ابراهيم جوهر- القدس
الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 23:17
المحور:
الادب والفن
منذ فترة ليست قصيرة والطيور تسبقني بالصحو ، واللغة ، والصباح . طالما تمنيت أن أسبقها ، لكني أعود مهزوما دائما فهي الأنشط ، والأكثر جلدا ، والأجمل غناء .
اليوم أيضا سبقتني فأفقت على ندائها المستهزئ بي ... ثم انضممت إلى مسرحها مستمعا ومستمتعا .
تأخذني الأفكار في بدايات النهار مع التغريد ولغته . رحت أتأمل ، وأقارن .
ليت لنا لغة واثقة كلغة الطيور !
ليتنا نأخذ همة الطيور !
( ليت الفتى طير ! ليت الفتى لغة ! )
جلت على محطات الفضاء بغثها وسمينها . سمعت أخبار الصباح الدامية ...لولا شحنة الجمال والتحمل التي شحنتني بها طيور الصباح لرحت في صفحة السواد والدم التي تهدينيها نشرات الأخبار .
سمعت لغة ذات لحن . وقرأت المذيعة إعلانات ثقافية لمهرجانات ثقافية تراثية متزاحمة بغرابة توقيت ، وسباق لا أدري مغزاه !
مهرجانات تتزاحم بلا تنسيق ، ولا اهتمام بالجرعة الثقافية المقدمة ...المذيعة تلحن كثيرا في قراءتها . إعلانات وزارة الثقافة على شاشتنا الوطنية بلا لغة سليمة ! لغة الطيور دائما سليمة .
زرت بيت لحم ظهر اليوم مارا ومسلّما . الأعلام الروسية ترفرف إلى جانب الأعلام الفلسطينية . وحركة توجس وترقب في انتظار الرئيس الضيف ( بوتن ) .
( أمس رأيت بألم شبانا يمسحون زجاج السيارات الأمامي حين توقفها عند الإشارة الضوئية ! )
مساء زرت بيت ( أبو محمد عبد ربه ) في بيت صفافا معزيا بوفاة المرحومة ( أم محمد ) .
في خيمة العزاء نذكر الموت ، والحياة ، والإنسان الضعيف . نقول كلاما يناسب رهبة الموت ، والدنيا الفانية ... ثم نعرّج على واقع الحال التربوي والثقافي ؛ تحدثت عن الثقافة الجاهزة ، والميل إلى الكسل ..( في البحوث الجامعية ، وفي الوظائف المدرسية ، وفي موضوعات التعبير الأدبي هناك من يعتمد على " جوجل " لكسل لا لزيادة معرفة . لغة طلبتنا في الجامعات التي تستقبلهم من المدارس ركيكة ، وكذا عدد من الصحافيين والأكاديميين . )
اللغة تموت حين تموت همة الأمة .
اللغة قبلة الثقافة العربية .
إلى متى يبقى ( تغريدنا ) مكسورا مشوها
#ابراهيم_جوهر-_القدس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟