أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - خطاب الرئيس المنتخب














المزيد.....


خطاب الرئيس المنتخب


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصل الدكتور محمد مرسي الى مؤسسة الرئاسة في ظل ظروف شديدة التعقيد فقد قامت المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب قبل الانتخابات بأيام نظرا لعدم دستورية القانون الذي انتخب على أساسه ومن جهة أخرى أصدر المجلس العسكري إعلانا دستوريا قبيل إعلان نتيجة الانتخابات بساعات انتزع فيه لنفسه بعض سلطات الرئيس وعلى رأسها السلطة التشريعية وهو ما أعتبره بعض المحللين انقلابا عسكريا ناعما ومن ثم ثار الشعب المصري ضد المجلس العسكري مطالبا بالغاء الإعلان الدستوري المكمل وتسليم السلطة بالكامل الى الرئيس المنتخب الأمر الذي وضع الرئيس في مأزق حقيقي إزاء حلف اليمين إذ لو أنه أدى قسم اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا سيبدو كأنه اعتراف من جانبه بالإعلان الدستوري المكمل الذي ثار الشعب ضده وبالتالي سيخسر قوته الثورية التي جاءت به الى الحكم ,أما لو قام بتأدية قسم اليمين أمام مجلس الشعب المنحل أو في ميدان التحرير كما يطالب البعض فان الأمر في هذه الحالة تشوبه شبهة عدم الدستورية حسبما يرى كثير من فقهاء القانون والدستور

غير أننا فوجئنا بالأمس بمؤسسة الرئاسة تعلن أن الرئيس مرسي في طريقه إلى ميدان التحرير لإلقاء كلمة الى المتظاهرين في جمعة تسليم السلطة , وهنا أدرك الجميع أن الرئيس سيؤدي اليمين أمام الجماهير في ميدان التحرير وهو في تقديري موقف في غاية الذكاء إذ حرص الرئيس مرسي من خلاله على التأكيد على انحيازه للشعب باعتباره مصدر السلطات

والواقع أن الخطاب كان تاريخيا بكل معنى الكلمة إذ لأول مرة منذ أيام جمال عبد الناصر ينزل الرئيس وسط الجماهير ويتفاعل معهم بهذا الشكل في مشهد مهيب ذكرني بالخطاب الأول للرئيس أوباما في ساحة جورج واشنطون حين تولى الرئاسة في 2009 , ومما زاد من روعة الخطاب فضلا عن الحشود الهائلة أن الرئيس المنتخب تعامل بتلقائية شديدة مخاطبا جميع فئات الشعب فجاء خطابه مزيجا من العامية والفصحى ولم يتقيد فيه بالنص المكتوب بل خرج عليه كثيرا وأخذ يهتف مع الجماهير ويغازل مشاعرهم خاصة حين فتح سترته قائلا لهم أنه لا يرتدي قميصا مضادا للرصاص في إشارة الى أنه لا يخاف من الناس كونه جاء باختيارهم

والحاصل أن الرئيس قد أتخذ حلا وسطا يرضي جميع الأطراف وهو أن يقسم اليمين في ميدان التحرير نزولا على الإرادة الشعبية ثم يقسم في اليوم التالي أمام المحكمة الدستورية العليا عملا بالقواعد الدستورية وهو ما قد يشكل مخرجا من الأزمة

أما بالنسبة لحل مجلس الشعب فهو حكم محكمة لا يجوز معارضته , صحيح أن توقيت الحكم كان سياسيا بامتياز ولكن في النهاية يتعين احترام القانون خاصة من جانب الرئيس المنتخب , وعلى أي حال ثمة طعن أمام محكمة القضاء الإداري لإعادة النظر في حكم المحكمة الدستورية العليا فعلينا الانتظار حتى يتم البت فيه

البعض أنتقد الاحتفاء المبالغ فيه بالرئيس المنتخب خوفا من صناعة فرعون جديد , غير أن الأمر يستحق في نظري إذ على مدار ثلاثين عاما لم ير جيلي رئيسا يمشي بشكل عادي وسط الناس مثل أيام جمال عبد الناصر , وهي الأيام التي لم يعيشها جيلي وإنما سمعنا عنها من آبائنا وأجدادنا , أما عن صناعة الفرعون فأعتقد أن زمن الفراعين قد ولى إلى غير رجعة

أهم ما جاء بخطاب الرئيس في اعتقادي أنه بعث برسالة قوية الى المجلس العسكري مفادها أنه يتعين تسليم السلطة بالكامل الى الرئيس المنتخب , وأتصور أنه بعد التأييد الأسطوري الذي حظى به مرسي في ميدان التحرير فقد تغيرت موازين القوى بشكل كبير وبالتالي يتعين على الرئيس أن يفاوض المجلس العسكري الذي بات في أضعف حالاته من منطلق قوة وصولا لاسترداد السلطة بالكامل ورحيل المجلس العسكري إلى ثكناته

ولا جدال في أن الرئيس محمد مرسي قد دخل التاريخ ليس فقط لأنه أول رئيس منتخب للجمهورية الثانية بل لأنه أول رئيس وربما يكون الأخير الذي يلقى قسم اليمين في ميدان التحرير , بقى أن يحقق مرسي ما وعد به من الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية فلو أنه نجح في ذلك فلا أستبعد أن يتم التمديد له لفترة رئاسة ثانية



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركة القادمة , ما بعد انتخابات الرئاسة
- المخطط الشيطاني لاستعادة النظام السابق في مصر
- كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟
- المناظرة الرئاسية
- مأزق الاخوان المسلمين
- انتخابات الرئاسة
- عودة الى مسألة الدستور
- إعادة هيكلة وزارة الداخلية
- الثورة والفوضى
- الشرعية الثورية والشرعية الدستورية
- لا رئيس قبل وضع الدستور
- أحداث استاد بورسعيد
- مذكرات شاب ثائر يوم ٢٥ يناير
- هل ثمة صفقة بين المجلس العسكري والإخوان؟
- أسباب فوز الإسلاميين
- أحداث مجلس الوزراء ومسار المرحلة الانتقالية
- عن الظلم في مصر ٢
- الدرس الانتخابي
- الموجة الثانية للثورة
- الموقف من وثيقة السلمي


المزيد.....




- حرب ترامب التجارية: لاغارد تحذر من الانزلاق إلى صراع تجاري ش ...
- -ارتكبوا جرائم من شأنها المساس بأمن الدولة-.. قرار قضائي جدي ...
- مدفيديف يرفض دعوة وزير الخارجية البريطاني لـ-هدنة غير مشروطة ...
- ترامب: تلقينا ردودا جيدة جدا من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف إطل ...
- ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذ ...
- الشيباني في العراق.. دعوة لفتح الحدود وتشكيل مجلس مشترك
- -الحياة لا الحرب-.. رسالة نشطاء المناخ من على مدخنة لشركة تص ...
- الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
- مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة -عادلة- لعائلة بونغو
- مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - خطاب الرئيس المنتخب