أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد كشكولي - من يدير جهاز الدولة الرأسمالية














المزيد.....

من يدير جهاز الدولة الرأسمالية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 13:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ثمة مفهوم شائع بين اليسار التقليدي و " الشيوعيين" يؤكد على أن الطبقة التي تحوز على القوة الاقتصادية في بلد ما يصبح بإمكانها احتياز السلطة السياسية أيضا . و هذه النظرية يتم نسبها الى ماركس و لكن ليس من الصعب تبيان أنه لم يقل بها بل من طرحها وصاغها هم البلاشفة الذين يرون أن الدولة البرجوازية " يجب أن تدمّر ، وكذلك السنديكاليستيين " النقابيين" الذين يقولون إنها يجب أن تهمل وتترك لحالها.
لم يقل ماركس إن الدولة يجب أن تحطم أو تركن جانبا، بل قال انها يجب أن تنتزع من قبل الطبقة العاملة . و باعتبار الدولة جهاز قمع أنشئ منذ انقسام المجتمع إلى طبقات ، فقد أخذت تتحكم بها طبقات مختلفة في مراحل تاريخية مختلفة : أرباب العبيد، الإقطاعيون و الرأسماليون الجدد. ولكن القول إن طبقة ما تسيطر على الدولة بسبب وضعها الاقتصادي ينطوي على فخ خطير يؤدي إلى السقوط في متاهة الحتمية الاقتصادية.
إن الدولة تسيطر عليها الطبقة التي تكون لها الغلبة في الصراعات السياسية في سبيل الاستحواذ عليها. وهذه حقيقة أن الطبقة التي لها اليد العليا اقتصاديا سيكون حليفها النجاح أخيرا لانتزاع الدولة من الطبقات الأخرى والاستحواذ على سلطة الحكم ، ولكن المسألة على الأرجح تتعلق بكفاحها وأدائها السياسيين أكثر من وضعها الاقتصادي. في العراق و بلدان كثيرة يشكل اليوم اصحاب الثروة الناس الذين استحوذوا على السلطة السياسية بعد أن كان اغلبهم يعيشون على المعونات من جهات مختلفة ، من بينها تجار و أسر ميسورة الحال ، مبعدون اليوم عن المناصب الكبيرة .

و قد تحول جنرالات الجيش في كثير من البلدان إلى رجال مال وأعمال ، مصالحهم الاقتصادية محروسة من قبل سلطاتهم السياسية ونفوذهم العسكري.
و الكل يعلم أن مرشحي الرئاسة في أمريكا وكثير من الدول العظمى من المستحيل أن ينجح في الانتخابات بدون دعم الشركات الكبرى و جبابرة المال مثل غوغول ومايكروسوفت و وناستق ، و الكل يعلم أن اصحاب هذه الشركات لا يتبءون مناصب حكومية بل يظلون مطمئنين ان من يحكم أو يدير الحكم لن يخرج عن تعاليمهم و سيبقى أمينا على مصالح الطبقة الرأسمالية حتى لو لم تكن هي الطبقة التي ينتمي اليها.

و من الممكن لطبقة مترفة اقتصاديا مثل الرأسماليين الجدد الاحتفاظ بالسلطة السياسية مطولا بعد أن اصبحت مترفة اقتصاديا .فالرأسماليون لا يحكمون اليوم بسبب موقعهم الاقتصادي بل بسبب سيادتهم السياسية و الايديولوجية على الطبقة العاملة.
انهم يحتفظون بامتيازاتهم الاقتصادية عبر سيطرتهم على الدولة والتي لا تتم إلا بدعم العمال الاضطراري لهم .

أحيانا يسمع المرء من اليسار التقليدي بأن الاشخاص الذين يتبوءون المناصب العليا في الدولة - الحكومة ، البرلمان ، القضاء و القوات المسلحة - اغلبهم يأتون من الشرائح الاجتماعية المتقدمة ولهذا يمكن أن يستنج المرء من هذا أن الرأسماليين هم الطبقة السائدة و لكونها الشريحة الاجتماعية التي تقود الصناعة .
في طرح لماركس جاء بأن الطبقة السائدة هي الطبقة التي تتحكم بالدولة بوسيلة يمكن بها حماية امتيازاتها الاقتصادية . ولكي نكتشف أية طبقة تحكم المجتمع علينا البحث عن كيفية استخدام الدولة لا الاشخاص الذين يديرونها ويتبوءون المناصب و المسؤوليات العليا فيها.
فلا شك أن اغلب الوظائف الراقية من قضاة و جنرالات الجيش والأمن ينحدرون من عائلات ميسورة و تربطهم صلات قوية بالرأسمالية. لكن في نفس الوقت حين نأتي على من يتبوءون المناصب الدنيا في جهاز الدولة الرأسمالية أو المتكاملة مع الرأسمالية نراهم من العمال والشرائح الصغيرة في المجتمع.
فالنظرية الطبقية الدقيقة تؤكد مما نفهم منها أن كلا الصناعة والدولة ، من الأعلى والأسفل تداران من قبل أفراد الطبقة العاملة، عمال وعاملات ، مقابل أجور لكي يعيشوا.
ولا شك أن الرأسماليين يقومون بأداء جزء من الأعمال، لكن الاشتراكيين يرون أن الرأسماليين، طبقة مترفة اقتصاديا وسياسيا، بينما يدار المجتمع من قبل العمال.
وأؤكد أن الرأسماليين هم وأقاربهم يتحكمون بالدولة، لا خلال تبوءهم المناصب العليا بل بشرائهم دعم الطبقة العاملة لهم في سياسة تؤدي إلى استخدام الدولة للاحتفاظ بالرأسمالية. و في هذه الحالة سوف يبقى الرأسماليون يتحكمون بالدولة و يستخدمونها لصيانة وتنمية مصالحهم حتى لو شغل الباعة المتجولون و العتالون والقرويون المناصب العليا.

إن النظرية التي تقول إن الدولة يتحكم بها الرأسماليون عبر نوع من البناء الحر والهرمي سوف تؤدي إلى عواقب خطيرة، منها الاعتقاد أن البرلمان ليس سوى واجهة كارتونية ، أو أن الفاشية يمكن اطلاقها متى ما شاء والتحكم بها إراديا.
ان تبني هذه الفكرة ، فكرة ارجحية السلطة السياسية على الثروة الاقتصادية، من قبل أي حزب اشتراكي ماركسي يساعده على اكتساب شعبية كبيرة بين الجماهير العمالية و الكادحين ، و سوف يكون صعبا على المحافظين و القوى الرجعية استخدام العنف المسلح ضده و الحاق الهزيمة به.
الاشتراكية تتحقق فقط حين تكون مطلب الأكثرية العمالية في المجتمع و تفهمها و تنظم صفوفها للعمل لكسب السلطة السياسية ، واستخدامها لإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، إذ ذاك سوف تنتفي الحاجة لجهاز الدولة لممارسة القمع.

1 juli 2012



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحة في اللحظة
- الفوتبول و الدم والدولار
- لا تَسِرْ وديعا في ذاك الليل الجميل!
- الدولة بين ماركس ولينين
- جلال الدين الرومي: أنا غلام القمر
- لاحقا سوف يأتيني موتي- قصيدة فروغ فرخزاد
- لينين الثوري الروسي وماركس الثوري الاشتراكي
- هل بهتت ذكرى لينين ؟
- محاق
- ماركس والحقوق المدنية
- صدور رواية (مشرحة بغداد) لبرهان شاوي
- انهضي يا مكرمة العقل و الطيران!
- الدفء الخفيّ
- إشكالية تعريف الأمة
- باران ميلان: أنا قحبة
- قصيدتان لتوماس ترانسترومر
- قصيدة - صلاة- لسهراب سبهري
- جريمة أوسلو وصراع البربريات
- الحريات الديمقراطية والاشتراكية2
- الحريات الديمقراطية والاشتراكية- 1


المزيد.....




- م.م.ن.ص// من يمول الإبادة الجماعية؟ ومن يسهلها؟
- حزب النهج الديمقراطي العمالي المكتب السياسي :بيان للرأي العا ...
- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد كشكولي - من يدير جهاز الدولة الرأسمالية