أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - المتقاعد..بمفهوم العراقيين!














المزيد.....


المتقاعد..بمفهوم العراقيين!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 09:26
المحور: كتابات ساخرة
    



قد يبدو الكلام غريبا اذا قلنا ان (التقاعد) يعّد امتع مرحلة في حياة الانسان بعد الطفولة..لكنها حقيقة واقعة في المجتمعات المتقدمة لأنه يتحرر فيها من ضغوط العمل ومتاعبه الاسرية ويتفرغ لاشباع اهتماماته (سياحة، حضور مؤتمرات، حفلات، كتابة، رياضة..) وكل ما يريح النفس بعد رحلة متعبة امتدت ستين عاما في دولة توفر له كل ما يحتاجه. اما عندنا فما ان يصل احدنا الخامسة والستين ويحال الى التقاعد حتى نكون قد رسمنا له صورة القاعد على الكرسي امام بيته، والجالس في المقهى يلعب الطاولة والدومينو. والأقسى اننا نثير فيه مشاعر اليأس توحي له نفسيا بأنه بلغ المحطة الاخيرة، وان انتظاره الموت مسألة وقت ليس الا! ومع قلّة راتبه فأن الكفخة النفسية الاقوى التي نسددها له هي انه يفهم منا ان التقاعد يعني: مت وانت قاعد!.
وبخلاف العالم المتمدن الذي يعمل على اطالة عمر الانسان، ويشيع لدى من يعبر الستين انه دخل العمر الذي تتحقق فيه الامال المؤجلة، فاننا نعمل نفسيا ليس فقط على تسريع الشيخوخة بل واستعجال الموت لمن بلغ الستين. وفيما اكتشفت فرنسا انزيما يجعل الشيخوخة تبدأ بالثمانين! فأننا نهيئ المتقاعد لأن يموت قبل اوانه رغم ان معظم العراقيين عاشوا مثل عمر المدعو (جبر)، وهو مثل لحكاية عن عراقي دعاه صديقه الانكليزي لزيارة لندن.. وحين تمشيا في مقبرة اعمار المتوفين فيها دون العشرين سنة، استوضحه جبر عن سر ذلك فأجابه: بأن هذه السنوات لا تعني العمر الحقيقي للمتوفي بل فقط تلك التي استمتع بها في حياته. فضحك جبر ساخرا من حياته وقال: حين اموت انا ليكتبوا على قبري: جبر .. من بطن امه الى القبر!.
ان مجتمعنا متخم بالخرافات ومنها خرافة ان من يبلغ الستين يكون من الميتين فيما الحقيقة السيكولوجية تقول ان الشيخوخة يمكن ان تكون سعيدة لصاحبها اذا ظل يعمل بنشاطات لها معنى عنده حتى لو تخطى الثمانين. فالفنان بيكاسو ظل يعجن الطين وينحت وينتج اكثر من الفنانين الشباب الى ان توفي في الواحدة والتسعين. وفرويد ظل يكتب بابداع ونشاط وانتج (موسى والتوحيد) وهو في الثالثة والثمانين ، ورائد جراحة القلب مايكل دبغي يظل يجري عمليات جراحية دقيقة وهو في الخامسة والتسعين. والاخرون المبدعون في تاريخنا العربي والكردي والاسلامي تعرفونهم اكثر مني.
ومفارقة اخرى اننا نحيل الاستاذ الجامعي على التقاعد وهو في الستين، مع انه يكون في هذا العمر قد وصل قمة نضجه العقلي واوج عطائه الفكري. ولقد كنا اقترحنا على السيد وزير التعليم العالي الاسبق (سامي المظفر) ان لا يحال الاستاذ الجامعي على التقاعد الا اذا هو طلب ذلك وان نستبدل مفردة (الاستاذ المتقاعد) بالاستاذ القدوة او استاذ الشرف ، وان يبقى على اتصال بقسمه العلمي في التدريس والاشراف والاستئناس بالرأي.. وهذا ما نأمله من وزارة التعليم العالي ومؤسسات الدولة الاخرى.. لنغير مفهوم العراقيين عن المتقاعدين، ونحرر المتقاعد من سيكولوجيا (التقاعد يعني مت وانت قاعد) الى .. حان الوقت لتستمتع بحياتك وتحقق امالك المؤجلة.

ثقافة نفسية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية-اجتماعية (2-2)
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية -اجماعية (1-2)
- ثقافة نفسية(63):عاداتك..تحدد نوعية حياتك
- الكليات الأهلية..حكاية مليارت
- ثقافة نفسية(62): للمدراء فقط!
- ثقافة نفسية(61):الأيمو ..ومسؤولية الأسرة العراقية
- القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)
- القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)
- تراجع مكانة المبدعين في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (60): انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن!
- ثلاثية الفساد في العالم العربي -العراق انموذجا-
- في سيكولوجيا قمة بغداد
- استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)
- قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة


المزيد.....




- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - المتقاعد..بمفهوم العراقيين!