأن التغيير بالعنف سبيل للاستقرار ، والرفاه الاقتصادي .

قبيل رومانسية الربيع العربي السياسية ، حافظت تركيا على سياسية خارجية، تتسم بالعقلانية، وتجنب المشاكل والتوتر مع جيرانها العرب،الى درجة أمكن معها بتوصيف حالة العلاقات التركية – العربية ، بالخالية من المشاكل، والتوترات. لكن للأسف أدى فخ الربيع العربي الاعلامي ، الذي نصب للعلاقات الدولية ، ولخرائط دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، اقتصاديا ، وسياسيا. الى التهافت التركي ، وراء سياسات كتلة دول الناتو الغربية العسكرية ، الى انتقالها ، من حالة التعاون مع دول المنطقة ، الى حالة التوتر ، والصراع.

التعامل التركي مع الأزمة السورية صالح لاختبار تحولات السياسة الخارجية التركية ، ومستقبلها ، في محيطها السياسي والاقتصادي. فمنذ اندلاع الأزمة السورية ، عمدت تركيا الى تغيير موقفها، وطبيعة علاقاتها بسوريا ، بشكل دراماتيكي . فمن التعاون المثمر والايجابي مع نظام الاسد ، الى دعم واضح وقوي للمعارضة السورية. ووصلت هذه العلاقة مؤخرا الى أقصى درجات التوتر ، بعد اسقاط الطائرة التركية التي يعتقدها نظام الأسد تجسسية، فوق المياه الدولية. وبلغ التوتر مداه الاقصى ، بالحشد العسكري المكشوف للقوات التركية ، على حدودها ، مع سوريا.

تركيا تعتقد أنها بهذا التعديل المنساق بشكل غير محسوب ، أنها تقدم نفسها كداعمة لحركات التغيير الديمقراطي المزعوم ، في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ويحفزها للتمادي في هذه السياسات ، فوز حركات الاسلام السياسي بالحكم في معظم الدول العربية التي عرفت تغييرا لنظامها السياسي، مع اعتقاد أن وصول الاسلاميين الى الحكم ، يتقاطع مع شعار الاسلام هو الحل، بعد نجاح التجربة التركية. لكن أتوقع أن الركض السياسي التركي خلف الربيع العربي ، سوف يخلف تداعيات سياسية واقتصادية ضخمة على مستقبل تركيا ، في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

أعتقد أن أهم التداعيات السلبية لتحولات السياسة الخارجية التركية، هو سحب المزيد من التعقيد على علاقاتها مع ايران، فعلاقة البلدين أصلا يصعب قياسها، فهي تتراوح بين التعاون والتوتر. بسبب كون ايران لا تستسيغ اصلا التعاطي التركي مع ملفات المنطقة ، وقد لا تحبذ المزيد من اشارات تركيا، الهادفة الى لعب أدوار أكثر طلائعية ووضوحا، في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.

من جهة ثانية ، تركيا تعتقد أنها في موقع أفضل يسمح لها بالتأثير في سوريا، لكن أي تدخّل تركي في سوريا سوف يؤدي الى اندلاع مختلف وعنيف جدا لمشكلة السكان الأكراد في تركيا، كما أن اي استعراض تركي للقوة في المنطقة ، سوف يواجه لا محالة ، بالاعتراض ، من طرف ايران ، التي لن تسمح بالنيل من صورتها كقوة وحيدة ، في المنطقة ، سوف تكون صاحبة الحل والعقد في الشرق الاوسط ، بعد تفتيت الانظمة الخليجية ، عرقيا ، وخرائطيا. كما يبدو ، على نفس القدر ، خطأ حسابات تركيا ، فيما يخص طموحاتها الاقتصادية ، لانه بدون استقرار سياسي ، على أسس متينة ، لايمكن أبدا الحفاظ على صورتها وسمعتها ، كنظام اقتصادي يستحق أن يحتذى به، كنموذج اقليمي ، وهو ما سينال بالتبعية ، من سمعتها لدى الاتحاد الأوروبي .

تركيا مدعوة اليوم الى مراجعة عاجلة لسياساتها ، ومواقفها ، من قضايا الشرق الأوسط ، ومن هذه المرحلة الانتقالية التي تعرفها المنطقة ، والموسومة اعلاميا ورومانسيا ، بالربيع العربي ، ربما تؤدي هذه المراجعات الى انقاذ مستقبلها الرائد في المنطقة ، قبل أن تتداعى ، وتؤول للسقوط، بسبب التدخل في ازمة داخلية ، مثل الازمة السورية، لأن الشراكات الاستراتيجية ، أفضل من الصراعات والتوترات السياسية.



#أحمد_سالم_أعمر_حداد (هاشتاغ)       Ameur_Hadad_Ahmed_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثيرات التسلح الايراني على السياسة والأمن في الشرق الأوسط
- الأزمة السياسية الكويتية والأمن الخليجي
- المعارضة السياسية الكويتية وقرار المحكمة الدستورية حل مجلس ا ...
- ضرورات اغتيال الربيع العربي...وعودة المثقف العربي إلى رشده
- المملكة المغربية ومخاطر تدجين السلطة للصحافة الالكترونية
- إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي
- عدوان الناتو على ليبيا
- عدم سقوط مقولة الاستثناء المغربي
- الاستثناء المغربي حقيقة... ولكن
- خطاب المسيرة الخضراء و لعب أصحاب نظرية جزاء سنمار
- حقيقة عمل لجنة دستور الأغذية الدولي
- السياسة الذبابية
- حزب صديق الملك ومحدد القبيلة بمحافظات الصحراء الغربية
- أوباما والتغيير الأمريكي
- مفاوضات منهاست ومخاطر المنطقة الحدية لنزاع الصحراء الغربية
- ايران بومب فوبيا
- المغرب : أزمة حرية التعبير بين قيود السلطة وجرأة الصحفيين
- خبر عاجل : انفلونزا النظام السياسي العربي


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - الأزمة السورية ومستقبل تركيا السياسي