أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد كاظم غلوم - القوّة الناعمة ..سحرُها وتأثيرُها














المزيد.....

القوّة الناعمة ..سحرُها وتأثيرُها


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 13:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يكاد يكون استخدام القوة العسكرية والسيطرة على البلدان والشعوب بالسلاح والاحتلال والجيوش مآله الى الزوال ، فالآلة العسكرية والذراع العسكري لم تعد وسيلة مثيرة للاعجاب والزهو والبطولة ، فقد تعددت وسائل السيطرة والهيمنة وتنوعت اشكالها حتى وصل الامر الاستعانة بالادب والفن والرياضة والموسيقى وغيرها من النشاطات الابداعية باعتبارها اهم وسائل السيطرة وبسط النفوذ وهذا مايسمى في المصطلحات السياسية الحديثة ب"القوّة الناعمة" التي أخذت منحى واسعا ومارست تأثيرا كبيرا على الشعوب التي وقعت أسيرة هذه القوة
بالمقابل انحسر تأثير" القوة الصلبة " بأداتها العسكرية المدمرة رغم ان القوتين تشتركان في هدف واحد يتمثّل بالسيطرة وبسط النفوذ والتسلط والهيمنة
ولو عدنا الى الوراء وتوغلنا قليلا في التاريخ نرى ان "أثينا" كانت السبّاقة في استخدام القوة الناعمة فالاغريق اول من استخدم الفن والادب والرياضة في إظهار الحضارة الاغريقية ضوءا ساطعا بين الشعوب المجاورة من خلال الملاحم العظيمة التي ابهرت العالم واتساع الفكر الفلسفي التي دانت رقاب الشعوب له ، ونمو وتطور المسرح والنحت والالعاب الرياضية الاولمبية التي كانت تقام بصورة دورية منتظمة والعروض المسرحية الكبيرة التي شهدها مسرح الاكروبولس في عاصمة بلاد الاغريق ومن ثم انتشاره في بقية اصقاع المعمورة حتى العهد الروماني بحيث صار الاغريق "المستعمِر الاكبر" لمعظم الاجناس البشرية في تلك الحقبة ومابعدها نتيجة التأثيرات الواضحة المعالم التي ظهرت للعيان الى الوقت الحاضر؛ وعلى العكس من "إسبارطة" شقيقتها الشقيّة العاقّة التي امتهنت القوة الصلبة وجيّشت جندها وقوتها العسكرية وكان السيف شعارها الرئيس وأداتها في بسط النفوذ ولكنها لم تنجح النجاح التي حظيت به أثينا
وليس بعيدا عمّا عايشناه في وطننا العربي فقد لمع نجم مصر عاليا منذ مطلع القرن الماضي والعقود اللاحقة وزهت بفنّها وأدبها فأسرت قلوبنا وصدحت حناجر مطربيها الكبار وكانت بحق أنموذج القوة الناعمة التي احتلت كياننا الروحي والعقلي سنوات طوال وتعلقت نفوسنا بمؤلفات العمالقة من كتّابها وشعرائها ومبدعيها الذين أثّروا فينا أيما تأثير وكانوا بحق مدرسة قومية للشباب العربي المتطلع الى الوحدة تحت خيمة العروبة تأثرا بالفكر الاشتراكي الواسع النفوذ وقتذاك وتطعيمه وتلوينه بالصبغة العربية فكان ان ظهرت الاشتراكية العربية التي نادى بها الناصريون وبدا تاثيرها الواضح على الشباب العربي
وفي العصر الحالي الذي نعيشه بدأت تبرز القوى الناعمة بكل وضوح ، فعلى سبيل المثال لاالحصر اكتسحت المسلسلات الاجنبية المدبلجة للغةِ العربية وأحيانا باللهجات المحلية وأخذت تغزو اسواقنا الثقافية وقنواتنا التلفزيونية وخاصة المسلسلات الايرانية والتركية وتستحوذ على عقول وقلوب الشباب والفتية واغلب العوائل تترقب مواعيد عرضها على الشاشة والهدف منها تجاري وفكري في آن واحد . ولاننسى سطوع نجم القوى الناعمة في الخليج العربي وبروز هائل للقنوات التلفزيونية بعد تأسيس مدينة دبي للاعلام في الامارات العربية المتحدة وانبثاق قناة الجزيرة في قطر ومجموعة قنوات "mbc" التي أخذت تستقطب عقول وقلوب العرب وغير العرب باعتبارها من أمضى الاسلحة الناعمة وأقواها لاسيما اذا تعززت بنمو القوة الاقتصادية الضخمة لدول الخليج العربي التي احسنت استخدام تلك القوة والاستفادة من الموارد النفطية لايجاد ارضية صلدة لترسيخ الاعلام المؤثر ناهيك عن الهدف التجاري المربح لهذه القنوات ، كمن يضرب عصفورين بحجر واحد
فبدلاً من ان تزرع حقل ألغام امام عدوك
جرّبْ مرة ان تزرع حقل أنغام لتغرقه بغنائك
ويأتيك جذلا فتأسره



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيارة الأخيرة لمقهى اللوكسمبورغ
- بشرى وترتعشُ الشفاهُ...
- سودانيّون في -أرض الموساد-
- سيجار هافانا
- عشاءٌ عراقيٌّ في القاهرة
- نزلتَ وحلاً وحللْتَ قحلاً
- مقاطع شعريّة برفقة صيغ التفضيل
- ثلاث قصائد
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء السادس
- من قصائد الفتوّة - بشرى-
- غورباتشوف وخيبة الأمل
- تركيا الصديقة الحميمة
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الخامس
- لايكفُّ لساني عن وخزك
- هكذا أدرّبُ نفسي
- الإحتلال الديبلوماسي
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الرابع
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثالث
- لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر
- رياشٌ مغمّسةٌ بالحزن


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد كاظم غلوم - القوّة الناعمة ..سحرُها وتأثيرُها