أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خسرو حميد عثمان - صديق فكاهي.....تذكرته!















المزيد.....

صديق فكاهي.....تذكرته!


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 12:58
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت، وما زلت، أعتبر بأن روح الفكاهة والقدرة الفطرية على خلق أجواء من المرح والأرتخاء الفكري والنفسي والتأمل والتسامح لدى المتلقى، على مختلف مشاربهم وألوانهم، بالأعتماد على الحركة الأنية و الأيماءة المعبرة أوالتعليق غير المتوقع أو العابرلحواجزالخجل، بعيدا عن اللؤم، بدون وجود نص مكتوب أو محفوظ عن ظهر القلب ضربة من ضروب الحظ. في الوقت الذي لم أكن مشمولا بمثل هذا الحظ، لكنني كنت مشمولا بحظ من نوع أخر، وهو التمتع برفقة عدد من هذا النمط النادر من بين البشر، كندرة الذهب من بين المعادن، ولا تستغرب إن كان من بينهم مجانين بعُرْفِ مجتمعٍ تختبئ فيه الوجوه الحقيقية خلف أكثر من قناع مزيف ومزركش. كان من بين العقلاء منهم، صديق فتحنا عيوننا في نفس المحلة في مدينة أربيل، محلة تيراوة، وتعلمنا في المدرسة الأبتدائية ذاتها؛ مدرسة إبن المستوفي للبنين، وأكملنا المسيرة بدراسة الهندسة معا، خمسة سنوات، في بغداد ولكن في إختصاصين مختلفين وكنا نقيم في القسم الداخلي ذاته طوال دراستنا الجامعيه ونأكل سوية في مطعمه، إفترقنا بعد أن تخرجنا فهو إقتنع بوظيفة في السكك ودارا حكوميا في الشالجية للسكن فيه وأنا لم أقتنع بشئ؛ يوم في هذه الوظيفة وأخر في أخرى كأنني أبحث عن شئ أو أهرب منه، قد نكون ورثنا طباعنا المتناقضة كل من والده، والده كان يعمل كسائق سيارة وهو من أصل عربي إستقر في مدينة أربيل، ولكن والدي لم يحتمل ظلم الأقطاعية مالكة القرية ولم يدع إهانات ورعونة وكيلها تمر دون رد عنيف و رادع رغم نعومة أظافره مما حدا بعائلة الملا عثمان إلى الهجرة من قرية بيردواد التي كانت تبعد عن أربيل بعدة كيلومترات وإلالتجاء إلى مدينة أربيل. بدلا من أن يتعلم حميد، فيها، مهنة ليرتزق من ورائها ألف كتابا وباللغة الكوردية تحت عنوان: إستعمار جيه؟ (ما هو الأستعمار؟)، جند جُلَّ حياته لتحقيق حُلُم بسيط ولكن عصي على التحقيق، من دون أن يتكئ على سند أو يملك أكثرمن قلم، لم يدعه يسقط من يده، ولم يُعبئه ليستمر الكتابة به غير دمه ودموعه. السائق يحقق هدفه كل يوم ويحمد ربه لعودته سالما إلى بيته وبين أولاده بإنتظار غدٍ ليُكررما فعله في الأيام الخوالي (كلو واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية)، ولكن الحالم يتخيل ويسهر ويتحمل المعانات لأجل غد أخر وعالم يختلف كثيراَ عن حاضره.
طوال سنوات دراستنا الجامعية في بغداد لم يتألق في سماء الكلية إسما يتجاوزتألق ثلاثة أسماء، خصوصا أثناء الأحتفالات السنوية بيوم الكلية:
1ــ أحمد الخفاجي من الفرات الأوسط بأشعاره الشعبية التى كان يصف فيها الحب والحبيبة وبعض الظواهر الأجتماعية.
2ــ صلاح عبد خضرمن أربيل بفكاهاته وقدرته على التقليد المبدع لمواقف تثير الضحك، ويبدأ
بطباخ القسم الداخلى صاعدا إلى عميد الكلية الحاج جاسم الحياني.
3ــ عصام سواد من البصرة ببهلوانياته وحركاته الجنونية.
بالأمس كانت عودتي إلى الأيام الخوالى هذه نتيجة لخبر، قرأته في أحد المواقع الألكترونية. إن كانت المعلومة صحيحة فإ نها لا تعنى، في نظري، غير إستباحة بشعة لبلد بأكمله والأستهانة بكرامته. برز عندي تساؤول كبيرفيما إذا كانت الضرورات هي التي تُوصِلُ بالأنسان لتماديه في القبح إلى هذه الدرجة عندما يُتاحُ له الفرصة لأن يضرب ضربته أو يتعلق بماضى الفاعل وبدايات حياته والعُقد النفسية المتراكمة في عقله الباطن. مما زاد في ألمي أن الشخص الذى ورد إسمه في الخبر قد تعلم على يدي الأصول والقواعد التي تُساعده على إثبات وجوده وتأمين مكانة له، بقدراته النوعية، في بيئة عائلية(المقصود قرابة) متيسرة ومتمكنة ماليا، يتبوأ فيها المحسوبين في دائرتها مكانتهم بقدر ما يملكون، وكان موقعه في أوطأ درجات السُلّم، وأردت أن أثبت، عمليا، بأن للعلم قوة وتأثير لأبراز العناصر الجيدة، ولكن الزمن برهن لي بأن للثقافة المتجذرة في النفوس والبيئه المريضة الأثر الأكبر والمهيمن على المدى الطويل في المجتمعات المخدّرة التي لا تنتج غير ذاتها ولكن بأشكال مختلفة . لقد أعطاني نكتة من نكات الصديق(صلاح عبد خضر) الذي رحل نهائيا عن هذا العالم الغريب والعجيب قبل سنوات بعض المفاتيح لحل هذا اللغز، عندما كان يروي لي، من باب النكتة، عن خادم يعمل عند سيده الأقطاعي ــ يُنعت مثل هذا الشخص في المجتمع الكوردي بكلمة (خُلامْ)، وبعد بروزالمكانة السلطانية للطبقة السياسية ظهرت معها (خُلام) من طراز حديث يُسمى ب (مه سينه هه لكر) تعني حامل الأبريق ــ ومددت بخيالي لأتصور كيف كان يتصرف مثل هذا (الخلام) إذا إنظم إلى إحدى مفارز الأمن أو الأستخبارات هربا من العسكرية وإرتفعت مكانته مع الأيام، نتيجة خدماته وإخلاصه للنظام، إلى أن أصبح مستشارا لفوج من أفواج الدفاع الوطني خلال العهد الماضي. وبالمقابل كيف يتصرف اليوم، في العراق الجديد، مثل هذا الخلام الهارب من العسكرية إذا تبوأ مركزاً مرموقا تقديرا لإنظمامه للمعارضين للنظام السابق والعمل في صفوفهم؟ لكي لا أطيل أكثر سأروي لكم نكتة صديقي صلاح ولكن كما كان يروي إبن الرافدين حكاياته في إذاعة إسرائيل هاي هي الحكاية تفضلوا وأقرأوها:
رجع الزوج ، في أحد الأمسيات، إلى بيته منتشيا يطير من الفرح. تفاجأت زوجته بحالته و تصورت بأنها بادرة خير وستقضي ليلة هنية إلى جانب زوجها الذي لم يسبق لها أن رأته يعود يوما إلى البيت غير مكدر المزاج أوتعلو على وجهه إبتسامة منذ زواجها منه. أرادت أن تُساهم في تعميق جو الفرح ومشاركة زوجها في هذه الفرحة التي لم تكن تحلم بها:
الزوجة: يا حبيبى يبدو أن الفرح والسعادة قد هبطت عليك هذا المساء كهطول المطرعلى الصحراء.
الزوج: وأكثر، ما حدث مساء اليوم لم أكن أحلم به مطلقا.
الزوجة: ما هذه المفاجأة؟
الزوج: من المستحيل أن تتوقعي سبب فرحتي اليوم.
الزوجة: إذاً شاركني بفرحتك، ألست شريكة حياتك يا حبيبى، لقد نفذ صبري؟
الزوج: لا تستطيعين أن تتخيلى روعة ما حدث.
الزوجة: إذا حدثني عن ما حدث بقدر ما يتقبله عقلى يا عزيزي.
الزوج: مزح الأغا معي اليوم في الديواخانة وقبل أن أعود إلى البيت، لأول مرة في حياتي، كثيرا، ولم يكن ينتهي إلا ويبدأ المزحة من جديد عندما كان يجدني فرحاناً بالمزاح معه ويزيد بدوره فرحتي مرة بعد أخرى يا له من رجل رائع.
الزوجة (مندهشة): كيف كانت مزحتك معه؟
الزوج: كان يقول لي قواد، ديوس.......... وأنا أضحك، وكلما كان يجدني أرقص من الفرح كان يُعيدها وينوعها: ثالوس، منغوس، باتوس.....حتى أنتِ لم تكوني محرومة من هذه المزحة.
الزوجة(مندهشة): وكيف كانت مزحة الأغا معي حدثني.
الزوج (ضاحكا): كان الأغا يصفكِ بالمومس.
الزوجة (بدأت تطير من الفرح): لا والله!





#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة عبر الأثير
- لولاكِ يا بغداد!
- لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
- عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه
- الفرهود و البرنامج الأقتصادي للدكتور برهم صالح
- 16// بين عامي 1984 و 1987
- (Paltalk) برلمان في الفضاء
- إشتقتلك !
- [التحالف المحتضر] بمنظور أخر
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (1)
- ما كنت أحلم به...(2)
- بعدما قرأت مقال مسعود البارزاني!
- 15// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به...(1)
- 14// بين عامي 1984 و 1987
- نفذ ولا تُناقش
- 13 // بين عامى 1984 و1987
- 12 // بين عامي 1984 و 1987
- 11 // بين عامي 1984 و1987


المزيد.....




- كبير مخرجي RT العربية يقدم دورة تدريبية لطلاب يدرسون اللغة ا ...
- -المواسم الروسية- إلى ريو دي جانيرو
- تامر حسني.. -سوبرمان- خلال حفله في عيد الأضحى
- أديل بفستان لمصمم الزي العسكري الروسي
- في المغرب.. فنان يوثق بقايا استعمارية -منسية- بين الأراضي ال ...
- تركي آل الشيخ يعلن عن مفاجأة بين عمرو دياب ونانسي عجرم
- أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
- -مصافحة وأحضان-.. تركي آل الشيخ يستقبل عمرو دياب في الرياض و ...
- -بيكاسو السعودية-..فنان يلفت الأنظار برسومات ذات طابع ثقافي ...
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : - حكايتُنا كأحزان ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خسرو حميد عثمان - صديق فكاهي.....تذكرته!