|
في دحض مزاعم علمية القرآن...الحلقة الثانية
احمد القاضي
الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 01:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) النضر بن الحارث مستهزئآ بقرآن محمد سورة "الانفال"
في الحلقة الاولى تناولنا الأسباب التاريخية التي ادت الى ميلاد ظاهرة الإدعاء بوجود إعجاز علمي في القرآن، وارجعنا ذلك إلى الصدمة التي أصابت النخب في البلاد العربية الاسلامية للهوة السحيقة التي باتت تفصل بين مجتمعاتهم الغارقة في الجهل والتخلف المزري وبين اوربا التي حققت قفزة حضارية وعلمية اخرى هائلة في القرن التاسع عشر بمزيد من الكشوفات والمخترعات العلمية، وذلك من باب إيهام النفس بأن الاسلام سبق اوربا في مجال العلوم والكشوفات الحديثة بالزعم بان القرآن أشار اليها قبل الف واربعمائة سنة...وفي هذه الحلقة نواصل لتفنيد مزاعم الزاعمين بالإعجاز العلمي في القرآن.
لا برزخ ولا يحزنون
دعونا نبدأ بالآية (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (الفرقان53) ) ... يعتبر المتوهمون في وجود إعجاز علمي في القرآن ان هذه الآية من الدلائل القاطعة على علميته لانها حسب زعمهم تحدثت في القرن السابع الميلادي عن ظاهرة من ظواهر الطبيعة، لم يكتشفها العلماء إلا في العصر الحديث...يقول (الدكتور) زغلول النجار بعد حديث طويل عن هذه الظاهرة واسبابها العلمية (وهذه حقائق لم يدركها الإنسان إلا في العقـود المتأخرة من القرن العشرين, وورودها في كتاب الله الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة, مما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق, ويجزم بنبوة هذا النبي الخاتم( صلي الله عليه وسلم).. فسبحان الذي أنزل قوله الحق: وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا[ الفرقان:53] ) أ.هــ.(من موقع: الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة)...هل الامر حقآ كما يقول النجار؟ سنرى....فأولآ: يجب ألا يغيب عن بالنا أن هذه الآية تتحدث عن ظاهرة محددة هي إجتماع الماء العذب بالمالح دون أن يمتزج به لوجود حاجز يحجزهما عن بعضهم البعض، مع إستحالة ان تذهب عذوبته لان الله حرّم ان يفسد هذا ذاك...ولعل أول سؤال يعّن لنا هنا: هل كانت هذه الظاهرة مجهولة في ذلك الزمان، أيّ زمن محمد والازمان اللاحقة وظلت قابعة في القرآن حتى كشف عنها العلم الحديث؟......فلنذهب إلى الشيخ الطبري احد اعلام المفسرين الاقدمين الذي اورد معلومة دقيقة تكشف أن هذه الظاهرة كانت معروفة آنذاك ...يقول(({وجعل بينهما برزخا} قال : حاجزا لا يراه أحد , لا يختلط العذب في البحر . قال ابن جريج : فلم أجد بحرا عذبا إلا الأنهار العذاب , فإن دجلة تقع في البحر , فأخبرني الخبير بها أنها تقع في البحر , فلا تمور فيه : بينهما مثل الخيط الأبيض ; فإذا رجعت لم ترجع في طريقها من البحر , والنيل يصب في البحر)) أ.هــ....لاحظوا انه يقول على لسان ابن جريح ". فأخبرني الخبير بها" مما يعني ان تلك الظاهرة كانت معروفة للذين يعيشون عند مصب شط العرب (نتاج اتحاد دجلة والفرات) او الذين يسافرون الى تلك النواحي....والمعلومة التي اوردها الطبري صحيحة لان جميع الانهار،كما هو معروف، عندما تصب مياهها في البحار فأنها تظل على السطح عند المصب وتبدأ في فقد عذوبتها كلما ابتعدت عن المصب الى أن تتلاشى العذوبة نهائيآ...والنهر الوحيد في العالم الذي تظل عذوبته، كما يقول الجغرافيون، باقية على سطح البحر لمسافة تصل الى حوالى مائة وخمسة واربعين كليومترآ من المصب هو نهر الامزون لقوة اندفاعه واتساعه وكميات مياهه الهائلة التي تفوق جميع انهار الدنيا...ويقال أن المكتشفين الاسبان قد دهشوا عندما أدركوا أن بمقدروهم ان يغرفوا ويشربوا من سطح البحر ماء عذبآ وهم على بعد كليومترات من مصب الامزون وقد عرف الهنود الحمر السكان الاصليون في تلك المنطقة هذه الظاهرة منذ العصور السحيقة....وهناك ظاهرة اخرى مرتبطة بموضوعنا هذا، وهي وجود ينابيع عذبة في قاع البحار والمحيطات قريبآ من الشواطئ في مناطق عديدة بالعالم كالينابيع الموجودة في الساحل الشرقي للجزيرة العربية وتحديدآ عند سواحل جزر دولة البحرين...وهي ظاهرة معروفة منذ العصور القديمة... فقد وردت في اساطير الاغريق ومنها اسطورة (الفيوس واريثوسا) التي دونها الشاعر اللآتيني اوفيد وفحواها ان الإلهة اريثوسا لجأت الى الإلهة ارتيمس شاكية من مطاردة الفيوس لها بعد ان وقع في غرامها فحولتها ارتيمس الى نبع ماء عذب في قاع البحر عند ساحل جزيرة صقلية ثم شقت قناة تحت البحر توصل بين هذا النبع وارض الاغريق....هذا على صعيد الاساطير التي تعكس بالضرورة جزءآ من ثقافة المجتمع ورؤيته للاشياء والظواهر الطبيعية من حوله....أما على الصعيد العلمي فان الفليسوف ارسطو يقول في كتابه (الميترولجي) أن هناك ثلاثة ينابيع من المياه العذبة في الاعماق البعيدة لبحر بونتاس (الاسم الاغريقي القديم للبحر الاسود) على بعد 300 إستاديا (الاستاديا الواحدة = 185 مترآ) ..ويحاول ارسطو ان يجد تفسيرآ علميآ لذلك فيقول انه عند سفوح جبال القوقاز توجد بحيرة مغلقة ليس لها منفذ ويسميها الاهالى هناك بحرآ، وتصب فيها عدة انهار كبيرة ...وبسبب ضغط مياه الانهار المتدفقة في البحيرة ولانها لا تملك منفذآ لتصريفها فان مياه الانهار تنزل الى الاغوار البعيدة للبحيرة وتذهب الى بحر بونتاس (البحر الاسود) عبر قناة في القاع لتخرج منها الينايع العذبة المذكورة...وكان السومريون في ميزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين) يظنون ايضآ ان (مياه الانها والاهوار) تخرج من اعماق البحر (الابسو) حيث (موطن اله المياه أيا) {ملحمة كلكامش..طه باقر..صفحة93}...ووردت في تلك الملحمة عبارة تقول (رأى الشوك والعوسج الذي يحمل الاحجار الكريمة واللؤلؤ البحري) ص 77...وفي هذا دلائل على انهم، عرفوا الينابيع العذبة الموجودة في قاع البحر عند سواحل جزر ارض دلمون (الاسم القديم للساحل الشرقي للجزيرة العربية بالاضافة الى الجزر المعروفة الان بالبحرين)..فقد ارتبطت تجارة اللؤلؤ تاريخيآ منذ ذلك الزمان بجزر دلمون..واللؤلؤ يتطلب الغطس والغطس جعل الغطاسين يتعرّفون على مواضع الينابيع العذبة...والى جانب شواطئ جزر دلمون (البحرين) هناك مناطق اخرى في العالم عرفت منذ العصور السحيقة هذه الظاهرة، فقد اشار الجغرافي الاغريقي استرابو الذي ولد في عام 63 قبل الميلاد في كتابه (الجغرافيا) الى وجود ينابيع عذبة في عمق البحر على بعد اربعة كيلومترات من شاطئ اللاذقية وكذلك قبالة اردوس بساحل فينيقة (شمال طرابلس بلبنان) ...وشرح كيف يجلب سكانها الماء العذب من قاع البحر الى الشاطئ...وحين وصل الاوربيون الى هاواي بعد اكتشافها في أواخر القرن الثامن عشر وجدوا ان سكانهاالاصليين باحدى اكبر جزرها (ماوي) يجلبون ماء الشرب من ينابيع عذبة في قاع المحيط الهادئ ليس بعيدآ من شاطئها... وهناك مواقع بحرية اخرى بها ينابيع عذبة كشرق ساحل سانت اوغسطين بفلوريدا..وقبالة مدينة بلوكسي بالمكسيك .......من كل هذه الحقائق نخلص الى ان محمدآ مدين للناس وليس للسماء في ما ذكره في قرآنه عن تلك الظاهرة الطبيعية التي كانت معروفة لوجودها في المواقع التي اشرنا اليها آنفآ والقريبة من الجزيرة العربية شرقآ وشمالآ، وتحديدآ في سواحل دلمون (البحرين) وشواطئ سوريا وفينيقيا وعند مصب شط العرب ومصب نهر النيل في بحر الروم... ولا يعقل أن أخبارها كانت غائبة عن تاجر كمحمد درج على السفر الى الشام ومختلف نواحي الجزيرة العربية...وبعد، هل أتى القرآن بشئ كان مجهولآ لدى الناس في ايام حياة محمد او قبلها؟ بالطبع لا ..لقد اخبر محمد الناس بما كانوا يعرفونه من باب تبيان قدرة الخالق الذي يدعو الناس الى عبادته..وعلى الصعيد العلمي فقد اخطأ محمد خطأين علميين في آيته القائلة ((وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا))....فليس صحيحآ قوله (وهذا عذب فرات) ..فعلميآ فإن الماء العذب لا يبقى عذبآ ويتغير طعمه وتركيبه بمجرد أن يندفع من فم النبع في قاع البحر...ولكن هذا التغيّر يكون بصورة غير محسوسة للشارب... فالماء عند لحظة خروجه من النبع يصبح بدرجة من الملوحة ولا يكون طبيقآ للذي في النبع... واجهزة التحليل وحدها تستطيع ان تكشف نسبة العذوبة المفقودة...وتأخذ درجة الملوحة في الارتفاع كلما اندفع الماء العذب الى أعلى بعيدآ عن النبع حتى تتلاشى العذوبة نهائيآ....وكذلك الحال مع مياه الانهار عند مصباتها في البحار حيث تفقد درجة من العذوبة بمجرد التقائها بماء البحر الى أن تتلاشى العذوبة تدريجيآ كلما توغلت الى الداخل بفعل التيار...فاين اذن علمية القرآن عندما يقول بأن الماء العذب يبقى عذبآ كالفرات بعد اجتماعه بماء البحر المالح؟...أما الخطأ الثاني فأنه في قوله (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) فليس هناك من برزخ ولا يحزنون....والبرزخ أصلآ هو اليابسة التي تفصل بين ماءين وتولّد المعنى المجازي ليعني كل فاصل بين شيئين كالبرزخ بين عالم الاحياء وعالم الاموات حسب مقولات الاسلام...فلو كان بين الماء المالح وبين الماء العذب برزخ او حجر محجور لما تلاشت ابدآ العذوبة مهما ابتعد الماء العذب عن النبع او المصب ولظل يطفو فوق البحر المالح الى الابد بعذوبته دون أن يتشبع بالملوحة....فعبارة (الحجر المحجور) تعني استحالة امتزاجهما، ففي قاموس (لسان العرب) فان كلمة "حجرآ" تعني حرامآ محرمآ وحسب ما جاء في تفسير الطبري (وجعل كل واحد منهما حراما محرما على صاحبه أن يغيره ويفسده ) .....فاين علمية القرآن وهو يقول بإستحالة ان يفسد الماء المالح الماء العذب او العكس؟....وبالاضافة الى ذلك فان القرآن لم يخبرنا بالسبب العلمي الذي يجعل الماء العذب يحتفظ بعذوبته لبعض الوقت في البحر المالح؟ القرآن لم يحدثنا عن السبب العلمي لذلك بل حدثنا فقط عن ظاهرة طبيعية كانت معروفة منذ العصور السحيقة والعلم الحديث هو وحده الذي كشف السبب العلمي.... فعدم الامتزاج لوقت محدود ليس لوجود برزخ كما تخيل محمد او لانه حجر محجور كما قال، بل لان الماء العذب أخف نسبيآ من ماء البحر المالح..فلتر .واحد من ماء البحر يحتوي على 35 جرامآ تقريبآ من الملح الذائب بينما يحتوي الماء العذب على جرام واحد في اللتر الواحد، ولذا تنتهي عذوبته بعد ان يتشبع تمامآ بالملح دون أن يحميه أيّ برزخ من التشبع ودون ان يكون التشبع حجرآ محجورآ.....وهناك آية اخرى في القرآن تقول (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴿الرحمن:19-20﴾ )...وهي آية غامضة لانه غير مفهوم ماذا قصد محمد بالضبط بـ (مرج البحرين) في هذه الآية هل قصد مرج بحرين مالحين ام بحر مالح وبحر عذب ....وقد اختلف فيها المفسرون ففي تفسير الجلالين وابن كثير فإن المقصود بــ (البحرين) هو الماء المالح والماء العذب، واما الطبري فيقول ان ابن عباس قال ان المقصود بحر في السماء وبحر في الارض يلتقيان في العام مرة واحدة بينما قال آخرون ان المقصود بحر الروم وبحر فارس..ويختم الطبري كلامه بأنه يميل الى رأي ابن عباس...وبعيدآ عن هذه التفاسير المختلفة وفي إطار جهوده لتكريس ما يسميه توهمآ بالإعجاز العلمي في القرآن يقول (الدكتور) زغلول النجار (وأن الله ( تعالي) هو الذي مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان*.... يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان* وهي إشارة قرآنية دقيقة إلي حقيقة علمية مؤكدة لم يدركها العلماء المتخصصون إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في أثناء رحلة الباخرة البريطانية (Challenger) أو التحدي (1872 ـ1876) مؤداها أن الماء في البحار المتجاورة, وحتي في البحر الواحد يتمايز إلي العديد من البيئات المتباينة في صفاتها الطبيعية والكيميائية, والتي تلتقي مع بعضها البعض دون امتزاج كامل, فتبقي مفصولة علي الرغم من اختلاطها وتلاقي حدودها, وذلك لما للماء من خصائص ميزه بها الخالق (سبحانه وتعالي) ) أ.هــ.....من الواضح ان (الدكتور) زغلول يريد إخضاع علم المحيطاتOceanography إلى نظرية البرزخ المحمدية....ينظر علماء علم المحيطات الى جميع المحيطات والبحار والخلجان كجسم مائي واحد يغطي حوالي ثلاثة ارباع الكرة الارضية...ولذا فان الاعتقاد بأن كل بحر وكل محيط قائم بذاته لا محل له في واقع العلم وتبقى الاسماء التي اعطيت للبحار والخلجان والمحيطات منذ العصور السحيقة مجرد اسماء سموها... فالمحيطات في الاصل محيط واحد والبحار والخلجان جزء لا يتجزأ من المحيط ... والحدود الفاصلة بين المحيطات التي نجدها في بعض الخرائط هي محض خطوط وهمية لا وجود لها في الواقع وقد وضعها علماء علم المحيطات لاغراض جغرافية...واول من صاغ مصطلح (المحيط العالمي) كمفهوم للجسم المائي الواحد الذي يغطي ثلاثة ارباع الكرة الارضية بدون فواصل وهمية هو عالم المحيطات الروسي المعروف يولي شولكالسكي في اوائل القرن العشرين...إن المياه في البحر او المحيط تختلف في كثافتها من منطقة الى اخرى حسب درجة الحرارة، ففي المناطق الباردة تكون الكثافة عالية وفي المناطق الحارة تكون الكثافة اقل..وكذلك مياه الاعماق الباردة في المحيط او البحر تكون اكثر كثافة من مياه السطح الدافئة، وكل هذا لا يمنع الامتزاج لانه ضروري لتبادل وتوزيع الحرارة والمواد الكيميائية والمعدنية والغازات كالاوكسجين والنيتروجين والكربون دايوكسايد بين طبقات المياه على مستوى المحيطات كلها...ومن العوامل المساعدة على امتزاج المياه في المحيطات والبحار كما هو معروف هي التيارات المائية في مستوياتها المختلفة منها السطحية ومنها تيارات الاعماق القريبة والبعيدة التي تدور عكس التيارات السطحية والدومات الهائلة المنتشره وعملية المد والجزر ويضيف بعض العلماء الاسماك والحيوانات المائية كعامل للامتزاج وذلك خلال حركتها الدائمة وتنقلها في خطوط افقية ورأسية من مكان الى آخر ....فعلى سبيل المثال هناك التيارات المائية الدافئة الخفيفة الكثافة بفعل حرارة الجو تندفع من شرق البحر الابيض المتوسط الى الجزء الشمالي من المحيط الاطلسي لتمتزج بمياهه الباردة ذات الكثافة العالية...وبالمقابل تندفع التيارات المائية الباردة من المحيط الاطلسي الى شرق البحر الابيض المتوسط لتمتزج بمياهه الدافئة وهكذا دوليك في دورة لا تنتهي...وبالاضافة الى كل ذلك هناك التيارات الهائلة المعروفة بــ The Great Ocean conveyor belt أيّ الحزام الناقل المحيطي العظيم الذي اكتشف قبل نصف قرن ...وينطلق من خليج النرويج بالقرب من المحيط المتجمد الشمالي ويتجه جنوبآ حتي المحيط المتجمد الجنوبي حيث يتفرع قبالة جنوب افريقيا الى فرعين، فرع يتجه صوب المحيط الهندي وآخر صوب المحيط الهادئ...أيّ انه يجوب المحيطات وينقل المياه الباردة الى المناطق الدافئة، والمياه الدافئة الى المناطق الباردة في دورة ابدية .......فأين هو البرزخ الذي يمنع إختلاط الماءين؟ فالمهم عند (الدكتور) زغلول النجار وامثاله أن يجعلوا كلام القرآن صحيحآ بالتدليس وباللف والدوران أما الحقائق العلمية فلتذهب الى الجحيم اذا اعترضت كلام القرآن كما يقول لسان حالهم....ومما قرأته أيضآ في احد المواقع الاسلامية ان آية البرزخ تتجلى كذلك في ظاهرة التقاء نهري Rio Negro وSolimões River جنوبي مدينة مانوس بالبرازيل...فهذان النهران، الاول بلونه الاسود والثاني بلونه الطيني يسيران جنبآ الى جنب دون أن يمتزجا مسافة ستة كليومترات تقريبآ ثم يمتزجا بعد ذلك ليكوّنا معآ نهر الأمزون...الموقع الاسلامي لم يشر إلى امتزاجهما بعد تلك المسافة.....ونفس هذه الظاهرة نلحظها لو شاهدنا صورة جوية من وكالة ناسا مثلآ لإلتقاء نهري دجلة والفرات عند مدينة القرنة. والنيل الازرق والنيل الابيض عند مدينة الخرطوم....فدجلة والفرات عند اقترانهما يسيران جنبآ الى جنب مسافة ليست بالطويلة دون ان يمتزجا ثم بعد ذلك يمتزجا ليكونا شط العرب وكذلك الحال مع النيل الازرق والنيل الابيض اللذين يسيران جنبآ الى جنب مسافة قصيرة قبل ان يمتجزجا ويكونا نهر النيل....فهل ثمة برزخ؟!..فعندما يلتقى نهران يسيران جنبآ الى جنب لمسافة قد تطول او تقصر قبل أن يمتزجا ويكوّنا نهرآ واحدآ ومرد هذه الظاهرة الطبيعية وسببها العلمي هو اختلاف قوة وسرعة إندفاع كل نهر واختلاف درجة حرارة الماء في كل منهما بالاضافة الى اختلاف كثافة الماء وكمية الشوائب المتعلقة فيه ..فلو كان هناك برزخ الهي بينهما لسار النهران جنبآ الى جنب حتى المصب دون أن يمتزجا لانه حجر محجور ان يبغي احدهم على الآخر....وهكذا لا وجود لخرافة اسمها (وبينهما برزخ لا يبغيان) والعلم يدحض مقولة (حجرآ محجورا) التي تعني إستحالة إمتزاج الماء المالح والماء العذب ... فالقرآن لم يأت بجديد عندما تحدث عن ظاهرة طبيعية كانت معروفة منذ العصور السحيقة ...إلى جانب انه لم يقدم اي تفسير علمي لعدم الامتزاج المؤقت كما فعل العلم الحديث ....فليس هناك من برزخ الا ذلك البرزخ الذي يفصل بين عقول المتوهمين في الاعجاز العلمي في القرآن وبين التفكير العلمي.
كان رتقآ ففتقناهما
في سياق زعمه بأن القرآن يحوي علوم العصر الحديث وانها كانت مدخرة لتكتشفها أجيال لاحقة، يقول عبد الرحمن الكواكبي (وحققوا أن الارض منفتقة في النظام الشمسي، والقرآن يقول:{ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا }) أ.هــ..كتاب"طبائع الإستبداد".. ...أخذ الجيل الجديد من متوهمي الإعجاز العلمي في القرآن هذه الآية مع آية اخرى تقول ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ وشرع في تكييفهما ومؤاومتهما مع نظرية (الانفجار الكبير) The Big Bang التي لم تكن قد خرجت الى الوجود وقت أن كتب الكواكبي ذلك الكلام...يقول (الدكتور) زغلول النجار ((نظرية الانفجار العظيم هي أكثر النظريات قبولاً عند علماء الفلك اليوم، لأن هناك شواهد حسية كثيرة تؤكد صحتها ، من هذه الشواهد توسع الكون أو تمدد الكون كما يسمونه ، ومنها وجود درجة حرارة ثابتة على أطراف الكون المرئي ، ومنها تصوير الدخان الأول الذى نشأ فى عملية الانفجار العظيم . ولذلك نقول هي أكثر النظريات رواجاً وقبولاً وصحةً عند العلماء ، ونحن كمسلمين نرتقي بها إلى مقام الحقيقة لوجود إشارة إليها فى كتاب الله حيث يقول ربنا تبارك وتعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } والرتق فى اللغة عكس الفتق . الرتق هو الجمع واللم والتدبيس ، والفتق هو الانفجار والانتشار والانتثار)) أ.هــ.... انظروا كيف يتحمس لهذه النظرية الى حد التهافت ويقول انه يرتقي بها الى مقام الحقيقة ....علمآ بانها نظرية مليئة بالثقوب وليس من دليل علمي على صحتها حسب منتقديها من الاكاديميين وعلماء الفيزياء والفلك الغربيين الذين يقولون بإستحالة حدوث ما يسمى بــ (الانفجار الكبير)...فقد صدرت العديد من الكتب والدراسات التي نشرت في المجلات العلمية المتخصصة لدحض نظرية (الانفجارر الكبير) وكأمثلة وليس للحصر، كتاب (The Big Bang never Happened) وترجمتها (الانفجار الكبير لم يحدث أبدآ) لــ Eric J. Lerner وكتاب (Endless Universe. Beyond The Big Bang-Rewriting Cosmic History) وترجمتها (الكون اللانهائي ..بعيدآ عن الانفجار الكبير -إعادة كتابة تاريخ الكون) لــ Paul Steinhardt and Nell Turok ...ومن الدراسات دراسة بعنوان (The Big Bang Under the Fire ) وترجمتها (نظرية الانفجار الكبير تحت القصف) لــ William C.Metchel ودراسة اخرى (The Big Bang) وترجمتها (الانفجار الكبير) وردت ضمن دراسات أخرى في كتاب عنوانه (Reason in Revolt: Marxist Philosophy and Modern Science) وترجمته (عقل في تمرد: الفلسفة الماركسية والعلوم الحديثة) للكاتبين البريطانيين Alan Woods وTed Grant (مولود بجنوب افريقيا) وتعتبر هذه الدراسة نظرية (الانفجار الكبير) بمثابة محاولة (( لإعادة الله بإسم العلم بعد أن تم طرده بواسطة العلم))..أيّ إعادة الدين من الشباك بعد أن تم طرده من الباب لأن نظرية الـBig Bang تستوجب خالقآ، وهي لا تختلف في شئ عن نظرية الخلق في سفر التكوين بالكتاب المقدس...وعن خلفية واضع هذه النظرية تقول الدراسة المذكورة انه قسيس بلجيكي اسمه Georges Lemaître وفي نفس الوقت فلكي وبروفسير في الفيزياء بالاكاديمية العلمية البابوية التابعة للفاتيكان...إنطلق هذا القسيس الفلكي من نظرية للفلكي والفيزيائي الامريكي ادوين هبل تزعم ان المرصد الضخم الذي أنشئ في العام 1929 ساعده على ملاحظة أن الكون يتمدد ويتوسع بسرعات هائلة وأن المجرات تتباعد عن بعضها البعض...إختطف القسيس هذه الملاحظة غير المحققة علميآ وبنى عليها نظريته التي تقول أن الكون بدأ بنقطة صغيرة ذات كثافة وحرارة غير متناهيتين ثم انفجرت فكان ميلاد الكون الذي تمدد في زمن قياسي مقداره جزء من المليون من الثانية وما يزال يتمدد ويتمدد ويتمدد!...وحسب نظرية قسيسنا هذا فان الزمن والفضاء قد بدأا مع ذلك الانفجار الكبير، وان عمر الكون يبلغ 15 بليون سنة... ومنذ ظهور النظرية المعنية برزت اسئلة علمية جوهرية لم تجد اجابات شافية فكشفت خللها ومجافاتها للقوانين الفيزيائية ...واستدعى ذلك، كما تقول الدراسة المعنية، إحداث تعديلات في النظرية بتدخل علماء اخرين لمحاولة سد الثقوب فأصبحت في واقع الحال خمس نظريات للانفجار الكبير على امتداد سبعين سنة ولكن دون أن تتمكن من سد الثقوب، بل وحدث العكس فكل تدخل جديد يولّد ثقوبآ جديدة، فعلى سبيل المثال للتعديلات التي اجريت عليها فان الافتراض الاول لحجم النقطة الصغيرة انها كانت بحجم (الكريب فروت) ثم جاء عالم امريكي اسمه ألن قوث وقال انها كانت اقل بكثير من ذرة النيترون...من تلك الاسئلة الجوهرية التي يطرحها العلماء حسب الدراسة المذكورة ولن تستقيم نظرية الانفجار الكبير بدون الاجابة عنها: من أين جاءت تلك النقطة الصغيرة المكثفة؟ واذا كان الزمن والفضاء قد بدأا مع الانفجار الكبيرفما الذي كان قبل الانفجار؟ وكيف لهذه النقطة ان توجد في حيث لا زمن ولافضاء؟...واذا كانت تلك النقطة الصغيرة ذات كثافة غير متناهية فكيف لهذا الشئ اللامتناهي الكثافة أخذ حيزآ في مكان متناه قبل الانفجار..وللهروب من هذه الاسلئة يطلب الكوسمولوجيون المناصرون لنظرية الانفجار الكبير الصمت وعدم توجيه مثل هذه الاسلئة لان تلك اللحظة، أيّ لحظة ما قبل الإنفجار، هي ما يسمونه الــ Initial Singularity ما يمكن ترجمته بـ (تفرّد المبتدأ) وما ادراك بــ (تفرّد المبتدأ) انه حسب قولهم تلك اللحظة التي تجاوزت جميع القوانين الفيزيائية، ولذا يقول الكوسمولوجيون المنتقدون لها إن لحظة حدوث ما يسمى بالانفجار الكبير هي نفس لحظة انهيار النظرية ....والادهى انه لحل معضلة من اين جاءت تلك النقطة وكيف وجدت عاد العلماء المناصرون لنظرية القسيس الفلكي الى فكرة (الخالق) تحت غطاء علمي حيث قالوا انها وجدت بفعل ((طاقة مجهولة)) ويتناقض هذا مع قانون (المادة لا تفنى ولا تخلق من العدم)...وتمضي الدراسة المعنية لتطرح سؤالآ من اسئلة العلماء المنتقدين وتتعلق بما زعمه هبل عن التمدد المستمرللكون بسرعات هائلة منذ الانفجار المزعوم الذي حدث قبل 15 بليون سنة ....والسؤال: الى متى هذا التمدد الذي لا يتوقف والذي يتناقض مع قانون الجاذبية، لان استمرار التمدد يعني بالضرورة أن كثافة الكون تقل وتقل باضطراد...إنقسم الكوسمولوجيون المناصرو الــ Big Bang إلى قسمين...قسم يقول أن التمدد سيتوقف يومأ ما بفعل الجاذبية وعندئذ سينكمش الكون ويعود كما كان نقطة صغيرة، وربما يتمدد مرة أخرى وهكذا دواليك...أما القسم الثاني فيقول أن تمدد الكون لن يتوقف ولذا ستقل كثافة الكون باستمرار حتى يصبح رقيقآ جدآ ويتلاشى!!...ما أراده أصلآ القسيس والفيزيائي والفلكي البلجيكي هو أن للكون خالق وانه خلق الكون من العدم ...وأن للكون بداية..وما دام له بداية فلابد له من نهاية...انه ببساطة عودة الى اسطورة الــ cosmic egg ((البيضة الكونية)) ..والى اسطورة الخلق في الكتاب المقدس تحت غطاء علم الفيزياء، وكان من الطبيعي أن تسر الفاتيكان الذي سارع بترقية القسيس المذكور وتعيينه عميدآ لاكاديميتها البابويةالعلمية....أما الكاتب , Colin Price الذي روج لهذه النظرية في مجلة (The New Scientist) بتاريخ 7 مايو 1994 بعنوان يقول:( In the Beginning Was the Bang) فقد تم تعيينه وزيرآ في الأبرشية حسبما جاء في الدراسة المعنية...ويتعين ألا نستغرب اذا كان هذا الكاتب ــــ كما تقول الدراسة المذكورة ـــ قد بدأ مقاله بهذا التساؤل ((هل يخجلنا أن نقول أن نظرية الانفجار الكبير مستوحاة من الكتاب المقدس؟ او بعبارة اخرى: هل قصة الخلق في سفر التكوين علمية؟))....ان نظرية الــ (Big Bang) تتعارض تمامأ مع الفلسفة المادية القائلة بأن الكون قديم غير مخلوق وازلي....والجدير بالذكر أن ادوين هبل لم يستطع أن يثبت علميآ نظريته عن التمدد المستمر للكون وتباعد المجرات بسرعات هائلة كما أن حساباته عن مدى التباعد المزعوم بين المجرات كانت خاطئه لانه من الصعب قياس المسافة بين المجرات ولا توجد آلة قياس يمكن ان يعتمد عليها حتى اليوم لقياسها كما تقول الدراسة المذكورة، وبالاضافة الى ذلك لم يتفق العلماء على القيمة الثابتة في المعادلة المسماة بــ (قانون هبل) الذي عبر به عن سرعة تباعد المجرات...أما عن تقدير القسيس الفيزيائي والفلكي صاحب (الانفجار الكبير) لعمر الكون بحوالى 15 بليون سنة فقد دحضه الكوسمولوجيون المنتقدون وقالوا إن الــ 15 بليون سنة لم تكن كافية حتى لإكتمال تكوّن مجرتنا مجرة Milky Way....وبالاضافة الى هذا، فان تقدير عمر الكون بــ 15 بليون سنة كذبته اكتشافات فلكية جديدة اكدت وجود مجرات عمرها أقدم بخمس او ست مرات من عمر الكون المفترض حسب نظرية الانفجار الكبير المزعوم، كالمجرة التي اكتشفها الفيزيائي والفلكي بجامعة هاواي الامريكية البروفسير Brent Tully في العام 1986 طولها بليون سنة ضوئية وعرضها 300 مليون سنة ضوئية وكثافتها 100 مليون سنة ضوئية...ويقول العلماء إن تشكّل مثل هذه المجرة الهائلة يحتاج الى ثمانين او مائة بليون سنة،.. ..وهذا دليل آخر على تهافت نظرية (الانفجار الكبير) وافتقارها الى البراهين العلمية،بل وعلى علاتها هي محاولة لإعادة انتاج اسطورة الخلق التوراتية في مختبرات الاكاديمية العلمية البابوية بالفاتيكان....وبالرغم من كل تلك الثقوب التي تبدت فيها إلا أن المتوهمين في ما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن يتشبسون بها كتشبسهم بأيّ شئ لاثبات ان القرآن يحوي الكشوفات العلمية للعصر الحديث من باب طمأنة انفسهم بانهم على الطريق القويم...فانطلقوا فرحين مهللين قائلين بإن نظرية الانفجار الكبير يتطابق والآية { أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } وكذلك والآية ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾..... حسنآ، فلنفترض جدلآ مجرد إفتراض أن ما يسمى بنظرية (الانفجار الكبير) صحيحة علميآ وبالتالى أن هاتين الآيتين القرآنيتين صحيحتان علميآ، فهل أتى القرآن بشئ جديد في هذا الامر؟... إن الاسطورة القائلة بأن الارض والسماء كانتا متلصقتين في البدء هي من أقدم الاساطير التي عرفتها المجتمعات والحضارات القديمة...وهي معروفة باسطورة (البيضة الكونية) Cosmic Egg ... وقد عرفتها أديان الهند والصين ومصر الفرعونية وحتى ثقافات الهنود الحمر، ومفادها أن الارض والسماء كانتا ملتصقتين في شكل بيضة...فانقسمت البيضة (او قل انفجرت البيضة كإنفجار النقطة في نظرية الانفجار الكبير) الى نصفين، فارتفع النصف العلوي وتوسع مكوّنآ السماء بينما تشكلت الأرض من النصف السفلي...وقد وردت هذه الاسطورة في كتاب الريجيفيدا المقدس للهنود حيث تقول أن الكون قد خرج من الـ (براهماندا) وهي إسم مركب من كلمتين: (براهم) ومعناها (الكون) ولها في ذات الوقت معنى مجاور هو (الذي يتوسع)...و(اندا) ومعناها (البيضة)...ونفس هذه الاسطورة وردت في الديانة الطاوية الصينية القديمة... وفي ديانة مصر القديمة تقول الأسطورة التي تحكي عن بداية تشكّل الكون أن بداية الحياة كانت فوق تل برز من وسط الماء ولم يكن هناك غير الظلام والطين ثم ظهرت بيضة طائر مائي خرجت منها أوزة إنطلقت صائحة فكانت هي الشمس التي بددت الظلام واضاءت العالم {كتاب (ديانة مصر القديمة) لـعالم المصريات الالماني (أدولف إرمان) ترجمة الدكتور عبد المنعم ابوبكر والدكتور أنور شكري}...ويمضي الكتاب نفسه في سرد بقية الاسطورة الدينية الفرعونية ليقول ((ولقد كان العالم الذي برز من الماء الأزلي لا يزال مضطربآ إذ لم تكن السماء قد انفصلت عن الارض..)) ص 73 وبعد أن تشرح الأسطورة الكيفية التي تم بها رفع السماء وتوسيعها تنتهي بقولها ((وهكذا كانت نشأة عالمنا هذا، إذ أنه منذ انفصال السماء عن الارض اتخذ الكون وكائناته الشكل الذي نعرفه)) أ.هــ....ونخلص الى انه عندما يقول محمد في قرآنه:{أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} و﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ فإنه يردد في الواقع اساطير الاديان التي سبقته في الهند ومصر والصين وغيرها المتناقلة ...فعن أيّ إعجاز علمي يتحدث هؤلاء الموهومون؟!...وحتى لو إفترضنا، كما اسلفنا القول، مجرد إفتراض أن الآيتين صحيحتان علميآ فإن الأمانة تقتضي أن يرجعوا الفضل بلا نزاع الى مصادره الأصلية وهي أساطير الاديان المذكورة التي أتت بالاعجاز العلمي المفترض.....ومن جهة أخرى، فإن هذه الآية:{أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} تتناقض مع آيات أخريات تشير إلى أن ألأرض خلقت أولأ ثم بعد ذلك السماء كالآيات (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) الآيات 9101112 في سورة فصلت... وكالآية 29 في سورة البقرة التي تقول (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٩) يقول ابن كثير في تفسيرها (ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك وقد صرح المفسرون بذلك كما سنذكره بعد هذا إن شاء الله) أ.هــ....ويقول الطبري (فقد أخبر ابن إسحاق أن الله جل ثناؤه استوى إلى السماء بعد خلقه الأرض وما فيها وهن سبع من دخان , فسواهن كما وصف) أ.هــ....وما أكثر المتناقضات في القرآن.... وقبل أن نغادر هذه النقطة يتعين أن ننتبه إلى أن السماء المقصودة في هذه ألآيات القرآنيه وما يماثلها هي ذلك السقف الازرق اللون الصلب [كما هو متوهم] المرفوع فوق الارض دون عمد (وجعلنا السماء سقفآ محفوظآ وهم عن آياتها معرضون) الانبياء 32 و(ويمسك السماء أن تقع على ألأرض إلابإذنه) الحج 65 و(أأنتم أشد خلقآ أم السماء بناها رفع سمكها وسواها) النازعات 2728 و(.اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ) الرعد2 ..فالسماوات في سياق هذه الآيات وتفسير المفسرين المعروفين كإبن كثير والطبري والقرطبي لها لا تعني النظام الشمسي كما زعم عبد الرحمن الكواكبي إعتسافآ بقوله {وحققوا أن الارض منفتقة في النظام الشمسي، والقرآن يقول:(أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا )}...وعلى خطى الكواكبي يقول (الدكتور) زغلول النجار أن السماء المعنية في القرآن هي الغلاف الجوي والمجموعة الشمسية والسدم والمجرات والنيازك والمذنبات والذرات والغبار الكوني ....ولكن آيات القرآن التي تتحدث عن بنية السماء واضحة وضوحآ يتعذر معها مرور التدليس الذي يمارسه النجار باغراقها في نظريات فيزيائية لا علاقات لها بها ولو قام محمد من قبره وسمعها لاحتاج الى ترجمان... فالنظام الشمسي في القرآن ليس سوى مجرد مصابيح لتزيين السماء حسب معنى الآية 5 في سورة "الملك" (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) ... فالنجوم والكواكب والاجرام هي مصابيح تزين السماء، واما الشهب فهي اسلحة راجمة للشياطين مهمتها حماية السماء منهم حيث عرش الله وملائكته القائمين على خدمته وتنفيذ طلباته...أيّ أن مهمة تلك الاسلحة الراجمة هي منع الشياطين من محاولات التلصص والتنصت لمعرفة ما يدور في السماء إذ تقول الآيات 161718 في سورة الحجر {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}...وبالرغم من أن هذه الآيات تعبر بوضوح عن خيال بدائي ساذج إلا أن أدعياء علمية القرآن، ويا للمصيبة معظمهم من حملة الدرجات العلمية التي ما انتفعوا بها وصارت أداة لنشر الجهل والظلام يلوون عنق الآيات لإلباس القرآن رداء العلم ويزعمون ان السماء في القرآن هي الغلاف الجوي والمجموعة الشمسية والسدم والمجرات والنيازك والمذنبات والذرات والغبار الكوني...ولكن الغربال لا يحجب ضؤ الشمس.
والأرض بعد ذلك دحاها
يروج متوهمو الاعجاز العلمي في القرآن أن هناك آية فيها أشارة صريحة إلى كروية الأرض مستندين في ذلك إلى معلومة مزيفة مررها الطبيب المصري مصطفى محمود في كتابيه (محاولة لفهم عصري للقرآن) و(القرآن كائن حي)... فهو أول من لفق هذا الزعم حيث يقول في الكتاب الاول ان القرآن {يصف الأرض بأنها كالبيضة (والأرض بعد ذلك دحاها) (30 – النازعات) ودحاها أي جعلها كالدحية ( البيضة) وهو ما يوافق أحدث الآراء الفلكية عن شكل الأرض} أ.هــ...ويقول في الثاني {ثم نرى القرآن يختار الفعل المتعدد المعاني للمناسبة المتعددة المعاني ..فهو يقول عن الأرض (وألأرض بعد ذلك دحاها) (30 النازعات) والفعل "دحى" هو الفعل الوحيد في القاموس العربي الذي يعني البسط والتكوير معآ، ولا يصلح للتعبير عن حال الارض إلا هذا الفعل، لأن ألأرض منبسطة في الظاهر مكورة في الحقيقة ثم إن تكويرها بيضي أشبه بتكوير "الدحية" أو البيضة. ولا يوجد في المعجم العربي أي لفظ آخر يعطي هذه المعاني المتعددة ويستوفي الوصف الظاهر والوصف المستتر للأرض غير هذا اللفظ ..فنحن أمام لفظ ليس له بديل} أ.هــ.....لاحظوا أن (الدكتور) مصطفى محمود يقول بكل ثقة العارفين أن كلمة (دحية) تعني (بيضة) في المعجم العربي، كما يقول بنفس الثقة ((والفعل "دحى" هو الفعل الوحيد في القاموس العربي الذي يعني البسط والتكوير معآ)) وذلك دون أن يحيل القارئ إلى القاموس الذي يعنيه تحديدآ ...ربما لانه يعلم أن قارئه لن يدقق في عملية التدليس التي قام بها ولن يعود إلى أيّ قاموس للتأكد من صحة ما قال....يلزمنا أن نشدد هنا انه لم ترد على الاطلاق في أيّ قاموس عربي من القواميس المعروفة، لا في (لسان العرب) او (القاموس المحيط) او (الصحاح في اللغة) او (العباب الزاخر) او (مقاييس اللغة) وغيرها كلمة (دحية) بمعنى (بيض) كما لم ترد كلمة (دحا) بمعنى (البسط والتكوير) معآ كما يزعم مصطفى محمود زورآ...ولم يقل بذلك أيّ من المفسرين المعروفين كالطبري وابن كثير والقرطبي والجلالين في تفسيرهم لآية (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30)) .....فقد وردت في القواميس وعند هؤلاء المفسرين بمعنى البسط والمد والتوسيع ومعان اخرى ليس من بينها (التكوير) ..فعلى سبيل المثال يقول إبن كثير (قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله يعني ابن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " دحاها " ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام فذلك قوله " والأرض بعد ذلك دحاها " وقد تقدم في سورة حم السجدة أن الأرض خلقت قبل خلق السماء ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل وهذا معنى قول ابن عباس وغير واحد واختاره ابن جرير) أ.هـــ.... وهذا جانب من تفسير الطبري (لأن الدحو إنما هو البسط في كلام العرب , والمد يقال منه : دحا يدحو دحوا , ودحيت أدحي دحيا لغتان ; ومنه قول أمية بن أبي الصلت : دار دحاها ثم أعمرنا بها وأقام بالأخرى التي هي أمجد وقول أوس بن حجر في نعت غيث : ينفي الحصى عن جديد الأرض مبترك كأنه فاحص أو لاعب داحي وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل) أ.هــ....ولم تخرج جميع التفاسير عن هذه المعاني...والآن دعونا نرى ماذا يقول (لسان العرب) عن كلمة دحا {الدَّحْوُ: البَسْطُ. دَحَا الأَرضَ يَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها. وقال الفراء في قوله عز وجل: والأَرض بعد ذلك دَحاها، قال: بَسَطَها؛ قال شمر: وأَنشدتني أَعرابية: الحمدُ لله الذي أَطاقَا، بَنَى السماءَ فَوْقَنا طِباقَا، ثم دَحا الأَرضَ فما أَضاقا قال شمر: وفسرته فقالت دَحَا الأَرضَ أَوْسَعَها؛ وأَنشد ابن بري لزيد بن عمرو بن نُفَيْل: دَحَاها، فلما رآها اسْتَوَتْ على الماء، أَرْسَى عليها الجِبالا ودَحَيْتُ الشيءَ أَدْحاهُ دَحْياً: بَسَطْته، لغة في دَحَوْتُه؛ حكاها اللحياني. وفي حديث عليّ وصلاتهِ، رضي الله عنه: اللهم دَاحِيَ المَدْحُوَّاتِ، يعني باسِطَ الأَرَضِينَ ومُوَسِّعَها، ويروى؛ دَاحِيَ المَدْحِيَّاتِ. والدَّحْوُ: البَسْطُ. يقال: دَحَا يَدْحُو ويَدْحَى أَي بَسَطَ ووسع} أ.هــ.....ويورد (لسان العرب) معان اخرى ليس من بينها التكوير او (البيضة) مثل (ونام فلان فَتَدَحَّى أَي اضْطَجَع في سَعةَ من الأَرض) و(ودَحَا المرأَةَ يَدْحُوها: نَكَحَها) ومن المعاني أيضآ رمى وقذف.....,وبنفس هذه المعاني تفسر القواميس الاخرى كلمة (دحا) ....إذن لا (البيضة) ولا (التكوير) من معاني مشتقات كلمة (دحا) في التفاسير والقواميس...فمن أين أتى مصطفى محمود بكلمة (دحية) التي تعني (البيضة)؟...أتى بها من بعض اللهجات العامية...ففي بعض اللهجات العربية العامية يطلقون على البيض اسماء مختلفة...فعلى سبيل المثال في تونس يطلق على البيض اسم (عظم) او (عظام) وفي ليبيا يسمونه (دحي)....حسنآ، لماذا اطلقت تلك اللهجات العامية اسم (الدحي) على البيض بينما لا أصل لهذا الاسم في لغة قريش لغة القرآن....نعود مرة اخرى الى معجم (لسان العرب) حيث أن من مشتقات كلمة دحا هذه الاسماء (والأُدْحِيُّ والإدْحِيُّ والأُدْحِيَّة والإدْحِيَّة والأُدْحُوّة: مَبِيض النعام في الرمل، وزنه أُفْعُول من ذلك، لأَن النعامة تَدْحُوه برِجْلها ثم تَبِيض فيه وليس للنعام عُشٌّ. ومَدْحَى النعام: موضع بيضها، وأُدْحِيُّها: موضعها الذي تُفَرِّخ فيه. قال ابن بري: ويقال للنعامة بِنْتُ أُدْحِيَّةٍ) أ.هــ.....ها قد وصلنا الى مربط الفرس او مبيض النعام أو مبيض الدجاجة ..فالدجاجة ليس لها عش كالنعامة وتفعل مثلها لتبيض إذ تدحو الارض برجليها....إذن في اللهجة العاميةالمعنية اطلقوا على البيض (دحي) او (دحية) نسبة إلى المكان الذي يؤخذ منه البيض أيّ مدحى النعامة او مدحى الدجاجة،...وجاء في الحديث المحمدي (لا تكونوا كقَيْضِ بَيْضٍ في أَداحِيَّ) ومعناه لا تكونوا كقشر بيض في اداحي...وخلاصة القول وزبدته انه لا وجود في قاموس العربية الفصحى لكلمة (دحي) او (دحية) بمعنى بيض او تكوير، ولم يقصد القرآن بعبارة "والارض بعد ذلك دحاها" اكثر من التفسيرات التي اوردها المفسرون المعرفون وهي البسط والمد والتوسيع والتهيئة كي تكون الارض صالحة لسكنى البشر كما تدحي النعامة الارض برجليها كي تكون صالحة لوضع بيضها....أرايتم كل ذلك التلفيق من قبل (الدكتور) مصطفى محمود للزعم بأن كلمة (دحية) تعني (البيضة) و(دحى) تعني (البسط) و(التكوير) معآ في القواميس العربية من اجل الادعاء بأن القرآن أشار الى كروية الارض...والملاحظ ان (الدكتور) زغلول النجار تلميذ مصطفى محمود في ما يسمى بالاعجاز العلمي في القرآن يعترف في احد فيديوهاته المنتشرة في المواقع الاسلامية بالانترنيت بأن كلمة (دحي) بمعنى (بيض) هي من العامية كما انه تحاشى تمامآ ان يفسر الآية التي نحن بصددها بمعنى (التكوير) فقد فسرها بمعنى تهيئة الارض لتكون صالحة للعيش عن طريق تفجير البراكين، ولكنه لجأ الى آيات اخرى كآية (رب المشرقين والمغربين) ليزعم (انها اشارة لطيفة) لكروية الارض، بالرغم من ان رؤية القرآن لشكل الارض لا تختلف في شئ عن العقيدة التي سادت العالم في القرون الوسطى بأنها مسطحة وتشكّل مركز الكون
والى اللقاء في الحلقة الثالثة
#احمد_القاضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في دحض مزاعم علمية القرآن...الحلقة الاولى
-
زنار مريم........نقد النقد المأزوم
-
اليسار .... الخروج من الأطلال؟
-
مصر العليلة في مستنقع الدين
-
تونس....الدين والتنوير والحداثة
-
نادر قريط وغسيل السيرة المحمدية
-
تديين كارل ماركس!
-
توطين الماركسية بالخرافات الاسلامية !
-
زوبعة دكتور حجي....يا قلبي لا تحزن !
-
الآية التي سطا عليها محمد !
-
متنكر في ثياب التنويريين....او اركلجة الخرافة
-
المثقف المكي الذي هزم محمد
-
محمد يحرق النخيل وعلي يجز الرؤوس !!
-
ابن تيمية ام الضحوك القتّال !
-
اولوية نقد الدين
-
بائع الافيون الفلسطيني
-
هل تراجع د. طه حسين عن اطروحاته في كتاب ( في الشعر الجاهلي )
...
-
ادونيس...اودكتور جيكل ومستر هايد !
-
الشعر الجاهلي ام القرآن الجاهلي
-
اول صوت في صندوق عمر البشير الانتخابي
المزيد.....
-
“ارسمي الفرحة على وجه البيبي الصغير” استقبل حالا تردد قناة ط
...
-
الرئيس بزشكيان: على الدول الاسلامي التعاون ووضع الخلافات جان
...
-
هل أحاديث النبي محمد عن الجيش المصري صحيحة؟.. الإفتاء ترد
-
المكتبة الخُتَنيّة.. دار للعلم والفقه بالمسجد الأقصى
-
“خلي أطفالك مبسوطين” شغّل المحتوي الخاص بالأولاد علي تردد قن
...
-
قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|