أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - انتهى عصر المعجزات














المزيد.....

انتهى عصر المعجزات


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 23:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن نزول القرآن كان إرهاصا بانتهاء عصر المعجزات وابتداء عصر العلم وثورة العقل وانفجار المعلومات، وليس هذا معناه أن المعجزات سترتفع من الأرض وتختفي؛ إنما معناه أن المعجزات ستكون موجودة لكن الإنسان لم يعد ينظر إليها كمعجزات؛ لأن الخوارق أصبحت تجري على يد الإنسان متى أراد ووقتما شاء!
لقد كان التعجب سهلا على أبائنا الأولين، حتى أنهم حصروا عجائب الدنيا في سبع لا أكثر، وحسبوا من هذه العجائب على سبيل المثال (برج بابل) الذي كان سكانه لا يتفاهمون لأنهم يتكلمون بلغات كثيرة.
وهل هذا البرج القديم قد بلغ من العجب أكثر مما بلغته ناطحات السحاب الذي يسكنها على الأقل شخص من كل دولة من دول العالم، والذين بالطبع لا يفهمون لغات بعضهم البعض!

إننا لو جئنا إلى آبائنا الأولين وحدثناهم عن طائرة تطير في السماء، وتقذف بحمم اللهب والكبريت، أو مركبة تجوب الفضاء وتحط على النجوم والمجرات، أو عن قنابل ذرية تدك البحار والمحيطات وتشطر الأرض شطرين، أو عن صندوق صغير ينقل إلى أقصى الشرق، بالصوت والصورة، في نفس اللحظة ما يحدث في أقصي الغرب..
إن هذا كله سيكون من أكبر المعجزات بل سيكون من الأمور التي لا يكاد يصدقها العقل..
إن الناس في عالم اليوم قد تبلدت أحاسيسهم أمام الخوارق والمعجزات، وأصبحوا لا يشغلوا أنفسهم كثيرا بهذه الأمور، ولا يعيروها أدنى اعتبار أو اهتمام، إلا اهتمام اللحظة العبرة لأنهم ألفوها واعتادوا عليها..
إننا لو جئنا لمعجزات المسيح عليه السلام الذي قال الله فيها: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طيرا بِإِذْنِ اللّهِ) فمعناها لا يزيد عن قوله إني أقطع من الطين قطعا أشكلها كهيئة الطير فتطير في الهواء، ولم يقل أني أخلق لكم طيرا، إنما قال كهيئة الطير وليس طيرا!. وقد وصل الأمر اليوم بكثير من الدول أن تشكل من المعدن كهيئة الطير، ثم تتحكم به عن بعد فتجعله يطير، ومع هذا لا ينظر أحد إلى هذا الأمر كمعجزة..

إنني كثيرا ما يشدني القمر بضوئه المتألق البديع، وأنا أراقبه في أجواء السماء، وخصوصا عندما يشرق من الأفق الشرقي، في أول الليل، كما تشرق شمس الصباح، وعندها أسأل نفسي: هل صعد أحد من البشر إلى هذا القرص الصغير فعلا، وهل يوجد فيه بشر في تلك اللحظة، أم هي فرية كبرى، وأكذوبة عظمى افتراها شياطين البشر فصدقها السذج من الناس؟
إن الصعود إلى القمر يعتبر من أكبر المعجزات التي حققتها البشرية، وتصلح لأن تكون معجزة لنبي من الأنبياء، ومع ذلك قلما ينظر أحد إلى هذا الشيء كمعجزة تستحق الاهتمام!

لذلك كان مجيء القران إيذانا بانتهاء عصر المعجزات الإلهية، وابتداء المعجزات الإنسانية؛ لأن معجزة القرآن لم تكن على غرار معجزات الأنبياء السابقين التي كانت تقوم على إدهاش الناظرين وإعجاز الحاضرين، ثم ترتفع بموت النبي كأن لم تكن شيئا مذكورا، إنما كانت معجزة القرآن معجزة عقلية لا تعرف إلا بالتدبر والتفكر والروية.. ومن ليس لديه فكر ولا تدبر ولا روية فلن يدرك تلك المعجزة. وهذا كان إرهاصا بأن عصر ما بعد نزول القرآن سيكون عصر إعمال العقل وتدبر الفكر، ومن ثم ستبدأ المعجزات الإنسانية، من حيث انتهت المعجزات الإلهية؛ وهذا علامة من علامات آخر الزمان، حيث يقول الله عز وجل: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر:1) ويقصد بانشقاق القمر: انشقاق مجاله الجوي بواسطة سفن الفضاء، حيث اخترقت مجاله فشقته، فيقال شققت الثمرة، إذا علمت ما بداخلها ووقفت على محتواها وما هو مخبوء فيها.. وهذا ما لم يحدث من قبل، فكانت سفن الفضاء أول أثر إنساني يحط على سطح القمر..

لذلك فإن المعجزات الباقية هي المعجزات التي تؤثر في إحساس الناس في كل زمان ومكان، وهي المعجزات الروحية العقلية التي تستبين للإنسان من النظر بعد النظر، ومن إعمال الفكر وإجالة النظر، فكانت معجزة الإسلام الكبرى من هذا النوع من المعجزات، وهو القرآن الكريم، معجزة الإسلام الخالدة التي تدهش العقول والألباب، وتحير البلغاء والفصحاء والعلماء.

وكان نزول القرآن إيذانا وإعلاما بأن عصر المعجزات قد ولى وانقضى، وابتدأ عصر العلم والعقل، والقران هو المرحلة الفاصلة بين معجزات الأنبياء ومعجزات البشر، لأن معجزات الأنبياء تأتي من الله دون دخل للبشر فيها، أما معجزات البشر فتأتي بطريق خاص يتعلمه البشر، لذلك لو بقيت المعجزات القديمة لاختلطت على الناس، وأصبح الناس لا يفرقون بين المعجزات الربانية والمعجزات البشرية، لأن المعجزات البشرية ستفوق كل حد ووصف، ولا يعود الناس ينظرون إليها كمعجزات، ولذلك لم تأت معجزة الإسلام على غرار معجزات الأنبياء الآخرين، فكانت معجزة عقلية تشريعية غيبية بيانية.. تؤثر في النفس كالسحر دون إدراك لكيفية هذا التأثير، فهذا كله كان إرهاصا بانتهاء المعجزات الربانية وبدء المعجزات الإنسانية..
وربما هذا ما أشارت إليه النبوءة في إنجيل متى: (وحينئذ تظهر علامات ابن الإنسان في السماء وتنوح كل قبائل الأرض، ويرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء مع قوات ومجد كبير، ويرسل ملائكته مع صوت السافور العظيم)..
وليس المقصود بابن الإنسان هنا إيليا أو عيسى عليه السلام، إنما المقصود هنا هو الإنسان نفسه الذي تظهر علاماته وتأثيراته في الزمان والمكان وتصبح انجازاته ومخترعاته ذات أثر وخطر، حتى ليتمكن من اختراع الطائرات التي ستحمله على سحب السماء، وأجواء الفضاء، كما تقول النبوءة السالفة الذكر.. وفي نفس الوقت سيكون لهذه الاختراعات بلاء وشقاء على كل شعوب الأرض وقبائلها، فيجعلها تنوح على نفسها من الشقاء الذي سيلحقها من هذه الاختراعات..



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرافة في الأديان
- يأجوج ومأجوج
- الإسراء والمعراج إشارات علمية ونبوءات مستقبلية
- ساعة بيولوجية تدق للصلاة
- الإنسان وحرية الإرادة
- مفهوم -اللوح المحفوظ- في ضوء العلم الحديث
- تأملات في ملة الصابئة
- ما هي الروح


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - انتهى عصر المعجزات