أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كبار منسيون -1- عبد وحواح















المزيد.....


كبار منسيون -1- عبد وحواح


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


كنتُ أتساءل أحياناً مع نفسي لماذا ترك عبد وحواح بلدته المجر الكبير (العمارة، ميسان) في أوائل الخمسينات، ألكي يواصل قراءة تولستوي وجورج برْنـَدْ شو وجبران خليل جبران ويستمع لرمِسْكي كورساكوف (شهرزاد، خاصة)؟ أم لأهداف أخرى؟ ومتى بدأ بممارسة هذه الفعاليات؟ أعندما كان معلماً في النكَـّارة؟ كيف؟ وكيف تسنى له العثور على الكتب هناك؟ فهو كان يقتني بعض كتب من منشورات دار اليقظة (السورية)، إلى جانب جميع مؤلفات جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، لكنه ربما طوّر ذوقه في الموسيقى العربية (أعجابه بنتاج عبد الوهاب مثل كليوباترا، الجندول، الكرنك) والموسيقى الكلاسيكية، وذلك بعد تركه النكَـّارة، وهي منطقة فقيرة جداً تقع ضمن المجر الكبير؟

هناك، في النكَـّارة، قام بعملين مُلفِتين للنظر:
أولاً - فتح حساباً لدى صاحب محل بسيط في السوق يبيع بعض القرطاسية (دفاتر وأقلام رصاص) ثم قال لتلاميذه، وهم أطفالٌ من عوائل فقيرة جداً، انّ بإمكان من يحتاج دفتراً أو قلماً أن يذهب الى صاحب المحل ويقول له: ودّاني (أرسلني) الاستاذ عبد، ليأخذ حاجته مجاناً، وكان عبد يدفع للرجل في نهاية كل شهر عند استلامه راتبه، وبالطبع لم يكن أحدٌ من هؤلاء يغش أحدا:ً لا الأطفال ولا صاحب المحل، فلا بد من الاستنتاج إذن، والحالة هذه، أن الغش من صفات الأثرياء الذين يجمعون ثرواتهم بالغش، لكن البسطاء والفقراء يحترمون الطيبين ويحترمون بعضهم البعض. وهذا ليس عملاً صغيراً بل إنه إثباتٌ عَمَلي لحقيقة تأريخية كبيرة يعجز الفلاسفة وكبار الساسة عن إثباتها.

ثانياً - كان يستدعي بين الحين والحين حلاق القرية الى المدرسة ليقوم بحلاقة شعر الطلاب الفقراء ثم يدفع الحساب من جيبه.

هل كان هذا النوع من السلوك واحداً من الأسباب التي أدّتْ إلى مراقبته من قبل السلطات؟ فما الذي جعل "عبد" ابن العائلة البسيطة في منطقة فقيرة يحاول الضغط (دون جدوى) على عائلته بترك المنطقة والتوجه الى المدينة، وإلى أي مَدىً يختلف نوع الحرية في المدينة عنه في الريف؟
وعندما لا يتحقق له ما يريد فإنه يغادر المجر ليكتشف العالم أولاً وليخلق عالمَه هو فيما بعد؛ وعالمُه الجديد ليس عظيماً على أية حال، بقدر تعلق الأمر بسعادته. فهل السعادة الشخصية هي حقاً ما كان يطمح اليه عند تركه المجر؟ وهل كان يبحث عن الحرية؟ وهل وجدها في المدينة؟

أية حرية؟
كنتُ أتوقع، منذ أواخر الخمسينات، حين كان نهمي للقراءة على أشده، أن يترك "عبد" وراءه بعض الآثار الأدبية، فقد كان يتمتع بأسلوب ساخر قل مثيله، ونظرة ذات طبيعة جذرية لكل شيء. يُضاف الى هذا كله أنه كان يكتب بعربية سليمة، فقد كان يدرّس العربية قبل إتقانه للإنجليزية ثم ممارسة تدريسها. لكن يبدو أنه لم يكتب كثيراً، إذ كان الكفاح السياسي يُشغِله أكثر من الكتابة، وليس هذا شيئاً غريباً في العراق طيلة القرن الماضي، خاصة في حياة من يكرس نفسه ووقته لقضية شعبه، فظروف انعدام الحرية في مختلف عهود الدكتاتورية كانت تجعل المناضلين يركزون على إخفاء القضايا الصغيرة المتعلقة بنشاطهم السياسي ولا يعمدون الى مضاعفة كمية المواد التي يضطرون الى إخفائها.
أتذكر أني ناقشتُ هذا الجانب المهم معه حين برز كتـّابٌ أقل منه موهبة، فسألني:
-"إذا لم تكن متديناً، فهل تستطيع الكتابة عن أفكارك؟"

إذن فإن إحجام "عبد" عن الكتابة يُعد خسارة من نوع ما، وليست هذه الخسارة غريبة عن العراق، فهو واحدٌ من الطاقات والمواهب العراقية العظيمة التي اُهدِرَتْ وتـُهدَر اليوم على مذبح الدين والسياسات الرجعية للطبقات الاقطاعية والبورجوازية الخائنة عميلة الاحتكارات الغربية.

وليس كل ساخر ٍيمكن لسخريته أن تمتلك الجرأة على تطبيق سخريته تطبيقاً عملياً في كل حياته.
إعتـُقِلَ عبد وحواح مرة بعد مساهمته في تظاهرة سياسية في عهد عبدالكريم قاسم وعندما سأله مأمور مركز الشرطة عن اسمه أجاب:
-"عبد الواحد جمعة"! وهو إسم مطرب ريفي يعرفه العراقيون، وقد سُجِّل إسمُه "عبد الواحد جمعة" وكانوا ينادون عليه باعتباره عبد الواحد جمعة! وكان عليه من ثم أن يتحمل مسؤولية إعطاء هذا الاسم وما أعقب ذلك من مشاكل.

وليس كل ساخر يكون ذا سخرية واقعية، بنـّاءة، وشاملة. فبعد أشهر من اعتقاله من قبل الحرس القومي بعد انقلاب شباط الفاشي (1963) إستطاع الحصول على كتاب بالانجليزية في تصليح التلفزيون، فقال له أحدهم:

-"منو كَلك انت راح تطلع منا عدل حتى تقره على تصليح التلفزيون؟" (أي: "من قال لك أنك ستخرج من هنا حياً كي تدرس تصليح التلفزيون؟")
كان جوابه:
-"بس آني اذا متت ووصلت يم الله وسألني هاي اللمبة شنو وظيفتها وشلون أبدّلها، شكَلـّه؟ مو عيب أكَلـّه ما أعرف؟!"
(أي: "لكن إذا أنا متّ ُووصلتُ عند الله وسألني ما وظيفة هذه اللمبة وكيف أبدلها، فكيف أجيب؟ أليس من العيب أن أقول له بأني لا أعرف؟!")

هذا النوع من الإجابة لايُظهـِر فقط تعلق قائله بموضوعه (تصليح التلفزيون) وإنما يعكس نقداً للسماء والأرض قبل السخرية من الموت، كما يتضمّن درساً أخلاقياً كبيراً للرجل الذي وجه السؤال إليه.

الجرأة بحد ذاتها نوعٌ من السخرية، مثلما أن السخرية نوعٌ من الجرأة!
فكيف يمكن لرجل مكلف بإيصال بيانات سياسية (مناشير) سرية تحاسب عليها السلطات الدكتاتورية وتقوم دائماً بإنزال أشد العقوبات بحامليها وتحيلهم الى محاكمها بسببها وتحكمهم بالحبس مُدداً طويلة - كيف يفكر مثل هذا الرجل بضرب موعدٍ لرجل آخر بهدف إيصالها أو توزيعها ويكون الموعد في مقهى ملاصقة لمركز شرطة وفي مكانٍ مُعادٍ؟ قد يُخيّل للبعض أن هذا نوع من الجنون، لكنْ قد لا يقوم بهذا العمل سوى عبد وحواح الذي يقدّم تبريرا مقنعا إلى حد كبير: هذه المقهى أسلم مكان لي إذ لا يعرفني أحدٌ فيها ولا في المحلة، واحتمالات الشك بي قليلة إن لم تكن معدومة!

كان "عبد" يستعمل الأمثلة والحِكـَم الشعبية بدقة وبتطابق رائع، وبطريقة تمنح الموضوع بُعداً تحليلياً وسياسياً صادقاً: فبعد انقلاب شباط كان يردد كلما كان الحديث عن انفراد البعثيين الخونة بالمبادرة الى الاطاحة بحكومة قاسم الضعيفة واستلام السلطة بالقوة العسكرية وبالمساعدة المعلوماتية والتخطيطية والمعنوية التي قدمتها لهم السفارات الغربية، خاصة البريطانية، في بغداد، قائلاً:

-"المال التايه يعلـّم الناس البوكَـ!" (أي: "المال الذي لا صاحب له يعلم الناس على السرقة")، بمعنى آخر: أيها الوطنيون – كانت السلطة أمامكم وفي متناول أيديكم، فلماذا تأخرتم عن أخذ حقكم وتركتموه للـّصوص؟
قيل له:
-"بس هذوله أصلاً حرامية!" (أي: لكن هؤلاء هم لصوص أصلاً!)، فيجيب على الفور:
-"بعد أنكَس!" (أي: وهذا أسوأ! بمعنى هذا ما يعزز من إدانتنا لأنفسنا بترك المال أمام اللصوص!)

وفي توزير عامر عبدالله من قبل البعث في السبعينات قال: -"مكروهة وجابت بت!" وأضاف:
-"هذا الرجل مكروه من قبل الكوادر فلماذا أنتم متعلقون به الى هذه الدرجة؟" (المثل الشعبي "مكروهة وجابت بت": معناه: "علاوة على كونها زوجة مكروهة فقد ولدتْ بنتاً"! ويردد أفراد المجتمع العراقي هذا المثل ليس لأنهم يتفقون على كراهية الزوجات ولا على كراهية الوليدات، بل لنقد المجتمع القديم الذي إذا كانت الزوجة أو الكنـّة فيه على غير وفاق مع أهل زوجها فإن ما يزيد الطين بلة ويسبب لها عزلة أشد عن العائلة هو أن تلد بنتاً، وذلك بسبب تفضيل المجتمع البدوي، خاصة السابق للإسلام، الذكور على الاناث، فالدين الإسلامي الذي قام بتحريم الوأد (منع دفن الأطفال أحياءاً) عموماً، خاصة وأد البنات، ("وإذا الموؤودة ُسُئِلتْ بأي ذنبٍ قـُتِلتْ"، "ولا تقتلوا أولادَكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإياكم") - لم يستطع أن يُنصف المرأة بل عقـّد من ظروفها بتشييئها، لذا كان من الطبيعي أنه لم يستطع إلغاء التمييز بين الجنسين.)

كتب مرة إلى إبنه الأكبر الذي كان بعيدا عنه:
"...رسائلي في الآونة الأخيرة شبه رسمية وليست كما أريد وكما تريد، فحديث الفكر للفكر وحديث القلب للقلب يختلف عن الحديث المعيشي أو بالأصح عن الحديث عن كيفية الصراع من أجل البقاء..
..غابة ٌرهيبة في جوفها كل الحيوانات المفترسة هي الحياة التي نحياها، لذا يتوجب أن يسخـّر الضعيف كل طاقاته للبقاء.."

"...رسالتك فيها كلامٌ هو أقرب الى الشعر المنثور، وأعتقد أنه شعر غربي مترجم. قرأتـُه ثلاث مرات وأحسستُ بما يعانيه صاحب هذه الكلمات المنثورة المبعثرة من فراغ وضياع، بل يأس مرير، وهذا مُتأتٍّ أصلاً من جبروت النظام الرأسمالي المتعالي بعلمه وماله وتطوره وقوة سلطانه على الفرد – أو ربما بسبب نظرة فيلسوف وقف على حافة الطريق يرى جموع البشر تهرول خلف كرة ذهبية يحاولون اللحاق بها دون النظر إلى الجماجم التي يدوسونها.."

ويبدو أنه كتب في إحدى ساعات اليأس في الرد على رسائل أولاده وبناته وهم يحثونه على التهيؤ للسفر خارج العراق:
"...أنا آخر من يفكر بالسفر، لذا قررتُ الاستقرار والاقرار بالواقع الذي أنا فيه وليس هناك بديل وكل الأفكار الأخرى تمنيات وأحلام ...إلاّ إذا حدثت معجزة، ودور المعجزات انتهى قبل قرون والآن دور الحسابات الدقيقة والارقام."

لكنه لا يلبث حتى يعود الى الأمل:

"..وستجد أباً قد تعلم من جديد وفاض علوماً ومعارفَ لم يطرقها أحدٌ من قبلُ أبداً، بل كنتُ نصف أعمى اذا جاز التعبير، وكنتُ أحادي النظرة، لكني اليوم أرى بملء بصيرتي وبصري وكأني أرى ما لا يراه غيري خلف الجدران – تذكر قول ميخائيل نعيمة:
إذا سماؤك يوماً
تلبدت بالغيوم
أغمِض جفونك تـُبصِر
خلف الغيوم نجوم
سنلتقي ونتحدث وسيكون العالم كله أمامنا وبين أيدينا، وعندئذٍ سيشعر الواحدُ منا بأنه كبير.."

لكنه رحل، في مثل هذا اليوم، قبل خمسة أعوام، ولم يكن يعلم أنه كان كبيراً فعلاً، بل عظيماً، بطريقته الخاصة هو أيضاَ.
2 تموز 2012



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرية 77
- مظفر النواب - 1 - بدايات الفرار الدائم
- حوارات من سِفْر التحدّي -البدائي- - 1
- القرية - 76
- فتوى الشيخ عبدالله الداخل برجال الدين!
- كامل الشوك
- مقدمة جدية في تحليل جذور شخصية ابراهيم عرب - 2
- ملاحظات في اللغة - 2
- ملاحظات في اللغة -1-
- مقدمة جدية في تحليل جذور شخصية ابراهيم عرب
- الدين والجنون - 4 المدينة - 2
- هل صحيح أن الخطر على القطيع يأتي منه وليس من الذئاب حوله؟
- مختارات من -الوصايا-
- أسماك الزينة - إلى كتّاب الإنترنت
- لماذا وقعت زوجة القس في حب ملحد (قصة مملة!)
- مقدمة في -سودونية- أحمد شوقي
- ملاحظات في العلمزيف 2 Notes on Pseudoscience
- القصيدة
- أربع كلمات غير قابلة للقراءة
- ملاحظات في العلمزيف Notes on Pseudoscience


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كبار منسيون -1- عبد وحواح