أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أفاتار)AVATAR(














المزيد.....

أفاتار)AVATAR(


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 17:02
المحور: الادب والفن
    


أفاتار)AVATAR(

طغت في الآونة الاخيرة موجة متابعة الافلام ثلاثية الابعاد في دور السينما العالمية ,وحتى شاشات العرض الصغيرة في المنازل, وهذا المقال ليس دعاية مجانية لفلم ما, الا ان قلم الافاتار يشكل علامة في هذا المسار, وانا شخصيا من المعجبين به, وهنا لا أريد ان احاكمه نقديا لكني من خلال متابعتي لأحداث الفلم ,وان كانت تدور في عالم خيالي, وجدت ان الشعوب البدائية عندما تصر على محاربة الشر تجد لها وسيلة ,وعندما تتوفر الارادة لمواجهة العنف المتمثل بتكنولوجيا الاسلحة الحديثة البالغة التعقيد تجد لها منفذا ,وكما لكل قصة نهاية ,ينتهي الفلم بسيادة الشعوب البدائية وانتصارها على الة القمع الحديثة, وهذا النصر يتحقق على يد كائن اسطوري تعبده تلك الشعوب, عندما يتحول الى وحش حقيقي, يبدد احلام التكنولوجيا التسليحية ويجلب الخلاص, ويبدو ان هذا الخلاص مطلوب الان, في زمن التردي الحضاري والثقافي في مجتمعاتنا الوهمية, وهيمنة الة القمع التكنولوجي ,التي جعلتنا نسير بعكس الاتجاه وبزاوية انحدار حادة ,لكن في فانتازيا السينما كل شيء وارد ,اما الواقع فهو خلاف ذلك لان الكائن الاسطوري لن يصحو من غفوته الا بصحوة الانسان. والحداثة وما بعدها هي صحوة مرت بها شعوب كثيرة ولم تأتي من فراغ ,بل كانت نظاما ثقافيا يمتلك الشفافية حتى من ناحية سلوكية, وهي التي اطاحت بذهنية التحريم آنذاك, و كانت تلك الشعوب اسيرة لها, وهيمنت التحولات واصبحت تفرض على الواقع المجتمعي. إن الكشف التاريخي يجعلنا نرصد ان الحداثة الاوربية لم تبدا مع بدايات القرن الثامن عشر بل ان بداياتها تمتد الى ابعد من القرن الخامس عشر الميلادي, و بالرغم من العزلة التي عاشتها اوربا, لكنها قضت قرونا تصوغ الافكار الثقافية الرئيسية ,والتي اضحت افكارها ,مع الاقرار بوجود تباينات محتملة في مظاهر التكيف البشري, والحداثة هي ليست تداعيات تتبدى في الحلم ,بل هي فلسفة ومهمة الفلسفة هي فهم الواقع وصياغة الحقيقة ,وبالتالي صياغة الحياة والوصول الى الاساليب الاكثر عمقا ,والفلسفة تحاول اعادة صياغة نفسها على نحو مضطرد ,على الرغم من اشكالية هذه المحاولة وتعقدها ,وذلك لإيجاد اكبر قدر من التناغم بين الحرية الفردية والوحدة الاجتماعية, ومواكبة الصور التطورية للوجود ,وهوعلى مستوى الواقع يعود الى تطور روحية المجتمعات التي تحاول ان تختار شكلا اعلى من الوجود له تجلياته في الوعي والحياة.
من الصعب ان نتصور معنى ولا نبرهن على هذا المعنى ,لأنه لا يؤدي الى ايضاح ,وتأسيسا على هذا فان السلطة والنفوذ في اي منظومة انسانية تعود للأفضل تأهيلا لا للأكثر تقبيلا للأيدي والاكتاف, وللحداثة موقف من هذه الاشكاليات القائمة اذا اعترفنا ان هناك اشكاليات, وتتمثل بمواقف جديدة قد تكون متباينة وهي تشير الى التحديد الحضاري لمجتمعاتنا, ان التطبيقات الماضية اصبحت ذات قيمة محدودة ولا تواكب الأوليات, كونها تمزج المحتوى الاجتماعي بالماضي التاريخي والاسطوري, ومع مرور الزمن وظهور وجهات نظر وافكار ومدركات مختلفة, لا يمكن ان يكون التراث والاسطورة اداة الفهم الجديد ,وقد يعمي البصيرة ,ويؤدي الى الشقاق والاحتكاك بين المجموعات ويؤثر على الكيفية التي تتقدم بها البلدان ,وهذا نابع من ادراك غير مطمئن للمثل الذي كان سائدا والذي شكل امتيازا لطرف على حساب الطرف الاخر وعلى حساب العدالة التعاقدية, ومن المؤشرات التي نحتاجها لمتابعة تطور مجتمع ما وقياس مواكبته للحداثة الانسانية , هو التعليم وبالذات مستوى الامية ,وحينما نجد ان مستوى الامية متفش في المدن الكبيرة وهوعكس وجهة نظر الدارسين ,كون الأمية تترحل نسبيا من المدينة الى الريف اذ تكون في الريف اعلى نسبة بسبب ظروف يطول شرحها ,وهو مقياس اخر تترصده الحداثة ,و هذا يعود بجملته الى ان قوة العمل في المدن الكبرى اصبحت لا تتطلب القراءة والكتابة, كما ان التعليم يزيد من وعي الانسان في فهم حقوقه الاقتصادية , بعد ان اصبحت البلدان خليطا غير مألوف قائم على الولاءات الاسرية والعشائرية ,الضمان الاجتماعي من قبل الدولة في مهب الريح . النتيجة ستكون كيانات اجتماعية على درجة عالية من الغرابة والهشاشة ,ساهمت في ارسائها اسباب اقتصادية واجتماعية استثمرتها قوى إقليمية مكنت من خلالها الخطاب الأسطوري والرأسمال الرمزي’, وهو من طبيعته ان ينفذ ببطء مستغلا تنامي مشاعر الاحباط والانهزامية والسخط, ويمتد الى جميع مفاصل الحياة وبالأخص الشرائح الادنى في المجتمع. ان الضحايا دائما ابرياء وطيبون لكنهم يسعون الى مطاردة الافكار الجديدة واعتبارها مصدرا للفوضى, ويبدو ان هناك افرادا قليلون على وعي بهذه البنية ,وهم القابضون على السلطة السياسية والروحية ويملكون القدرة الادائية التي تطلبها هذه المهارة, في تفتيت الافكار الخلاقة التي تمور بها المجتمعات الحديثة باعتبارها تهديدا للنظام الاجتماعي عندما تكون البنية غير واضحة التعريف.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الأوطان وثقافة العربان
- البصمة الحضارية والبصمة الغبية
- مومس عوراء-كتابة ممسرحة
- متعة الكتابة ونفايات الزمان
- الطرق على آنية الخراب
- مملكة النحل واخلاق التماسيح
- البدائية الثقافية
- الالوهة المؤنثة واللذة المحرمة
- الحداثة تتجاوز عبثية سيزيف
- الشعائر والرموز من الارواحية الى الاسطورة
- النشيء كونيات وثقافة السلطة
- الى شالا
- كهرباء وموسيقى...... وفلم هندي
- لحظة حب
- قل ولا تقل الهمرجة والهمبلة
- التفتزاني ولغز الايمو
- فانتازيا النص وثقافة الجسد
- تاريخ الجنون وجنون التاريخ
- المرأة.......ودورها في الربيع العربي
- خارطة العالم والوعي المأزوم


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أفاتار)AVATAR(