أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - هيروين و مكدوس.. و دوائر














المزيد.....

هيروين و مكدوس.. و دوائر


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 19:41
المحور: الادب والفن
    


إدمان التاريخ:

بعد أن تحول الباذنجان إلى ( مكدوس).. لن نستطيع مطلقا إرجاعه إلى باذنجان..نحن في حاجة إلى باذنجان جديد لصنع ( مربى) العيد.

الأفكار المكررة كموروث و تقليد و عادة  ك ( المكدوس)..لا ترجع إلى أصلها و ظروفها، و لا هي تقول حقيقة التاريخ المزور في زمن يخلو من ( الميديا) و ( العولمة)...

 نحتاج عقلنا بكامل إنسانيته و تفكيره يبدع ( مربى) حلو خاص به.. و إلا نتحول إلى ( حشوة) زائدة ل ( مكدوس) معد سلفا.
**********


إدمان الطوائف:

مريضة " إدمان الهيرويين" اليوم قالت لي:
-طريق الإدمان يبدأ بقليل من الحشيش.. كل شيء يبدأ صغيرا ثم يتضخم..

قلت في نفسي:
هكذا هو إدمان التصفيق يبدأ( بصقفة) طلائعية و لا ينتهي بصفقة دينية...

-من أين أنت " دكتورة"
-من سوريا...
- من الأقليات أم من الآخرين؟!
- كيف تعرفين هذه المسميات؟!
- صديقي السابق كان صحفي.. قال لي أنه من مصلحة الدول القوية جداً تقسيم سوريا إلى دولة أقليات و أخرى للآخرين.. 

صمتت فتابعت:
-إذا قسموها أين تذهبين..
- إذا قسموا بيتك في أي نصف ستسكنين؟!
- ليس لدي بيت فقدته بعد أن توقفت عن دفع الأجرة بعد طردي من العمل بسبب الهيرويين.. 

قلت في نفسي:
-إيقاف العقل و إتباع "هيروين " الطوائف يذهب بالأوطان أيضاً...

و تابعت أخذ القصة المرضية.
**********


إدمان المرض:

في جلسات العلاج النفسي الجماعية لمرضى الإدمان.. يجلس الأطباء مع المرضى و المعالجين النفسيين بشكل حلقة دائرية، كل يعرف عن نفسه و ما هدف وجوده اليوم، ثم كل يحكي شيئا يظنه مهما، ثم نسمع الموسيقا.. أو نشاهد فلما ذو علاقة.. 
بعدها محاضرة لطبيب متطوع .. اليوم كانت محاضرتي.. حكيت لهم عن نظريتي في دائرتي الحياة:
 الدائرة الأولى: السيئة التي يجب كسرها.
الدائرة الثانية:  الجيدة يجب تدعيمها.

الدائرة الأولى :

تبدأ بالاكتئاب أو الظروف النفسية و الاجتماعية السيئة التي تدفع للإدمان ( أو لأي مرض أو فشل).. و هذا المرض بدوره يفاقم الظروق السيئة و ندخل الدائرة التي يجب كسرها..

في قلب هذه الدائرة يوجد " فولاذ" (محاكمة و جلد الذات).. إن لم ننسفه لن نستطيع مطلقا كسر الدائرة.
مثال:
بعد أن تركته حبيبته حزن "سامي" جداً .. أهمل عمله، و ابتعد عن أصدقائه.. و ظلت حالته تتفاقم حتى أصبح مريضا نموذجا لمرض(الإدمان) أو  ( الاكتئاب ).. هذا المرض أبعده أكثر عن عمله و عن حياته و أصدقائه.. ما فاقم ( الإدمان) أو  ( الاكتئاب ) و هكذا أصبحت حياة " سامي" رهن هذه الدائرة...

الفولاذ في قلب الدائرة هو محاكمته لذاته و عدم عطفه على روحه العليلة.. 
إذا أراد " سامي" كسر هذه الدائرة يجب عليه أولا تقوية نفسه و الإيمان بها، لأنه إذا لم تؤمن بنفسك.. لا أحد آخر سيفعل.

الدائرة الثانية:

تضم ( التاو).. لا بياض كامل دون سواد فيه.. و لا سواد كامل بلا بياض فيه..

و عندما ننظر إليها لا ننسى أن  نقول: الحياة ليست عادلة.. 
العدل الوحيد في هذه الحياة هو أنك و في أحلك ظروفك تبقى لديك حرية للاختيار.

انتهت المحاضرة بنجاح.. و حققت الدائرتان دائرة من الرضى بعد عشرة ساعات متواصلة من جهد التحضير..

بعدها و في حلقة أيضاً وقفنا، و أمسكنا بأيدي بعضنا.. ثم صلى الجميع بصوت عال.. 

كنت أصلي بكلماتي العربية بصوت خافت كي لا أفسد الوقع الجميل لصلاتهم الموحدة.. " الله" كان قريبا جداً.. و " وطني" كذلك..  و أنتم.
**********


إدمان البلوغ (المبكر):

الطفل الحافي في داخله ما عاد صغيرا..
فجأة كبر عقدا.. 
تجعدت براءته، انحنى أمانه، شاب مستقبله بعد أن كتبوا على جبينه: دعوة  ثأر.. و تاريخ ملفق.

ضرب يده بالحائط غاضبا: حتى لو اعتذرتم عن الحماقات، من سيرجع سنوات اللعب لهذا الذي في داخلي؟!
**********

قلت لأحد ( المكاديس):
- هناك رأي مشرد حاف لراع حكيم على مفترق طرق تسلكها القطعان..
رد:
- أكمل طريقي.. ثم التفت إليه!

قلت لمريضة إدمان: 
أريد رقم هاتف ابنك لأتصل به و أسأله عنك...
ردت:
- اتصلي فيه و خذي الرقم !

قال لي الأستاذ" مكدوس":
- أنت في النار..
- لماذا؟!
- لأنك كافرة...
- ما إثباتك؟! 
- عناوين مواضيعك كافرة...
- هل قرأت المواضيع؟!
- لا.. هل تريديني أن أصبح كافرا؟!
ضحكت.. و رددت:
- أعوذ بالله .. أستاذ " مكدوس" أنت إيمانك أقوى من أن تشك به.


يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -غيرنيكا-
- التيار - الرابع-
- سلام عليكم...
- -سوريا- يا حبيبتي..( خارج سياق رمادي)
- يا ( علمانيو) العالم اتحدوا...
- مرتدة!
- غرائز
- لا دينية!
- -الزبيبة - تحكم...
- لنتصلعن- علي السوري7-
- خارج سياق ( مسلح)
- علي السوري -الطفلة حنظلة-
- علي السوري -عراة.. عراة-
- علي السوري -لماذا ثار السوريون؟!-
- علي السوريّ -الحب في زمن الثورة-
- علي السوريّ -سأصلي بالبكيني-
- علي السوري -مقدمة-
- الأقليّات تأكل التفاحة
- خارج سياق -روحي-
- خارج سياق -مسجون-


المزيد.....




- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - هيروين و مكدوس.. و دوائر