أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو














المزيد.....


الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موسكو /فالح الحمراني ‏

ان النخبة الحاكمة في اوكرانيا عينة جيدة للانظمة الحاكمة التي جاءت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، انها لم تخن مبادئ العدالة والمساواة والروح الوطنية الحقة وحسب، بل تحولت الى قوى "مافيوية" وبطانانات وطفيليات تنخر في جسد الدولة والمجتمع وتعتاش عليها، وتقيم هذه النخب انظمة استبدادية تجعل من التعددية ظاهرة شكلية وحسب لكي تقنع "الغرب" بوجود انظمة ديمقراطية لديها، انها تفرغ التعددية والاجواء الديمقراطية من معانيها الحقة، وتحرم الجماهير من حقوقها بينما تتيح للصوص والالغاركية التحرك بحرية وتوفر القاعدة القانونية، وتضيع السافات بين مؤسسات الدولة التفيذية والتشريعية والقضائية لتخدم هدف بقاء هذه النخب والعوائل في الحكم لاطول فترة ممكنة بقمع النفس الذي يشكل خطرا عليها. ووتظهر كل المؤسسات شكلية :النقابات الاتحادات كيانات المجتمع المدني، وتسن القوانيين من اجل التضييق على نشاطها. ومع ذلك فان دساتير هذه الدول تشير الى انها دول ديمقراطية!

وضمن هذا السياق تواصل النخبة الحاكمة في اوكرانيا معركتها الضارية ضد رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة ما يسمى بالثورة البرتقالية يوليا تيموشينكو، ووظفت لهذه المعركة قوى لايستهان بها من القضاة ورجال الامن وجندت الاعلام والمنابر البرلمانية والسفارات في الخارج. وحقا فان معركة النخبة الحاكمة مع تيموشينكو معركة حياة او موت، لانها واثقة من ان تبرئة تيموشينكو والافراج عنها من السجن سيعني عودتها لاكتساح الساحة السياسية لتكون منافسة خطيرة على الرئيس الحالي فيكتور يانوكوفيتش وحاشيته من كبار المسؤولين والاثرياء.ان هؤلاء الساساة يدركون ان تيموشينكو ستستعيد بسرعة تألقها وستستعيد شعبيتها التي لم تتقلص ذات يوم ،بخاطابها الساطع وجاذبيتها وصورتها اللامعة التي رسختها باذهان الناخب كأبنة اوكراينا المخلصة .وتيمشينكو ليست بالقائد الشعبي الذي دافع عن مصالح الجماهير بل جزء من النظام الذي تشكل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتنازل الرجال الاشداء لنيل السلطة لمجموعتها مستعملة الشعارات الرنانة والوعود العسلية والاندماج بالغرب الذي تصوره بقرة حلوب وجنة منشودة للمظلومين تاريخيا في اوكرانيا. هناك شرائح تثق بوعودها وتتناسى ان العمل وتمنية الاقتصاد الفعلي والالتزام بمبدئ العدالة وجعل الدول في خدمة ال

وصدر يحق تيموشينكو حكما بالسجن لمدة 7 سنوات على خلفية عقود الغاز التي وقعتها أوكرانيا مع روسيا في عام 2009 عندما كانت تيموشينكو تشغل منصب رئيسة الوزراء. ان الحقد الذي تكنه السلطات الاوكرانية على تيموشينكو مصدره مزيج من المصالح السياسية والاقتصادية، ومخاوف نابعة من عقد نفسية.فمع اقتراب الانتخابات البرلمانية تتحول تيموشينكو الى شبح مرعب بالنسبة للرئيس الحالي يانوكفيتش وحزبه " حزب الاقاليم". فشعبية الحزب تتقلص بينما تبقى القوى التي تسير خلف تيموشينكو المعارضة الوحيدة التي ستواجه يانوكيفتش، الى ذلك فان الرئيس يعاني من فوبيا خروج الجماهير الى ساحة " الميدان" كما خرجت في فترة الثورة البرتقالية. ان تيموشينكو تظل مصدر خطر على استمرار النخبة الحاكمة الحالية في السلطة، التي يبدو انها لاتجد من حل آخر غير تدميرها، بكل الوسائل، وتكتفي الان باحتجازها في السجن واختلاق التهم والقضايا ضدها لاطالة امد الحبس.
الى ذلك تحولت قضية تيموشينكو الى عقية كأداء امام اندماج اوكرانيا باوروبا حيث لا تسرى اتفاقية الانتساب مع الاتحاد الاروبي ما لم يتحسن الوضع فى مجال احترام حقوق الانسان فى اوكرانيا. وتناقش العواصم الاوبية الان إمكانية "المقاطعة السياسية" لبطولة أوربا لكرة القدم في يوليو المقبل في أوكرانيا في حال لم يتم إطلاق سراح يوليا تيموشينكو قبل موعدها انطلاقها. وهدد زعماء وروبا بعدم زيارة أوكرانيا خلال هذه البطولة، وذلك حسب تطورات الوضع المتعلق بمصيررئية الوزراء السابقة.

ان القضية ليس الدفاع عن بل لان موضعها طرح بحدة مدى التزام الانظمة الحاكمة التي جاءت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بالمبادئ الديمقراطية الحقة، وان النخب الحاكمة الجديدة مازالت تتعاطى مع الخصوم السايسيين على انهم اعداء الداء ويجب التخلص منهم بكافة الوسائل، بلاقصاء والقتل والتغييب، وهذا ما تمارسه التخبة الحاكمة في اوكرانيا وفي جمهوريات اخرى، بما في ذلك قوى اليسار لكي تحرمها من لوصول للشارع وكسب ناخبين جدد لها



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة بوتين للمنطقة ودلالتها الدبلوماسية
- سط هواجس دولية وتساؤلات عن الالتزام بالعهد: الاسلام ...
- دروس محاكمة بن علي
- الثورة التالية
- هاجس مبارك
- بعد تونس: الصنم التالي
- فضائح التجسس والعلاقات بين روسيا وامريكا
- اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها
- اطفال الفلوجة
- الشيوعي الروسي يشارك بمسيرة كبرى في الاول من ايار وزوجانوف ي ...
- روسيا وحزبها الشيوعي تحتفل بالاول من ايار
- اسئلة مشروعة على هامش اجتماع الرباعية بموسكو
- المادة التي رفضت انباء نوفستي نشرها
- العراق في مواجهة الحرب الإعلامية النفسية
- اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض
- هل سيقنع عباس موسكو بمقايضة ايران بالتسوية السلمية؟
- نهاية الثورة البرتقالية
- دور الفرد في العملية السياسية : بين التهميش والحاجة لمواطن م ...
- دروس الحرب الخاسرة
- ايران: خطاب ديني لاغراض جيو سياسية


المزيد.....




- استعان بـ ChatGPT أيضا.. خالد سرحان يسخر من فيديو محمد رمضان ...
- فـرنـسـا: لـمـاذا هـذا الـتـضـخـيـم لـظـاهـرة الـهـجـرة؟
- علا صوتها فقتلها.. الأمن المصري يكشف خدعة رجل أبلغ عن وفاة ا ...
- ترامب يهدد بطرد المسؤولين الفيدراليين إذا لم يعودوا إلى مكات ...
- السلطات السورية تعلن حل الجيش وتعليق العمل بالدستور وتعيين ا ...
- حريق هائل داخل طائرة بمطار في كوريا الجنوبية ونجاة جميع ركاب ...
- مئات من مسلمي الروهينغا يصلون إلى إندونيسيا بقارب متهالك فار ...
- عراقجي يبحث البرنامج النووي الإيراني مع غروسي والوزير البريط ...
- ليبيا.. حبس متهمين باحتجاز مهاجرين غير نظاميين جنوب شرق البل ...
- الروبوتات ترقص جنبا إلى جنب مع البشر في احتفالات رأس السنة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو