|
موفاز والزيارة المؤجلة
موسى سرحان
الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 23:27
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد توقف المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية لأكثر من عامين لأسباب عده أهمها انسداد الأفق السياسي أمام القيادة الفلسطينية ، لاسيما وأن المفاوضات كانت تعتبر وسيلة للوصول إلى الدولة فلسطينية على الأراضي التي إحتلت عام 1967 وعاصمتها القدس ، وعودة اللاجئين إلي الأراضي التي شردوا منها حسب القرار الأممي 194 . فحالة رفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لوقف الاستيطان الذي التهم اراضي الضفة ورفضة لوقف عملية التهويد لمدينة القدس ، ورفض نتنياهو لفكرة الدولة الفلسطينية من الأساس . هذه الأسباب وغيرها شكلت جدار أمام قيادة السلطة الفلسطينية مما فرضت عليها أن تتخذ قرار بوقف المحادثات مع الجانب الإسرائيلي . فالسلطة الفلسطينية التي اقيمت كنتاج لاتفاق اوسلو الذي تم في العام 1993 ، والتي كانت بمثابة القاعدة التي ستنطلق القيادة الفلسطينية منها إلي الدولة في غضون المرحلة الانتقالية والتي انتهت في العام 1999 ، حيث كان ينظر إلي السلطة على انها الجسر الواصل بين مرحلتي الاحتلال والدولة ، تلك المرحلة الانتقالية التي امتدت لتقارب العقدين من الزمن دون الوصول إلي ما كانت تطمح له قيادة السلطة الفلسطينية من أهداف ، مما طرح تساؤلا حول الجدوى من وجود السلطة وإلى متي ستبقي على هذا الحال . لاسيما وأن السلطة الفلسطينية باتت كمن يقف فوق رمال متحركة ، بحيث أصبح جّل همها توفير رواتب موظفيها ، وهذا يعكس مدي الانحراف عن الهدف الأساسي والمتمثل بقيام الدولة الفلسطينية ، حيث يمكن اعتبار ذلك على انه انهيار مشروع التسوية والذي قامت على أساسه السلطة الفلسطينية وتتبناه قيادة السلطة كخيار لإنهاء الاحتلال والعيش بحرية وكرامة . أمام حالة العجز وفقدان الذات التي تعيشها قيادة السلطة ولولا حالة الحراك الجماهيري في مدن الضفة الفلسطينية حيث كان من المقرر أن يستضيف الرئيس محمود عباس قبل أيام زعيم حزب كاديما الصهيوني شاؤول موفاز ، الذي ترك وراءه مخلفاً في شهر نيسان من العام 2004 مخيم جنين عبارة عن أكوام من الركام . شاؤول موفاز الذي طلب في فترة سابقة أن يكون وزيراً للجيش الصهيوني أملاً في أن ترتفع أسهمه داخل المجتمع الإسرائيلي على حساب الدماء الفلسطينية . ها هو اليوم بعد أن أصبح زعيماً لحزب كاديما وضمن تحالف حكومة نتنياهو يقدم نفسه على انه الشخص القادر على حل العقد والباحث عن حلول مع الجانب الفلسطيني مقدماً نفسه أمام الناخب الإسرائيلي على انه رجل المستقبل الذي يمكن له أن يمسك بجميع الخيوط بأصابعه ، فبالأمس قدم نفسه للناخب الإسرائيلي من فوق جثث شعبنا الفلسطيني وها هو اليوم يقدم نفسه علي انه يمتلك مفاتيح أخرى ، رغم النتيجة المعروفة مسبقا وهي رفض نتنياهو أن تُحرك العملية السياسة على يد شخص غيرة ، حتى لا يساعده بالوصول لما يصبو له من أهداف تتمثل بالموصول للناخب الإسرائيلي بأجمل صورة ممكنة ، وكذلك حتي لا يظهر نتنياهو على انه عجز عن تحريك المياه الراكدة . ما يثير الاستهجان هو أن موفاز سعى إلى هذا اللقاء للوصول إلى ما تصبو إليه نفسه ، أما قيادة السلطة الفلسطينية فتبدو انها تحاول من خلال اللقاءات أن ترسل رسائل بأنها ما زالت تسعي إلى السلام رغم إدراكها الكامل بعدم جدوى مساعيها ، فالقيادة الفلسطينية ينطبق عليها قول المثل الشعبي بأن حالها كحال من ينفخ في قربة مبعوطة . ورغم ذلك ما زالت تعتبر أن خيار السلام مع الاحتلال الإسرائيلي هو الخيار الأمثل للوصول إلي الأهداف المبتغاة . وهذا يفرض على الرئيس أبو مازن أن يقف ويقول بأن العملية السلمية قد وصلت إلى طريق مسدودة ، وأن عقدين من الزمن في الغوص ببحر المفاوضات قد اثبتت لنا بأن المفاوضات عقيمة ولن توصلنا إلي أهدافنا ما آلت اليه الأمور تفرض علينا كفلسطينيين الخروج باستراتيجية موحدة يمكن لها أن ترى النور ولو بعد حين ، مع أخذ الدروس والعبر من تجارب الشعوب التي عانت جراء احتلال أراضيها ، على الرغم من اختلاف الطرق والوسائل التي اتبعتها تلك الشعوب المحتلة ، ومنها من وصلت لحريتها باستخدامها نهج الكفاح المسلح وخير دليل علي ذلك دولة الجزائر وفيتنام ، ومنها من تحررت من نير المحتلين باستخدامها المقاومة الجماهيرية الصامتة ومثال على ذلك دولة جنوب أفريقيا والهند والتي دعت قيادة السلطة لاستخدامها إلا أن الفعل على الأرض لم يصل إلى الحد الأدنى من القول . بعد خمسة وستين عاماً بات على قيادة شعبنا أن تخرج باستراتيجية تعيد الأمل المفقود إلى الشعب المنكوب بعيداً عن اللقاءات عديمة الجدوى والتي يستفيد منها الاحتلال بتسويق نفسه أمام المجتمع الدولي بأنه الساعي إلى السلام .
#موسى_سرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رئيس محدود الصلاحيات
-
محاكمة مبارك وتأثيرها علي نتائج الانتخابات
-
حمدين صباحي والتيار البديل
-
جزء اخر من مسلسل المصالحة
-
أربعة وستون عام علي النكبة
-
إرادة الأسري في وجه عنجهية السجان
-
غزة مستنقع التماسيح
المزيد.....
-
نتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة خلال زيارته إلى أم
...
-
السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق
...
-
هيغسيث: -داعش- تكبدت خسائر جراء الضربة الأمريكية في الصومال
...
-
قلق في إسرائيل بسبب منصب رئيس وفد المفاوضات مع حماس
-
وزير الخارجية المصري: لن تنعم المنطقة بالسلام ما لم تقم دولة
...
-
تقدم روسي.. وترمب يصر على الحل بأوكرانيا
-
لقطات جوية من مكان تحطم طائرة طبية في مدينة فيلادلفيا الأمري
...
-
بولندا.. مرشح المعارضة للرئاسة يتعهد بإعادة 20 مليون بولندي
...
-
ويتكوف ونتنياهو يتفقان على بدء مفاوضات المرحلة الثانية لوقف
...
-
الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية ارتكبت جريمة حرب جديدة بقص
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|