أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حديث ذو شجون














المزيد.....

حديث ذو شجون


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


حديث ذو شجون
لنقرأ نرين طلعت حاج محمود

عبارات الأمر والنهي ليست كلاما ولا تدخل في نطاق اللغة الواعية, هي ممارسة فظّة تخرج من لا وعي الشخص الأول إلى لا وعي الشخص الآخر, والاستجابة حصرا: امتثال أو رفض. ينقطع التواصل وينتفي التعدد ويتحول المجموع إلى واحد مكرر.
في جميع صيغ التواصل اللغوي وغيره, بين أفراد تفصلهم مقامات ومواقع قوة, تسود آلية واحدة فقط: أمر- تنفيذ.
الجوع والعطش والخوف والحزن, كذلك الفقر والمرض وضيق الحال, عوامل تشويش دائمة على التواصل بين البشر, وتصل في درجاتها العليا إلى تحريف وحتى عكس الرسائل التي تنقلها اللغة.
يسهل القول لا أمل, بنفس الدرجة من سهولة لا يصح إلا الصحيح, تعويم وهروب يائس إلى الأمام.
كتب الشاعر المتفرد رشيد الضعيف:
يا أخي
أنا معي حق
وأنت معك حق
وهو حقه إلى جانبه كالسيف.
المصلحة العليا

عبارة "المصلحة العليا" التي ابتذلتها وسائل الإعلام العربية, بتحويلها إلى مبرر مطلق لكل الممارسات" الوطنية" و التي أو صلتنا إلى هذا الحال( الذي تصفه الكاتبة نرين طلعت الحاج محمود بدقّة وشمول نادرين),تحّولت عمليا إلى عكس معناها الطبيعي,بوضعها لمصلحة ما(...) على التضاد من مصلحتي أنا وأنت وهي وهو, ذلك العام الذي تشير إليه العبارة وضع على التضاد من الفرد الذي يعيش الآن هنا.
المصلحة العليا سيئة الذكر تلك, لا تعني أحدا بشكل فعلي, وهي عملة زائفة لكنها رائجة بحكم النقص البشري الطبيعي, وبسبب قوة ونفوذ ثقافة الموت والناطقين باسمها, وقد حوّلوا هذه البلاد بأسرها إلى مسلخ بشري هائل, يستعصي على العقل والفهم ناهيك عن الشفاء والعيش بشكل طبيعي.
يمكن إجمال جميع أشكال الانحراف النفسي بعبارة" ضعف الأنا", بالتوافق مع وصف جميع أشكال الفساد السياسي وا لقهر الاجتماعي بكلمة" استبداد", لكن هذا الإجراء الأيديولوجي يدور في لغة متعالية جوفاء تضلل أكثر مما تكشف.

بلادنا المريضة
المشكلة تتعدى فساد نظم الحكم والمعارضة وفساد النظام الأخلاقي السائد, في بلد مثل سوريا والتي لا تختلف عن جوارها في الغياب المزدوج للفرد وللمؤسسة الحديثة, وصلنا إلى الطور الأخير في الوهن النفسي:1- غضب2-عزلة 3- إنكار الواقع 4- الذهان الجماعي الذي تصفه نرين وسواها, ممن ينظروا إلينا من بعد وعلّو, لا تنفع معه المعالجات الثقافية والحوار, فهذا المريض الفردي والجمعي فقد القدرة على التواصل, وهو لا يقدر على القراءة ولا الإصغاء, إنه بحاجة إلى حلول اسعافية, يعجز عن تقديمها, متعاطفون مستعجلون مهما كانت درجة التعاطف والرغبة في المساعدة مرتفعتين.

مثلهم أنا ومنهم

لكل عصر شروط خاصة للسلامة النفسية والاجتماعية, ويمكن اختصارها في هذا الحيّز كالتالي: 1 الصحة الجسدية والنفسية2_ الشريك ة 3- العمل 4- الأصدقاء والوسط الاجتماعي. من تتوفر لها أو له تلك الشروط الطبيعية, ومع ذلك يعاني من صعوبة التكيف أو القلق الشخصي, شخص مريض يحتاج للعناية الطبية المباشرة, وذلك في مجتمعات عصرية يعيش أفرادها بحماية القانون ويتحقق فيها الحد الأدنى للكرامة البشرية.
أعاني من المرض الفعلي, وزوجتي وأنا نعيش حالة فتور عاطفي مزمن, لا أحب عملي وعجزت عن إيجاد عمل مقبول ويناسبني, لي أصدقاء نتبادل الكلام والخبرات السيئة والشكوى, أكتب بشكل دائم كي أبعد فكرة الانتحار عن ذهني.


عجوز غبي تساقطت أسنانه

البعض يظنه شخص ذكي, البعض يظنه ثرثار ويجيد الكلام, قلّة يهتمون لأمره.
الخميس الماضي ,ذهب بكامل إرادته وقواه العقلية إلى بيت أحدهم , جلس على كرسي مريح واسترخى, وأحاط به صاحب المكان وصديق له, وبأيديهم جميع أشكال الأدوات الحادة, فتح فمه دون كلام, ويا غافل إلك الله, شقّوا لثّته واقتلعوا ثلاثة أسنان ورموها في سلّة المهملات, دامت عملية التعذيب ساعتين, واخذوا منه مبلغ خمسة آلاف ليرة, وأخبروه أن يمتنع عن الطعام والشراب حتى هذا الصباح. هو الآن بعد عودته من عيادة طبيب الأسنان أفجق, لا يستطيع لفظ بعض الحروف, ويعرف أنه عجوز غبي تساقطت أسنانه وابيضّ شعره, ويعرف أكثر أن ال45 سنة التي مضت من عمره مع كل شقائها وويلاتها أفضل من الآتي, هذا الكهل بكل عيوبه أتقبّله وأحتمل رفقته, لكن غباءه يفوق طاقتي على التحمل, مع انه ليس الغبي السوري الوحيد.

فتشت في المرآة عن طفولتي
يخيّل إليّ, أحيانا
الصورة هي الأصل.

اللاذقية- حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة التحقيق
- مشكلة الرأي والاعتقاد
- مشارق الأرض ومغاربها
- سوريا تلك البلاد التي أحبببناها2
- تلك البلاد التي
- رائحة الموت
- فصل الحكمة
- كأس بثيينة
- بضاعة الأمل
- كرامة الوطن وتحقير المواطن
- 3 العدميون في بلادنا
- العدميون في بلادنا ظاهرة ياسين الحاج صالح
- الجسر
- كذبة بيضاء
- الأبلهان
- مطر في اللاذقية
- أزمة منتصف العمر_3
- أزمة منتصف العمر_2
- قمر طرطوس
- العدميون في بلادنا


المزيد.....




- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حديث ذو شجون