محمود حلبوط
الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:00
المحور:
الادب والفن
تكونين مستلقية على النهد الذي أحببت
فآتي إليك وسخا, تفوح مني رائحة نتنة
وحيدا عذّب حتى الموت
أقبلك في النهد, وأرفعك بين ذراعي عاليا
كي ترين دموعي من منابعها
فتشاهدين في عيوني ملايين الفراشات
ومئات المعتقلين و آلاف المهزومين...
تجلسين متكئة على النهد الذي تعودت
وشهوتك تتمايل كورقة نخيل
آتي إليك منتعلا حذاءا ضيقا
وألبس قميصا بحريا ممزقا
أمرر يدي الوسخة على شعرك و أمضي
ولما أجوع وتتسخ ثيابي
ولا أجد بيتا أو سجنا آوي إليه
آتي إليك ملوحا بشهوتي
فآخذك بين ذراعي وأبكي...
تجلسين وحيدة على النهد الذي اشتهيت
فأشق طريقي إلى سريرك كالملاح
أنغرس في جسمك كالصئبان
أحدثك عن القمل والجرب والسيبان
عن حبي لك وخوفي من فقدانك
عن القمر والأرض والورد والريحان
عن تسلخ الجلد, وفقدان الأصابع وتساقط الشفاه
آه لو يستطيع جلد ظهري الذي تلمسيه الآن يحكي
كم مرة تساقط وكم داسته بساطير الطغيان...
تكونين مستلقية فآتيك, ألقي فكاهاتي عليك
تضحكين وتضميني وأبكي بين ذراعيك...
تكونين مستلقية على النهد الذي داعبت
تودين لو أصعد إليه كسفينة وألا أمضي
لكني أتركك وحيدة مستلقية على النهد الذي مللت
وأمضي....
#محمود_حلبوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟