كيف؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 15:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الكيفية Serendipity
كيف؟ هذا هو السؤال الذي اسأله دائما اينما اتجه. كيف يمكن ان تتحول امبراطورية كبيرة متطورة كالارامية و الشعب الارامي الى اقلية مبعثرة هنا و هناك معظمها خارج وطنها؟ كيف يمكن ان تتمتع دول مثل الكويت و جيبوتي (مع اعتذاري للكويت و جيبوتي) رغم صغر حجمها و سكانها بسيادة كاملة كدول و كردستان الكبيرة ممزقة الى اخمص قديمها؟ كيف يمكن لقبائل عربية هامشية في الجزيرة العربية ان تتحول الى امبراطورية اسلامية عالمية كبيرة و تقضي و هي تتقدم الى الامام على معظم اخواتها الكبيرات رغم تفوقها بالقوة و الثقافة لا بل لتغرق الفارسية و الكردية و التركية بمفرداتها و مفاهيمها المستعارة اصلا و تخضع اسبانيا و افريقيا الشمالية و حضارات عريقة كالقطبية و التمازيغية و غيرها لسيطرتها و تمحي هويتها تقريبا؟ استمر و اسأل كيفيات اخرى لا تعد و لا تحصى دون جواب. هل يكمن السر في طبيعة هذه الشعوب و في جغرافتها ام هناك عوامل اخرى و ما هي؟

ولكن غلطتي الفكرية تكمن ايضا في كلمة (كيف) نفسها لانها من (اصحاب الكيف) و لان (الكيفية) بطبيعتها اعتباطية مزاجية تحدث بالصدفة تسمى باللغة الانجليزية بمبدأ serendipity اي الصدفة السعيدة لان في الكيف سعادة من الصعب ترجمتها حرفيا و استعيرت من قبل لغات كثيرة و هي الصدفة التي لا يمكن التنبؤ بها او شرحها منطقيا و عرفها الباحث الطبي الامريكي Julius H. Comroe, Jr. بالمزح بانها: هي البحث عن ابرة في التبن و الخروج منه و ثم الهرب مع ابنة الفلاح. ان (كيف) هو وضع او حالة معينة (كيف حالك) تتطلب (التكيف) كيفما اتفق و الكيف كما قلنا هو ونسة و مرح لايمكن اخذه بالجد.

كثير من الاختراعات العلمية كالبنسلين بل حتى انواع معينة من الاكلات العصرية المحبوبة مثل chips شرائح بطاطا مقلية, بطاطس مقلية (راجع قصة هذه الاختراعات على الانترنيت) ظهرت الى الوجود بفضل serendipity اي تلعب صدفة serendipity دور كبير في العلم و التقنية. كانت هذه الكلمة الاسم القديم لسريلانكا تسمى بالعربية سرنديب من اللغة التميلية Seren deevu من السنسكريتية Suvarnadweepa اي الجزيرة الذهبية و البعض يقول من Simhaladvipa اي جزيرة الاسد استنادا الى قصة خرافية فارسية.

و لكن هذه التطورات ايضا صفة من صفات الحياة في التغيير و الهدم و البناء ويرى الفيلسوف الالماني في هذه التغييرات التأريخية بعد الصراع بين القوى الايجابية و السلبية و بين الكبيرة و الصغيرة نتيجة للفهم و العقلانية اي ان كل كيان انتهى فقد شرعيته و بات ليس معقولا و الا لماذا انتهى؟

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات