أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة : 9















المزيد.....

صور من واقع مضى ! الصورة : 9


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


ماذا بعد هذا كله علي هاشم؟الحياة لها معالمها و حتميتها، لابد من أن تستمر، و حتى يتسنى لنا ذلك، لابد من الصراع و التضحية، و لابد من منتصر و منهزم، رغم أن القوة تقتل الضعف دائما، قانون الطبيعة لابد منه، رغم قوة الثقافة، و عنفها الذي لا يقهر، و لعل السؤال المحير دائما علي هاشم، متى يتحول الضعف إلى قوة؟ سؤال مطروح، ما دامت الإجابة عنه ترجع إلى التاريخ، و إلى الإنسان الصانع لهذا التاريخ، شغب التاريخ و فوضاه، يتمتع بها تشردنا، الطرد تتبعه التعاسة، و يتبعه أيضا الإصرار على التحدي، و المواجهة، أفكار تجوب أمكنة كثيرة، الحب و الكره، الشر و الخير، تناقض يتجلى، الصراع لب الحياة، العالم يتحرر في واقع ساقط أصلا، التأييد و الرفض شيم لحظاتنا جلساتنا، نقاشاتنا، بيانات تصاغ و تنشر، و بلاغات و تعليقات تصف الحدث، و تواكب الأحداث، و السباق إلى احتلال المواقع المتقدمة هو الهدف، حاكمنا النظام و الأنظمة في هذا التاريخ، و نحمل ما يقع من ظلم إلى الرأسمالية و الرأسماليين، مادامت نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج، إنها سبب ألمنا و بؤسنا، تنهب ثروات الشعوب، و النتائج هي تشريد الآلاف من الكادحين، افتعال الحروب، و إذكاء الصراعات العرقية، و الحروب الأهلية، ليسهل النهب و الاستغلال، السياسة خدع، فرق تسد، ضرائب تؤديها غالبية كوكبنا باسم الديمقراطية، و حقوق الإنسان.
ألم تكن تجمعاتنا علي هاشم تتداول كل هذه القضايا؟ تشهير يتفاعل مع التحريض، حللنا طبيعة الأنظمة و السياسات المتبعة، في كل تدخل يقوى التجمع، و تقوى قوة الإنصات، و تقوى الأسئلة،و تتسع القاعدة، إنها العفوية في الكلام، من البسيط يأتي المعقد، و عندما تتعقد الأمور، نبحث عن الحل، نحتج بكل تجمعاتنا، الاحتجاجات صاخبة، و قوية، لم يعد للمعرفة أي دور، لا علم بلا حرية، و لا معرفة بدون حقوق، يخرج الطلبة، و تتزاحم الأصوات، نحاصر من كل جهة، بكل أشكال القوة، و نحن لا بمتمردين، و لا برافضين، وضع متردي، و بجب أن يحل، لا نهاب، و لم تفزعنا القوة، نستمر مهما كانت الصعوبات، نعبر عن كل ما نشعر به، نصوغ بلاغا، أو بيانا، ينشر أو لا ينشر، هي مطالب الحشد/الطلبة، مطالب مادية بسيطة: الحق في الحياة، و الحق في الوجود، و البقاء، و الحق في العلم و المعرفة، لا معرفة بدون كفاح، و لا معرفة بدون مقومات البقاء: الأكل، و المسكن، و الكتب، الملموس يتحول إلى المجرد، و المادي يتسيس، و منه تتسع التحاليل، و التصورات، و حلول المجتمع و المجتمعات، أحزاب و تصورات تتقاطع، برامج تتوخى الحل، نصغي و نرد، لافتات تجوب جميع المرافق، و حناجر ترسل الأصوات، و المستمع الظالم و المظلوم، هي أشكال يومية بأشكال و صور شتى.
من نحن علي هاشم؟ مجرد أوباش، جئنا من مناطق مختلفة و متباينة، همومنا أكثر من هموم أناس نصبنا أنفسنا للدفاع عنهم، لا حل لنا سوى أن نعرب عن قلقنا، و حريتنا، بما أوتينا من قوة، فكم من حوار جاب جلساتنا؟ و كم من آراء و حلول تداولنا حيثياتها بعصبية؟ هل توصلنا إلى نتائج؟ أعرف أن علي هاشم يعرف أكثر من غيره، أن الظلم غريزة الأغنياء، يشتد أكثر عندما يتمرد الفقراء، تصبح شهوة الانتقام لديهم قوية، كلما طالب الفقراء بحل لهمومهم، و مشاكلهم، لكن غريزة الفقراء بسيطة، لا بد أن يستمروا في الوجود، لهذا لابد من المواجهة، نظرا لتضارب المصالح، و عدم حسن النوايا.
قلت علي هاشم يوما عندما كنا نناقش خصائص الإنسان:
- إنه أخطر الكائنات الطبيعية مكرا و خداعا، استغل كل شيء، الأرض البحار، و الهواء، و عندما تشتد وطأته، ينهب بعضه البعض.
لم يعجب بهلول هذا الرأي، فرد بطريقة لا تخلو من انفعال:
- أي إنسان تتحدث عنه؟ الإنسان كلمة هلامية، يجب أن تحدد المفهوم أكثر، هل أنا الذي أبدت الهنود الحمر؟ هل أنا الذي شردت الفلسطينيين؟ و اغتصبت أرضهم؟ الإنسان الذي قام بكل هذه الجرائم تعرفونه جيدا، أما الإنسان البسيط مثلنا، فهو لم يظلم أحدا، بل هو الذي تنهب خيراته، و لا يستطيع أن يعبر عن كل هذه المظالم الذي يقوم بها الإنسان الآخر.
و بحماس شديد تدخل كونتاكينتي:
- صحيح أن اخطر الكائنات في هذا الوجود، هو الإنسان، شرس، لا يرحم، أقوي من الأسد، و أقوي من الدينصور أيضا، فبعقله و ذكائه، سيطر على الكون، و حول الصراع ضد بعضه البعض، أوافق علي هاشم على الوصف التعميمي من خلال المقارنة بين الإنسان و باقي الكائنات الأخرى، و أشاطر بهلول من خلال التمييز، والاختلاف الحاصل بين الإنسان و أخيه الإنسان.
و لم يفوت إدريس فرصته لإبداء وجهة نظره في هذا المجال:
- مفهوم الإنسان، يجب أن نعطيه ما يستحق من التأويلات، إن الإنسان الذي قام بكل هذه الجرائم، هو الإنسان الذي ظهر مع الطبقة البورجوازية ، لأنه إنسان شرس، لا يرحم، شن عدة حروب، استغل تطوره العلمي، و التقني، فتوسع على حساب الكائنات الأخرى، كما انه لم يترك لبقية البشرية إلا الفتات.
و بطريقة تلقائية و بدون إذن مسبق، حاول بيزو أن يملأ فراغاته:
- انه المسئول عن تطوير الأسلحة النووية، و الجرثومية، و كل الكوارث التي نلاحظها في كوكبنا سببها هذا الإنسان، انه دمر كل شيء، إرضاء لغرائزه، التي لا تعرف الإشباع، انه يسير بنا إلى العدم لا محالة.
لم تترك للتدخل الأخير الفرصة للاستمرار، قفزت من مكانك، وقفت، تتحدث بصخب، كأن التدخلات تمس إنسانيتك، لا إنسانية ما كنت تواجهه في كل تدخلاتك السابقة:
- فهمتم رأيي خطأ، أنا تحدثت بالطريقة التي أشار إليها كونتاكينتي، قارنت الإنسان مع الكائنات الأخرى، أما إذا كنتم تتحدثون عن شرائح الإنسان، و انتمائيته، فهل نحن نمثل الإنسان حقا؟ إننا مجرد حشرات فوق هذا الكون، تجردنا من إنسانيتنا منذ زمان، لهذا فنحن نناضل من اجل استرجاع و لو جزء بسيط من إنسانيتنا.
تمددت بعصبية على السرير، مما يضفي على تدخلك نوع من المشروعية، و المعقولية، و كأن تدخلات الآخرين لم تعد تعنيك، و استسلمت للنوم، مستعدا لما يحمله الغد من ردود افعال أخرى .
بهدوء تام عبر بهلول و هو يستعد هو الآخر للتمدد، واضعا أصبعه على الزر، واضعا حدا لما تبقى من تعب اليوم:
- نحن نعرف مواقفك جيدا، نم بدون انفعال أيها الإنسان، رغم أننا نعيش كالحيوانات على الهامش، فلنا من مقومات الإنسان ما يجعل الكل يحترمنا، لأننا نطمح على الأقل بان نحقق إنسانية الإنسان، نرفض هذا الوضع، و لم نستسلم لهذا الذل و الهوان، سنسعى لذلك مهما كلفنا ذلك من ثمن، أليس هذا يكفي لنحقق من خلاله إنسانية الإنسان؟
لم يجبه أحدا، كان كل واحد منا قد تمدد في مكانه المعهود، كما أن أصبع بهلول لم يترك أية فرصة للنور، الذي كان يدفع النقاش إلى التشنج، و إصدار الأحكام.
تشتد وطأة النقاش إلى درجة الصراع، من قضية بسيطة تتعقد الأسئلة، فتتداخل الفلسفة بالايدولوجيا، و ندخل إلى عوالم مختلفة و متعددة، كلما تداولنا موضوعا نختلف لدرجة التناقض، لذة أخرى حاضرة في لقاءاتنا، إنها سمر ليالينا، لا يمكن أن ننام دون شجار، أو ردود أفعال، و يتواصل النقاش طيلة أيامنا مع الطلبة في مدينة العرفان.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من واقع مضى ! الصورة : 8
- صور لواقع مضى ! الصورة: 7
- صور من واقع مضى ! الصورة: 6
- صور من واقع مضى ! الصورة: 5
- صور من واقع مضى ! الصورة: 4
- صور من واقع مضى ! الصورة:3
- صور من واقع مضى ! الصورة:2
- قشرتا موز
- صور من واقع مضى ! الصورة:1
- من سمح لهم بذلك ؟ !
- سياسة الإعداد أم اعتدال السياسة؟
- عدالة المساواة، لا عدالة الإنصاف
- وجهة نظر في -الربيع العربي-


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة : 9