عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 22:13
المحور:
الادب والفن
منذ نعومة أظافره،في تلك القرية المنسية،كان يصر أن يكون جلادا في لعبة الجلاد والضحية.وحينما يرفض أقرانه ذلك يسارع الى الانزواء بعيدا عنهم واصطياد عصفورا يقوم بتعذيبه حتى الموت.حينما كبر اكتشف أنه لا يجيد عمل أي شيء الا أن يكون جلادا،فكان له ما أراد.باتت متعته الكبرى في غرفة التحقيق .حينما اندلعت الثورة بات لا يخرج من غرفة التعذيب...أفواجا تلو الأخرى تتناوب وعليها أن تعترف بما نسب اليها.وحينما اشتد ساعد الثوار انتابه القلق من طرده الى الشارع ان انتصروا،أصبح أكثر سادية مع ضحاياه ...لقد ربط مصيره مع أسياده.وحينما انتصرت الثورة حزم أدواته استعداد للرحيل والعودة الى قريته النائية...أحس أنه فقد وظيفته الى الأبد.الا أن أحدا لم يبلغه قرار طرده...الأغرب أنه في اليوم التالي لانتصار الثورة استدعي من قبل مسؤوله الجديد ليبلغه بأنه مطالب باتقان عمله في التحقيق مع أعداء الثورة وبقايا النظام البائد...في غرفة التحقيق عاد مبتسما الى سيرته الأولى ....
*القصة مستوحاة من النص التالي للشاعر الكبير سركون بولص
أيـّها الجلاد
عُد إلى قريتك الصغيرة،
لقد طردناكَ اليوم، و ألغينا هذه الوظيفة.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟