فوزية الحُميْد
الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 09:37
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لعل فوز مرسي برئاسة مصر العظيمة يحيلنا إلى التفكير بأهمية الإسلام المنفتح في التعايش مع كافة الأطياف .ومصر التي تمثل حضارتها كتاب التاريخ الأول .تقف اليوم على أعتاب تجربة جديدة تتمثل في فوز المرشح الإسلامي من حزب الحرية والعدالة نتمنى من خلاله إعادة الثقة في الحكم الإسلامي المتسامح الذي يستوعب الجميع ولأن كلمة إسلامي تأتي من عمق مفهوم الإسلام في جوهره ..إن مصر الكبيرة اختارت رئيسها وفق انتخابات نزيهة لأول مرة تحدث في تاريخ مصر. وباعتقادي كل من انتخب له قناعاته التي قد تتفوق على كل التنظيرات وهو بكل تأكيد يعرف بأنه يختار مرشحه من بنية اجتماعية لها تعدديتها وعذاباتها المضنية دون أن يعني بالضرورة أنه على وفاق مع الشعارات, لكنه وبكل تأكيد على وفاق مع التطلعات للمستقبل الأفضل . وبعد كل هذا المخاض يحق لأرض مصر الفخر بإنسانها وبهذا الإنجاز المعني باستقرارها في المقام الأول, وبلحظة مختلفة في الرؤية لها حساباتها وثقافتها الجديدة التي يقودها الشارع العربي في ربيعه .
وباعتبار مرسي أول رئيس مدني لمصر .والمدنية هذا المفهوم المرن الذي يحتاج للكثير من التوازنات في الداخل والخارج وفي المطلق المدني لا وجود لكل أشكال التمييز بل العمل على امتصاص كافة التوترات والأخذ بالحلول المعرفية والاستفادة من الدروس والتجارب .
إن قيمة مصر تتجلى في إنسانها القابل للتعايش والسلام وهي تحتاج اليوم لنقلة تحفظ كرامة أفرادها وأمتها .. نقلة تستوعب الأخطاء وتقود مصر لمكانتها ومكانها ودورها التاريخي البارز وحضارتها السابقة لكل الحضارات
إن بعض المجتمعات العربية التي أنتجت الثورات ودفعت الثمن ..هي بحاجة إلى وسائل حديثة ترتقي بالطموح والاحتياجات في الجوانب المختلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لاسيما ونحن في عالم تقوده المعرفة بوسائلها المتقدمة, ويبهره النموذج .وفي اختيار مصر لمرشحها الإسلامي نأمل في تطبيق حكم إسلامي معاصر يقبل بالتنوع والاختلاف ويتصل بالحاضر ويؤسس للمستقبل ويعمل من أجل العدل الذي هو أساس الحكم .ويسمح للذات الاسلامية أن تصنع نموذجها من الاسلام المعتدل ,ولأن الإسلام الحق لا يتفق مع التعصب والغلو وفي هاتين الصفتين تجني على الاسلام في ميزته ..إن استقرار مصر وأمنها هو استقرار لكافة الدول العربية , ونتمنى أن تكون هذه الثورات نهاية للاستبداد والظلم وبداية جديدة لمجتمعات عربية تشارك العالم في تقدمه وتؤسس لقيم أكثر رقيا وإنسانية وديمقراطية .وفي الخروج بالفرد والمجتمع العربي إلى أفق يستوعب الأمنيات في الحياة الكريمة ,ومتى توفر هذا الشرط توفرت العدالة .لقد اختارت مصر وعلى الرئاسة المصرية الحساب لهذا الاختيار .
#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟