خدر خلات بحزاني
الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 16:52
المحور:
كتابات ساخرة
في خطوة تذكرنا بـ "مكارم" النظام السابق، اتخذت حكومتنا العزيزة قرارا خطيرا يقضي بتزويد كل عائلة بـ 5 كغم من الطحين درجة صفر بمناسبة إطلالة شهر رمضان المبارك.
وهذه المكرمة الهائلة ستجعل مطابخنا تعج و(تعط) برائحة البقلاوة والكليجة والزلابيا طوال شهر رمضان، وبواقع 166 غرام يوميا!..
وسيتم تقسيم هذه الغرامات الذهبية بين افراد العائلة وفق التراتب العائلي، حيث سينال الاب والام حصة الاسد واللبوة، وسينال الصغار حصة الاشبال، وربما سينال اصغر وليد بالعائلة 5 غرامات من البقلاوة يوميا، ولا اعرف هل سيشمها ام سيمضغها ويتلمظ بها ساعات وساعات بعد الفطور؟
اشير هنا الى النظام الدكتاتوري البائد، الذي كان يتكرّم علينا بنفس الكمية من الطحين الصفر، مع بعض الكيلوغرامات من العدس بمناسبة شهر رمضان، لكن الفرق يكمن في ان النظام الدكتاتوري السابق كان يوزع مكارمه وهو يرزح تحت حصار قاس، فضلا عن أن وارداته المالية من مذكرة النفط مقابل الغذاء لم تكن تتجاوز الـ 7 مليارات دولار سنويا، بينما ميزانية العراق الاخيرة وصلت الـ 100 مليار دولار!!
لست هنا لاروج لذلك النظام الديكتاتوري الفاسد الذي دمّر العراق من اقصاه الى اقصاه بافعاله الصبيانية الاجرامية، ولكن اريد هنا التذكير بحجم الفساد المستشري في عراقنا الجديد، ذلك الفساد الذي تعترف به حكومتنا نفسها، وهذا لم يكن مباحا قبل 2003، مثلما لم تكن لنا الشجاعة في كتابة هكذا مواضيع قبل 2003 ايضا.
ولكن هذا لا يمنع من التنديد والاستنكار لقرار منح 5 كغم من الطحين صفر للمواطنين بمناسبة شهر رمضان، فقد كنا نطمح بمكافأة موازية لواردات العراق، التي هي ملك الشعب وليست ملك الحكومة، كنا نطمح بمبلغ مالي لا يقل عن 1500 دولار لكل عائلة بمناسبة شهر رمضان، وبواقع 50 دولارا يوميا للعائلة الواحدة من اجل سد النفقات في شهر رمضان.
كنا نطمح بزيادة ساعات الكهرباء، وبزيادة ساعات تجهيز المياه، وبتخفيض اسعار البنزين، ودعم اسعار الخضروات والفواكه واللحوم ومشتقات الالبان والبيض، وكنا نطمح برواتب اضافية لجميع الموظفين والمتقاعدين، وتوزيع مساعدات للارامل واليتامى والمعوقين والعوانس و... و... و الخ...
ولكن... عندما لا يأتي العزم على قدر اهل العزائم، ولا يأتي الكرم على قدر اصحاب المكارم، فاعلم انك في العراق، ارض الثروات والغنائم.. والشعب الجائع النائم..!!
وكل رمضان وانتم تأكلون 5 كغم من البقلاوة الحكومية.
#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟