أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدلا القصار - بروفايل (6) من العائلة الكهنية نصطاد البلبل الفرعوني الشاعر شربل بعيني، وملفوظاته السيميائية















المزيد.....

بروفايل (6) من العائلة الكهنية نصطاد البلبل الفرعوني الشاعر شربل بعيني، وملفوظاته السيميائية


هدلا القصار

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


بروفايل (6)
من العائلة الكهنية نصطاد البلبل الفرعوني
الشاعر شربل بعيني، وملفوظاته السيميائية

قال الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، بكل اللغات لكل شعراء العالم، أن الشاعر الحقيقي ليس عابر سبيل، فلا بد أن يصارع ويحفر بأظافره الصخر ليترك بصمته على الأحداث والأفكار والعواطف الزمنية...، مسلحا في معركته الإنسانية بالإرادة، والموهبة الصلبة التي لا يمكن وصفها بالسهلة، ولا البسيطة.
لذا اتجهنا إلى تجربة الأديب والشاعر اللبناني شربل بعيني، المقيم في استراليا، لنحيي جيوش المنحنى الإنساني في أعماله التي تقع على عاتق فلسفة الشاعر، في تجربته القائمة على استلهام المواضيع الديناميكية، في تشكيلات أعماله التي تحمل التواصل البرغماتي، في إيقاعه الفرعوني الآتي من بيئته اللبنانية المطرزة بالجداول والأنهار والبساتين.... ليقدم نفسه قربانا لهم أينما وجد، حيث يستنهض ضمير العالم بأكثر من نداء في المشهد الأدبي.
انه كالمولد الكهربائي يوزع طاقته المتصلة بالصدر ويوزع ذبذباته الشاعرية على المتلقي المتصل بفروع القلب والرئتين، ليعبر حجاب غربته كلما تنفس بإيقاعاته المهجرية، قبل أن يطلق العنان لأجنحة أحاسيسه، وأفكاره المحلقة في فضاء مخيلته الواسعة، التي جعلته مميزاً في تجربته المهجرية، وارتباطه بتاريخ كل فرد، في وحدته البنيوية المتفاعلة مع الموضات الإنسانية، وما هو معرفي ثقافي إبداعي في نتاجه الأدبي، المرتبط بالعالم المحيط بالسيسيوثقافي، وأشكال المؤسسات الاجتماعية الثقافية العالمية، وما يشترك من صفات مع الآخرين، الذين يسكنون أوراق الشاعر، من مهجره الذي عمل على إعادة مكونات عالمه في إدراكه الفكري، وطرحه إشكالية العلاقة بين الشاعر والمتلقي من خلال مادة لغته اللسانية، باعتباره حالة ثقافية منتجة مهارة قصائده المحملة قضايا الحرب، وفلسفات الأحزاب، وحقوق الإنسان، والعلاقات الشخصية المرتبطة برهبة الشعر المعبر عما يدور في الواقع الحياتي، بوسائله لارتقاء ما يبهر ثراءه الدلالي والتأويلي...، في شعره المتميز بموسيقى وتجديدات تتجاوز أشكال عروض القصائد التقليدية .
انه شاعر منظم في سيرته.. بسيط في بوحه المسكون بحنين الفؤاد.. غني بفرادة صوره.. مبحر في موسيقى عروضه.. سابح في موضوعات مسائل الإنسان المرتبط بأمجاد الوطن.. ينسج رسائله الوجدانية بكل ما تحمله كهنة العبارات.. مبدع في مجال الشعور الإنساني والوجداني.. يحمل في كلمه رؤى ديناميكية شعرية محورية بارزة.. يزرع أشجان الشعر الذي لا يهجره في كل بقعة من بقاع الأرض، حيث كينونته الساخنة، المتحدية الأمل من منفاه الذي يحمل الجموع الواحد في تجربته، كما في تجربة الشاعر التشيلي أرياس مانثو،" الذي حول البنادق إلى أقلام تطلق رصاصات الرحمة على الإنسان، وتلملم ما فرقته الحدود بين الوطن والروح الشاعرة على نطاق عالمي . ليقترب من الشاعر الجوال "فرنسيس كومب" الذي يدمج الشعر بالشارع الإنساني.
اذاً، لا يمكننا أن نتجاهل مجهودات تجربة الشاعر الإبداعية المتنوعة، ونماذج كتاباته الأدبية والفكرية المتعددة الأنواع والاتجاهات، فذاته الشاعرة تهجس الضمير والأحزان من شتى نوافذ تجربته التي استعرضها في كتاباته المحتفلة بالصدق كونها صدى لمعاناته الفردية والجماعية التي تحرض على مقاومة لعنة المنافي، ليعيد لملمة أجزائه القادرة على تحويل اللغة اليومية العادية إلى شعر مونولوجي، ليبقى غناؤه المباشر، والساخر، والهجومي الموجه، مدافعا عن الإنسان والإنسانية والأمكنة التي فتحت له أبواب موسيقى لهجته العامية، في مؤسسته الثقافية المتحركة على كافة الأصعدة، في مكوناته السيمائية، ودوره الواقع بين ملفوظات الحالة الشعرية، وشخصية الأديب الفعلية في مفردات جمله، التي قطفت من أشجار رسائله صنوبرات الكلم والقلم، بفصيح الشعر، وعاميته، وزجلياته، ونثره، و سردياته الموسيقية، أو من خلال مقالاته الرؤيوية . فهو لم يترك قضية سياسية أو اجتماعية أو إنسانية أو فردية إلا وطرح أسرار سرائرها على أوراقه، التي تطلب الرحمة في ركعات وتراتيل صلاته، وتواشيح شعره الغنائي المتسم بالصدق وحرارة العاطفة، التي دخلت سيكولوجية كتاباته بكثير من متع الأدب، في انتمائه الذي تعرض لهزات عميقة...، إلى أن بقي المعنى حائرا في قلب الشاعر !، كما لدى الشاعر التشيلي هوغو، الذي تميزت كتاباته بالشعر الهجائي والسياسي إضافة إلى الشعر الغنائي المعبر عن المشاعر التي يعيشها البشر ....
لذا نرى الأديب والشاعر اللبناني شربل بعيني، يجري وراء المكان باعتباره وطنا تكرست فيه قضايا العالم ، مما أكسبه ذلك أدبا إضافيا مختلفا، بغض النظر عن نصوصه الفردية او الجماعية، فالكل مشترك لديه في نفس ترنيمة انتماء بيت القصيد، الذي نقله إلينا بتصوير صوته حيث نبت من بين أجمل الحناجر اللبنانية، لنتمسك بلمحات فرادة تجربته الشرقية، العالمية في إبداعاته الأدبية، وما تحمله أجواء تلك التجربة التي انطلقت من اللسانيات الأنثروبولوجيا المستلهمة أعمال الشاعر السريالي ماكس هاريس، وأميلي سوران، اللذين أحيطت أعمالهما بالإنسانية والشاعرية، في رسائلهما الحياتية.
إذا يعد الشاعر اللبناني، من بين الوجوه البارزة في المشهد الإبداعي الثقافي، لتميز معجمه الذي لا يشبه غيره... في اشتغاله على هوية الإنسان الذي يضخ هموم المجتمع العربي فيما يطرحه الكلم المتمثل بأخلاقيات الشاعر الذي ميزا عن كونه مجرد فرد بيولوجي يتلمس ويتحسس بالكتابة لاستنجاد ملجأ لهجرته الإنسانية والوطنية، كما في تجربة الشاعر أوكونور مارك، الساعي لتوسيع الثقافات بين الدول، في رؤيته الحكائية المشيرة إلى أسطورة يمثلها الشاعر الذي كشف لنا عن أقنعته وقناعاته المتجلية في أعماله بلغة أدبية راقية، مما زاد من أهمية هذا الجهد الإبداعي واجتهاداته.
هذه نبذة قليلة عن تجربة الشاعر اللبناني شربل بعيني، الذي عبئ سردياته " السيميوطيقية " التي أسعفتنا في تحديد مستويات كتاباته المنظمة في مجمل آليات نصوصه المعرفية ليتوالد نتاجه الأدبي، وقدرته الفائقة على ابتداع شعر الحداثة المليء بالرموز والدلالات، ولنتعرف على مضمون تجربته ومعاناته، وحيثيات رسائله، وتقنيات تأثيرها على المتلقي والمجتمع، ونفهم تجربته النموذجية، الشاعرة، وتركيباته الكامنة وراء تأملاته بجميع الطاقات المترابطة في المثل الإنساني الذي يعكس الكل الشامل في البعد الذاتي، والبعد الوطني، اللذين ابرزا هويته الشعرية التي ستحقق له عودة مجيدة من منفاه إلى قريته "مجدليا" في شمال لبنان .

يتبع



#هدلا_القصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هرمونات الحركة الإبداعية الحديثة لجيل الشباب الهاربين من ...
- بروفايل (5) من مسقط رأس الهجرات الثقافية نطوف بالنجم البريري ...
- بروفايل (4) من بين كهناء الشعر نتوقف أمام تجربة الشاعر -دانت ...
- بروفايل (3) من بين كهنة الشعر يدعونا يسوع الأقدار قاسم حداد، ...
- من الساحات التي لا تحتمل أقلام كهنة شعراء العالم العربي والع ...
- ساحات لا تحتمل أقلام كهنة شعراء العالم العربي والعالمي المتس ...
- قصيدة /كأن الحلم كاااان وردة
- رؤية نقدية حول نصوص الشاعر العراقي وهاب الشريف
- رؤية نقدية
- سماح الشيخ الطفلة التي ترتدي لباس الراشدين
- عَالَمٌ أَزْرَقٌ


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدلا القصار - بروفايل (6) من العائلة الكهنية نصطاد البلبل الفرعوني الشاعر شربل بعيني، وملفوظاته السيميائية