أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - قل لي ما هي ثقافتك؟؟؟...














المزيد.....


قل لي ما هي ثقافتك؟؟؟...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طرح الصديق نضال نعيسة هذا السؤال :
قل لي ما هي ثقافتك...أقول لك بأي قـرن نـحـن اليوم!!!
وهـذه الكلمات جـوابـي لــه :
آه وألف آه يا نضال.. يا صديقي الغالي... لو نتابع الأحداث والأقوال والفتاوي اليوم... لو نفسرها حسب قولك هذا... لأجبتك بأننا ـ اليوم ـ في العصر الماقبل ما قبل الحجري... نحن في غـابة ما قبل الإنسانية. هربت منها حتى الحيوانات الأليفة...نحن في عصر الديناصورات التصورية... نحن في عصر الإرهاب... حيث القتل والتفجير والذبح والخيانة.. أصبح غريزة حيوانية طبيعية... هذه ليست ســـوريــا... هذه ليست سوريا التي خلقتني, والتي أعطيتها كل شيء.. كل شــيء..
نحن اليوم محونا تـاريـخـا إنسانيا عمره آلاف السنين...
أرجوك يا صديقي.. عذرا لــيــأســي بلا حدود ولتشاؤمي المعتم الأسود... لأن الغد الذي يحضر لنا...أسوأ.. وأسوأ ألف ألف مرة.
وأضيف نحن اليوم بلا عصر.. خارج الزمن.. لأننا خارج أية حضارة اعتدنا عليها...ليس من عاداتنا وتقاليدنا قتل جارنا, لأننا لا نحمل نفس الأفكار الغيبية. ولا نعبد نفس الإله... ومن يقتلون ويفجرون باسم إله صنعوه بالخنجر والبارودة والقنبلة, ليسوا أهلي.. وليسوا أحبائي. ولا يمكنني قبول إلــهــهــم, رغم تقبلي أعتم الآراء المخالفة لكل رأي... ولكن مذابحهم وراء ستار هذا الإله, تجاوزت كل المعابر الإنسانية, والمقبولة بكل خلاف.. وكل تصارع رأي حضاري... باختصار...إنهم خارج كل حضارة... وكل طبيعة بــشــريــة!!!...
اليوم لم أعد التذ بسماع فيروز.. ولا أطرب لأغنيات وديع الصافي.. أو كاظم الساهر يغني نزار قباني...لأن أصوات العبوات المتفجرة وصراخ اليتامى والأرامل, وأنين المخطوفين والمذبوحين, خنقت بأحشائي كل شعور لذة إنسانية... جــمــد الحزن إنسانيتي يا صديقي.. كأنني أعيش بين هؤلاء الوحوش الكاسـرة التي نهشت كل حضارة في غابتنا السورية... أصرخ... أصرخ... ولا وحش ديناصوري يفهم صرختي.. لأنهم لا يفهمون كلماتي ولا صرخاتي.. لأنهم لا يفهمون لـغـتـي... لا يفهمون لغتي... لأننا لم نعد بعصر الكلمة... نحن بعصر افتراس الحيوان للحيوان.. بكل شــراسـة.. بكل حيوانية... لا استطيع استعمال كلمة لاإنسانية...لأن مفهوم هذه الكلمة وتفسيرها غير معروف بعد!!!....
*******
كم كنت آمل إيجاد كلمات سلسة ناعمة هادئة أخرى... أطيب فيها خواطر الحزانى والثكالى... ولكن جفت كلماتي.. وجفت قريحتي, وحتى جفت دموعي من رؤية كل هذه المآسـي والآلام والجراح التي تعصر قلب وطني... كم كنت أتمنى أن أكتب له كلمات حــب أو قصيدة.. أو تهنئة أو أغنية... ولكن الحزن كل يوم يتبع حزن اليوم الذي ســبق... كأنما الدخان والجفاف أصابا وهيمنا على كل حرف وكل فاصلة من كلماتي...
اليوم يا بلدي.. لم يتبق عندي أي شيء أقوله لك... سوى أنني أعطيك قلبي المتعب حتى تـــحـــيـــا.........................
ويا صديقي نضال .. يا صديقي البعيد القريب..حتى نلتقي...لك كل مودتي وصداقتي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة. لك ولجميع قراء هذا الموقع.
غـسـان صـابـور ـ ليون فـرنـسـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين فولتير.. يا مجلس الاتحاد الأوروبي
- المومس و المشغل
- الأب باولو دال اوغليو
- دفاعا عن الحق.. والحقيقة
- رسالة إلى الجنرال روبرت مود
- عودة إلى البلد
- تحية إلى أمين معلوف
- رد كامل
- المعركة الإعلامية.. أشرس المعارك
- رد على رسالة صديقتي ريم
- فيلم قسم طبرق
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس فرانسوا هولاند
- رسالة إلى السيدة رندة قسيس
- تتمة رسالة
- وعن مجلس النواب الجديد
- بداية حوار
- وعن الاتجاه المعاكس
- صرخة ألم !...
- برنامج مواطن عادي
- رد على مقال برهان غليون


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - قل لي ما هي ثقافتك؟؟؟...