أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - تهديدٌ وإبتزاز














المزيد.....


تهديدٌ وإبتزاز


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو نّفَذَ القادة السياسيون العراقيون .. نصف تهديداتهم المُتبادلة ، ب [ الكشف ] عن وثائق تدين بعضهم البعض .. ورفع الستار عن وقائع الفساد الكبرى التي إنغمسوا فيها .. وإماطة اللثام عن تورطهم في أعمال عُنف إرهابية او طائفية .. أو الكشف عن علاقاتهم المشبوهة مع الجهات الخارجية ... الخ .. لو نّفذوا جزءاً من هذه التهديدات .. لعرفتْ الجماهير .. أي نوعٍ من القادة لدينا .. وأي سياسيين إنتخبناهم لكي يقودوننا ويديرون شؤوننا ! .
ففي الجوار العربي والأقليمي الفاسد .. الرؤساء وكبار الوزراء والمسؤولين المُهمين ، هُم على الأغلب الذين ينهبون المال العام ويستولون على الاراضي والممتلكات ويحتكرون الصفقات الكبيرة .. مثلما ثبتَ بعد الثورات والإنتفاضات العربية مؤخراً ، حيث بانتْ عشرات المليارات المنهوبة مِنْ قِبَل زين العابدين ومبارك والقذافي وعوائلهم ومن قبلهم صدام .. طبعاً الى جانب وزرائهم المُقربين وكبار المسؤولين الحزبيين . الا انه في العراق الجديد أي بعد 2003 .. فأن حلقات الفساد كثيرة ومتنوعة وواسعة .. وتتراوح بين الوزراء والوكلاء والسفراء والمُدراء والوسطاء وحتى الموظفين البُسطاء ! .. وهنالك كما يبدو " حِلْفٌ " غير مُعلَن ، بين قيادات الأطراف الرئيسية في العملية السياسية .. او إتفاقية قذرة مشبوهة بينهم .. على ان يسكتوا عن بعضهم البعض .. وسَرَتْ هذهِ الآلية المشؤومة ، منذ الأيام الاولى للإحتلال ، وشّجعها وباركها الإحتلال الامريكي ، من خلال جي غاردنر وبعده بريمر والجنرالات والسفراء الامريكيين .
وخلال السنوات التسعة الماضية .. فأن الرؤوس الكبيرة التي تجاوزتْ على " أصول اللعبة القذرة " وإستحوذتْ على مئات الملايين من الدولارات دفعة واحدة ، مُستَولِيَةً على حصص الأعضاء الآخرين في العصابة ! .. ان هذه الرؤوس رغم إبتلاعها لكل هذه الاموال العامة .. فلم يتم القبض على أي واحدٍ منهم على الإطلاق ! .. فوزير الدفاع الأسبق " حازم الشعلان " غادرَ العراق منذ سنوات بِكُل بساطة بدون أي مُحاسبة .. ووزير الكهرباء الأسبق " ايهم السامرائي " اُلقِيَ القبض عليه واُحتُجِزَ في المنطقة الخضراء ، لكنه وبسيناريو هوليودي سخيف وإخراجٍ أمريكي وحكومي مُشتَرَك ، نجحَ في الإفلات والوصول الى الاردن ومن ثم الى مكان مجهول ! .. ووزير التجارة الأسبق " فلاح السوداني " قُدِم الى المحاكمة في بغداد مُتَهَما في مليارات الدولارات وبأدلةٍ دامغة .. لكنهُ خرجَ منها شريفاً عفيفاً وهرب الى الخارج ! .. ومن الطبيعي ان هؤلاء الوزراء الثلاثة ، لم يكونوا " وحدهم " الفاسدين في وزراتهم ، ولم ينهبوا بمفردهم ، بل كان لهم " شُركاء " من معاونيهم من الكُتل السياسية الاخرى .. وهؤلاء المعاونين والمتواطئين والسُراق الكِبار .. مَحمِيون مِنْ قِبَل القيادات الرئيسية في العملية السياسية ! .
وهذا لايعني ، انه بعد هروب الوزراء الثلاثة السابقين الى الخارج .. فأن النهبَ تَوّقَف او السرقة إنتهَتْ .. ولا يعني أيضاً ان هؤلاء الثلاثة وحدهم كانوا الفاسدين .. بل يعني ، انه رغم [ الخلافات العميقة ] بين الكُتل السياسية المهيمنة على المشهد السياسي العراقي .. فأن القادة المُتصارعون في العلن .. مُتفقون في السِر ، على عدم كشف أوراق بعضهم البعض ولا نَشر غسيلهم القذر على الملأ .. والدليل على ذلك : عملية الإبتزاز المُنّظَم التي يُمارسونها مع بعضهم البعض .. من خلال التهديد بكشف " الملفات " والوعيد بفضح المستور .. وكأن عشرات المليارات الضائعة ، هي اموال قادة هذه الكُتل والاحزاب الحاكمة ، والخلاف هو على تقسيمها بينهم .. وليسَتْ عملية نهب وسرقة لأموال الشعب ! ..
المأساة .. أننا لانستطيع الإشارة الى أي طرفٍ نزيهٍ واحد ، ضمن مجموعة الكُتل السياسية " الحاكمة " في العراق .. فكلهم مُشتركون في الفساد والنهب والتجاوز على القانون .. ولو بدرجاتٍ مُختلفة .
يتورطُ المرءُ أحياناً في الحياة اليومية .. بمُعامَلة معَ شخصٍ ، تبدو عليهِ علامات الورع والشرف .. لكن الأيام تثبت ان ذاك الشخص بعيدٌ كُل البُعد عن هذه الصفات النبيلة .. والشعب العراقي تورطَ فعلاً ، مع هذهِ الطبقة السياسية الفاسدة المتحكمة منذ تسعة سنوات !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العِناد
- بئسَ دولةٍ أنتُم فيها القُواد
- ميزانية الأقليم 2012
- وردةٌ بيضاء على لحدِكَ يا أبي
- ماذا لو ؟!
- المسافة
- البيشمركة المُناضل ( خوسيه موخيكا ) !
- المراحيض الغربية والشرقية
- دولة الدكاترة
- التصالُح مع النَفس
- الأزمة العراقية .. أعمق مِما تبدو
- يوم البيئة : من أجل حفنة من الدولارات
- السُلطة لي .. مَذهبٌ ودِين
- مَشهدٌ من الموصل
- المالكي والإستعانة بالضباط السابقين
- الرياضة المدرسية
- الشعب المصري والتثاؤب
- المالكي في الموصل
- جائزة ( التخّلُص من الحَياء ) !
- ماذا تعمل ؟


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - تهديدٌ وإبتزاز