محمد نوار
الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 15:24
المحور:
الادب والفن
عندما نريد اليوم ان نقف وننظر الى موقع الاديب والمثقف في خارطة العراق الجديد ماذا نستطيع ان نرى او نقول عن الاشياء الموجودة والتي تحققت له؟. وهل وصلت الى الطموح ربما تكون الاجابة سهلة وفي غاية الوضوح رغم قساوتها . ان الاديب العراقي والمثقف بشكل عام ليس احسن حالا من الامس الذي مضى في زمن الدكتاتورية اذ لم يلتفت اليه احد من ذوي القرار السياسي لانهم في واد وهو في واد اخر حتى بات وضعه المادي في حال مأساوي خاصة وانه صار بين امرين لا ثالث لهما اما ان يكون في لافتة يرفعها السياسي أو أن يبقى صامتا منتظرا يحدق في الافق لعله يرى بارقة امل هناك ، وهذا في واقع الامر سلب لحرية الرأي التي انتصر لها الشعب وناضل من اجلها ودفع عشرات الشهداء لذا نتساءل اين المكاسب التي جنى ثمارها الاديب والمثقف ونحن نرى كل الادباء والمثقفين يطبعون نتاجاتهم الابداعية خارج العراق وعلى نفقاتهم الخاصة وهذا لمن يملك شيئا من المادة واما غيرهم فهم لا زالوا يحتفظون بمخطوطاتهم داخل حقائبهم اذ لم توجد حتى اليوم دار او مؤسسة تقوم بهذا العمل الا إذا استثنينا دار الشؤون الثقافية والتي لا تشكل قيمة ذات اثر واضح والعدد الكبير من الادباء والمثقفين الذين تنفسوا الصعداء بعد زوال ذلك النظام الذي جعل من الكلمة المبدعة حبيسة شعاراته والتي لم تقدم سوى الحرب والموت . اما سياسيونا اليوم وللاسف اكتفوا بمشاكل أحزابهم والسلطة ولم يستطيعوا ان يرفعوا رؤوسهم الى اصحاب القلم والرؤى هؤلاء الذين يرسمون الطريق كي يسير على هديه الاخرون ولكن للاسف نظر السياسيون الى الاديب والمثقف على انه خصم يجب اسكاته لانهم لا يريدون ان يسمعوا الا انفسهم وارادوا ان يكون الاديب والمثقف صدى لكلماتهم . هذه خسارة كبيرة تلحق بالابداع العراقي اذا لم يتداركها المهتمون بالشأن الثقافي ونحن اليوم على امل الارتقاء بمستوى المثقف لذا نجد عيون المبدعين تحدق وهي ترتقب ان يكون احالها غير مشابه لأمسها المرير في زمن النظام الدكتاتوري المقيت .
#محمد_نوار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟