|
يا ثوار مصر .. نعم للثورة في فلسطين
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 20:38
المحور:
القضية الفلسطينية
لا منطق فيما يحاوله بعضا من الفلسطينيين وأولئك القادة المذنبين وبعض من جر سفينته إلى موانئ غير آمنة قد لا تحميه من ثورة شعبه المحتقن والمثخن بالأزمات وفقدان الأمل في إصلاح أو استصلاح قادته .
مصر قد تغيرت ليس بمجيء الإخوان المسلمين للسلطة ، بل تغيرت بثورة المجموع وحتى وان كان رئيسها إخواني، الثورة التي غيرت وستغير الإنسان المصري والعربي السابق ونموذج حياته السائد لعقود.
أولئك الحمساويون يجب أن يعرفوا بأنهم ليسوا إخوان مصر الذين جاءوا مع الثورة بشموليتها ، الإسلامي مع القبطي والرأسمالي مع الاشتراكي والديني مع اللاديني والليبرالي و النيوليبرالي، والعلماني العقلي مع المحافظ والمتحجر ألنقلي، الشيوعي مع البهائي، الرئيس مع الغفير والغني مع الفقير.
في فلسطين كلهم يريدون الكرامة والتغيير. وليس لإمارتهم أصحاب الإمارة من أصول حتى لو توسعت للمساعيد، بل هم جزء من نظام بائد مع ضرتهم من فتح والأحزاب الأخرى ، فحماس مثلهم في النظام السياسي الفلسطيني الفاسد والفاشل والديكتاتور، وليس حماس هي الثورة الجديدة التي سيطلقها شعبنا .
أولئك الفتحاويون الذين شقهم رئيسهم يجب أن يعرفوا بأنهم ليسوا فتحاويي الأمس والوحدة الفتحاوية القاهرة، بل أصبحوا على يد قادتهم شيعا وقبائل، ولم تعد المملكة مملكة ياسر رحمه الله، بل دكاكين وزوايا كل من أيده إله، وعليه شعبنا لا تغريه حالتكم، فالثورة الجديدة لا تقوم على المأزومين المتفرقين.
نموذج النظام السياسي الفلسطيني بشموليته، فاسد وفاشل وديكتاتور، ويحتاج ثورة مثل ثورات العرب تحمل له الجديد.
الحمساويون هم الفتحاويون هم الجشيون هم القوميون وهم البعثيون وهم الحشفيون ، السلاميون منهم والحربيون، هم اللوحة المتهرئة.
هذا النظام المتقادم في فلسطين يشبه نظام ما قبل الثورة العربية والمصرية، بفساده، وقمعه، وفشله، وهزيمته الاجتماعية، وهم جميعا راسبون في امتحان التحرر والاستقلال وإدارة الإنسان والوطن والشعب.
كان كل النظام الفلسطيني بوحدته أو بانقسامه فاشلاً أمام العدو وأمام المواطن ، أمام المقاومة وأمام السلام، أمام الصحة وأمام التعليم.
كيف استقوى ويستقوي هؤلاء الفاشلون في كل النظام الفلسطيني بإمكانياتهم وميليشياتهم على المواطن وخطفوا ويخطفون حياته وإرادته، ويستولون على الحكم بقوة السلاح منذ سنوات بشرعية تقادمت وانتهت، وباتوا عصابات مسلحة بعد أن سقطوا في امتحان الوطن فقسموه تركات لهم ولعائلاتهم، ويغرزون أنيابهم السامة في جسد المواطن والقضية والمستقبل.
كيف نفهم أن الرئيس كاذب ومتآمر ومخادع وفاسد وثري وفاشل ومدمر ومعه حزب مترهل منشق أفقيا وعموديا يمكن أن يتواصل ويستمر مع الثائرين في قاهرة المعز وعواصم الثورات العربية الأخرى، كيف نفهم رؤساء حماس الكاذبون والفاسدون والفاشلون إلا في الانقلاب على الديمقراطية، وحزبهم الممعن في القتل والإجرام ودماء الشعب ونقض الوعود واللعب بمصير شعب وقضيته سنوات مرة، والثراء المتعاظم، والجهل المطبق والمرعب لشعبهم بالتهديدات، كيف لهؤلاء الحمساويين حتى مهما أطلقوا الطلقات ابتهاجا بفوز الإخوان، أن يتقربوا من ثوار الجوار الذين تغيروا وغيروا ما بأنفسهم وحددوا علاقاتهم وموازين قوتهم بالقانون. وشعبنا يستجديهم مصالحة خمس سنوات ولا حياة لمن تنادي.
كيف نأتمن من كل قادة الشعب الفلسطيني من يتصرفون بسذاجة في مصير شعبنا وقضيتنا، وكيف نستأمن من يستغفل شعبنا المسكين الذي تتآمر عليه وعلى مستقبله كل الدنيا، وهم القادة الأشاوس في السلطتين يؤمنون أولادهم وعائلاتهم للغد المشرق، ويذلون شعبنا ويتغطرسون على أولاد الشعب الغلبان للغد الحالك.
كيف نستأمن أحزابا ميتة، لا حول لها ولا قوة، لتحمي المواطن، وكلهم أصبحوا تجارا يجنون ريع أحزابهم من معاناة شعب ذبحوه، وأخذوا يغتنون من وراء دمائه، ويرقصون هم وعائلاتهم فوق جسده المشلول من ضرباتهم واجتهاداتهم العقيمة. فيتلاعبون خمس سنوات بالكلمات حتى أماتوا فيه العزة والكرامة .
كيف نستأمن حزبا يستولي على مقدرات الوطن، ووظائفه، لأوليائه، وأتباعه، والمواطن الغلبان ينظر بعين الحسرة لوظيفته وهي تسرق بفعل الترهيب والقمع، في دين من هذا في القرن الواحد والعشرين ؟؟؟ كيف نستأمن من سرق الوطن والمواطن في وضح النهار، فاستولى على الأرض والماء والكهرباء والبحر والدعاء ؟
هؤلاء اللاهثون غدا إلى مصر الثورة من هم؟ إنهم يلهثون جميعا لتجديد أنفسهم بعلاقات الحرباء ليلمعوا ترهلاتهم، وترهاتهم، ويركعون لجندي الأمن لتمرير مصالحهم على حساب الشعب، في الوقت الذي يستأسدون على شعبهم .
هؤلاء اللاهثون جميعا من حماس وفتح وغيرها من الأشاوس، يلهثون ليتغطوا بثورة مصر، وانجازات مصر الثورية، الباحثين عن مصالحهم وتجارتهم وفئويتهم، واستمرارا لتزوير تاريخهم البائس مع شعبهم، لينالوا شهادات اعتراف جديدة بأنهم حكام بشهادة الثورة المصرية، وليزيفوا الدم والدمار الذي صنعوه لقضيتهم وشعبهم، هؤلاء جميعا لا يناسبون مستقبل شعبنا وحياته القادمة .
لا إنكم لا تشبهون الثائرين في مصر، بل أنتم الديكتاتوريين والفاسدين الذين ثار علي مثلهم الشعب المصري، ولا يجوز لمصر الثورة التعاطي مع هؤلاء جميعا من حماس وفتح وعباس ومشعل، وباقي الأحزاب والقيادات أشهاد الزور.
لا يجوز للثوار في مصر التعاطي مع هؤلاء المنتهية ولاياتهم، والمنتهية حمرة الخجل في وجوههم، الذين قتلوا شعبهم ودمروا قضيته، الذين أفسدوا حياة شعبهم، الذين مزقوا مجتمعهم، ولا يجوز لمصر الثورة إلا أن تتعامل مع ثورة فلسطينية جديدة على هؤلاء الفاسدين.
من غير المقبول أن يبقى القاتل والمجرم والحرامي والفاسد والفاشل محمولا على الاحترام في كل الأوقات وكل الظروف، وكل العواصم ، فهذا ليس منطقيا، ولا أخلاقيا، ولا دينياً، وهو مناف للدين، ومناف للمنطق، ومناف للإنسانية.
هؤلاء جميعا مجرمون، فلا تنقذوهم يا ثوار مصر، هؤلاء تجب محاكمتهم كما الديكتاتورية ونظامها، فقد فعلوا جميعهم بلا استثناء أكثر من الديكتاتور .
إنهم أكثر إجراما وفسادا ، هذا النظام الفلسطيني بكل مكوناته أسوأ وأكثر رجعية ودموية من حكامكم، وأنتم تعرفونهم أفرادا وجماعات .
أيها الثوار المصريون لا تصلحوهم فهم مجردون من كل ضمير، ولو كان لديهم من ضمير لاصتلحوا بأنفسهم وهم غير قابلين للإصلاح.
أيها المصريون الثوار ادعموا ثورة شعبية جديدة على هؤلاء القادة والأحزاب الفلسطينية المتخلفة عن العصر . ادعموا ثوار إنسانيون على حدودكم فقد يعودوا هؤلاء عليكم بالسوء لو تركوا . جميعهم بنوا مجتمعنا على غش وفساد وقواعد فاسدة، هم أصبحوا خطرا على شعبنا وقضيتنا .
يا شعبنا، ثوروا علي هؤلاء الحكام كما ثار إخوانكم العرب ، كيف ستثقون بفاسد مازال على رأس فساده وكيف ستثقون بقاتل مازال على رأس قتله، وكيف ستثقون في فاشل مازال على رأس فشله، اقطعوا الماضي مع هؤلاء وانتسبوا لمستقبلكم، وغيروا هؤلاء، فلا مكان لهذه اللوحة المتهرئة في مستقبل شعبنا الفلسطيني وليس نحن أقل كرامة من إخواننا العرب الثائرين.
يا فوار العالم، ويا ثوار العرب، ساعدوا إخوانكم في فلسطين، فهم مظلومين حتى النخاع، فهؤلاء الحكام قد أصبحوا أعداء للقضية والشعب والمستقبل ، فقد زيفوا العقول والأوراق والقوانين والأراضي والعقارات والعائلات وزيفوا الحياة والممات وزيفوا التراث والمشاعر.
ننظر لإخواننا في الجوار ونتحسر على قدرتهم في التغيير والثورة، وننظر لذلنا وقمعنا وقتلنا وكرامتنا التي مرغوا فيها التراب هؤلاء القادة والأحزاب، فنشعر باليأس، ولكن الحياة لا تقبل اليائسين، ولكنهم مجرمون كل في مملكته، وعلى العالم أن يعرف أنهم أكبر السفاحين على وجه الأرض ونحن الشعب الثائر منذ القدم على الذل لا نستطيع الثورة على هؤلاء، ما دمتم تعاونوهم، فنحن الوحيدين المظلومين في هذا العالم من حكامنا، فلا تقووهم علينا، فتدمروا مستقبل هذا الشعب الذي يحلم بمحاكمتهم جميعا كما الدكتاتوريين.
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصريون أبدلوا الديكتاتورية بالاستئصال والظلامية
-
اقرءوا شعبنا جيداً ... يا حكام الأمر الواقع !!!
-
طوبى لمن لم ينتش من الوطن إلا حُبَهُ
-
بعبعة حماس وسقوط عباس
-
مطرقة المصالحة وسندان الدفاع عن القلاع
-
جنون المونو دراما
-
الركام الجارح
-
رسالة التجمع الثالث في فلسطين تحت التأسيس (2)
-
ماذا تعني حكومة التوافق الجديدة ؟
-
رسالة التجمع الثالث في فلسطين تحت التأسيس (1)
-
قبل العاصفة ما يحزن .. وينك أبو شكمها
-
فلجوك فعادوا بالعار
-
إذهب لغزة أيها الرئيس
-
حكومة -نتنيافازبراك- في مواجهة الانتفاضة 3
-
انهيار النظام الفلسطيني القديم
-
كيف تطير الأوراق
-
عربة الرئيس عالجنط وعربة حماس توقفت
-
فتح وحماس أحزاب متخلفة عن العصر
-
رسالة قيادة أم رسالة شعب
-
باي باي عباس وحماس
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|