داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 13:13
المحور:
كتابات ساخرة
لم اجرب الجلوس على كرسي واتلذذ في حلاوته طيلة ايام عمري الذي شارف على العقد الخامس . اللهم الا جلوسي على كرسي الحلاقة لبضع دقائق كل شهرين او تزيد قليلاً ، حيث اجد الراحة التامة ، اضافة الى اني اصّدر الاوامر الى الحلاق وهو يسمع ويطيع وينفذ من دون وجه اعتراض .
واللذة هذه – اعني لذة جلوسي على الكرسي – اشعر بانها تجعلني امير او قائد او رئيس دولة خيالية لا توجد الا بالأحلام وفي قصص (الف ليلة وليلة) .
لكنني لم امارس الجلوس على كرسي السلطة ولا مرة في حياتي ، ولا اتمنى ذلك ، لأن الظروف لو سمحت بذلك ولعب القدر لعبته فإنني سوف اظلم واسلب حقوق وابتز الرعية ، وآوي المفسدين واتستر على السّراق واللصوص ، تطبيقاً للمثل العامّي الشائع ((خوفك من الما شاف وشاف )) .
اذن نحن لماذا ننتقد بعض ساستنا ونلومهم مادمنا نعرف بان الكرسي عزيز ، وان الحكام والملوك والقياصرة والفراعنة ، كفروا بالله وبعضهم ادعى الربوبية والاخر اصبح إلهاً يُعبد من دون الله ، ثم مات شر ميتة وما تنازل عن الكرسي .
تحدثنا كتب التاريخ ان الخليف هارون الرشيد بينما هو جالس على كرسي الحكم فدخل عليه جعفر بن محمد المعروف بالصادق فاستقبله الرشيد بحفاوة وتقدير منقطع النظير واجلسه الى جانبه وقد سأله ابنه المأمون عن هذا التقدير غير المعهود ، فأجابه الرشيد بان هذا المكان الصادق احق به من الرشيد . فقال له المأمون
: لماذا اذن لم تعطه ذلك . فقال له : ويحك ( والله لو نازعتني انت على هذا لأخذت الذي بين عينيك (يعني ايكص راسه) .
اقول الله يكون في عون الحلاقين كم جلسوا على كراسيهم حكام ، اعني زبائن كلٌ يأتي دوره ثم يغادر ، وهكذا كرسي السلطة ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من يأتي دوره عاجلاً ام لآجل ، تعددت الاسباب وتبديل الحكام واحد .
اذن ما هو المطلوب من الحاكم غير العدالة والمساواة واعطاء كل ذي حق حقه ، لا ان يفضّل هذا الشخص الذي هو من حزبه او من طائفته على الشخص الآخر الذي قد يكون هو الافضل والاكثر استحقاقاً من سواء . ويمكن قد وصلت الرسالة لأن الرسالة افضل من (الترميشة) .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟