جابر السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 22:14
المحور:
الادب والفن
رحلة التكوين
جابر السوداني
أفقنا من سبات الرحم
مثقلة ًكواهلنا
بحزن السالفين
وصورةٍ أخرى.
أفقنا من سبات الرحم
والدنيا على وجهين
وجـهٍ سادر ٍفي الغي
مذ قالوا بلا
والناسُ مجبولون طاعتهُ
وحشدٌ حولهُ الضعفاءُ
مثل ربيضة الأغنام
أولهم يشدّ عقال نخوتهِ
براحة كفه ويدور
يرقص رقصة الخنثى
ووجهٍ آخر ٍمغلوبْ .
والأقدارُ تلعنُ خطوهُ
والناسُ ديدنهم
إذ أمنوا أساءوا صحبة
المغلوب
أفقنا من سبات الرحم
تائهة ًخطانا
في صحاري العمر
لا ندري
الشمالُ صراطـُنا للخلدِ
أم يبقى الهوى فينا
جنوبي الطباع
يمد جذورهُ وَلـَهَاً
برغم روائح الأملاح
والمنفى
أفقنا من سبات الرحم
لا منٌ ولا سلوى
ولا أملٌ لنا في جنة المأوى
ولا شجرٌ
نلوذ بظله في القيظ ُ
لا جبلٌ سيعصمنا
إذا ما حلـّت البلوى
كأنا يا بغاث الطير
أفراخا بلا زغب
تـَخَطـَّـفنا جناح الرخ
في الأبعادِ
مُذ كنا
نلوذ بلحمنا العاري
ويأكل بعضنا بعضا
أفقنا من سبات الرحم ِ
ننفضُ عن كواهلنا
تراب القبرْ.
ودار الكوكبُ المأهولُ
دورتهُ الأثيرة
حول قرص الشمس ِ
ودْعنا براءتنا
ودفء الحلمة السمراء
واحترقت بقايا الحلم
في أجفاننا الغضة ْ.
وجعنا للهوى والخبزْ .
تشهينا رغيفا ساخنا
وضفائر امرأة ٍ
وأرسلنا إلى الأفق
المدمى نظرة استجداء ِ
جبـنا الأرض نبحث
في مطاوي البيد عن بذرة ْ
فألفينا السماءَ تصحرتْ
والأرضَ
أثلج رحمها العقمُ
سنجمعُ صوتنا ونصيحُ
يا أشواكَ هذي البيدِ
هل من فسحة للغرسْ
ونجمع صوتنا ونصيح
لو أبقيتَ يا ادمْ
قوافلـَك التي عبرت
عصور الحزن مرغمة ً
لو أبقيتها مخبوءة ً
بالظهر ِ
ما سقط الخِـيَارُ
برحلة التكوين
#جابر_السوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟