أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سليم نصر الرقعي - هل فاز الإخوان لأنهم يمثلون أغلبية المصريين!؟















المزيد.....

هل فاز الإخوان لأنهم يمثلون أغلبية المصريين!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 01:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



(الأقلية النشطة والحيوية والمنظمة والذكية هي من تصنع الثورات أو تستثمرها لصالحها وهي من تصنع التاريخ وتضع النظم السياسية أما الأغلبية الصامتة والساكنة والخاملة فلا أثر لها وهي في حكم الغائب أو.... المغيب !)

- الأقلية المنظمة والنشطة والثورات ؟

هناك حقيقة واقعية وتاريخية قد لا يتفطن لها الكثيرون .. حقيقة تاريخية مكتسبة بإستقراء تاريخ الأمم وملاحظة واقع الشعوب الحاضرة!.. هذه الحقيقة مفادها أن الشعوب أي عموم الناس ليس هم في الواقع العملي من يصيغ ويضع النظم السياسية في الدولة!.. بل النخب السياسية والمثقفة والقوى السياسية على الأرض هي من من تحكم وهي من تقوم بتفصيل النظام السياسي للبلد ثم على الشعب أن يبصم ثم يلبس !!!.. ويكون الشعب محظوظا ً إذا كان هذا الثوب على مقاسه بالفعل لا يشل حركته ولا يكتم على أنفاسه!.. ويكون محظوظا ًُ أكثر لو كان هذا اللباس جميل المظهر ويتمشى مع عمره وقيمه الثقافية في نفس الآن!......... هذا واقع بناء النظم السياسية في العالم وعبر التاريخ!.. بل حتى الثورات الشعبية - بالنظر لعدد السكان - لا تقوم بها الشعوب أي الأغلبية بل الأقلية !!!!!.... فالذين قاموا بالثورة فعليا ً في "مصر" مثلا ً وخرجوا في التظاهرات العارمة التي أسقطت نظام "مبارك" هم على أكبر تقدير 8 مليون مصري من بين 90 مليون !!.... هذا هو الواقع .. وهذا ما حدث في ثورة أكتوبر 1917 الروسية فهي كانت ثورة شعبية عارمة ولم تكن ثورة شيوعية أو إشتراكية ولكن تمكن الشيوعيون "البلاشفة" لحسن تخطيطهم وتنظيمهم ونشاطهم الدؤوب رغم أنهم كانوا يشكلون أقلية من تجيير هذه الثورة الشعبية لصالحهم سياسيا ً!.. وكذلك الحال بالنسبة للإخوان المسلمين اليوم فهم لا يمثلون أغلبية السكان بالضرورة ولكنهم بلا شك هم القوى السياسية الأكثر خبرة ونشاطا ً وتنظيما ً لذلك من الطبيعي أن يكونوا هم الطرف الأكثر إستفادة من ثورات الشارع العربي!.

- الأقلية المنظمة والنشطة والديموقراطية ؟

كذالك الحال في مسألة التنافس على السلطة من خلال العملية الديموقراطية فعلى الرغم من الإدعاء أن الديموقراطية تحقق إرادة الشعب أو خيار الأمة إلا أن الواقع العملي يقول أن الأقلية النشطة والمنظمة – بالقياس لعدد السكان – يمكن هي التي تفوز بالسلطة في ظل غياب وعزوف أغلبية عدد السكان أو حتى غالبية الناخبين - أي عزوف من يحق لهم ويجب عليهم التصويت!- أو نتيجة إنقسام القوى السياسية والأحزاب فيما بينها وتناحرها بشكل كبير وبالتالي تتفتت أصوات الناخبين بينها فيفوز من يحصل على أغلبية الأصوات بالقياس لإصوات الآخرين لا بالقياس لعدد السكان أو حتى أغلب الناخبين بالسلطة!..ففي إنتخابات الجولة الثانية في إنتخابات الرئاسة المصرية شارك نصف الناخبين فقط تقريبا ً وعددهم في مصر "50" مليون ناخب في هذه الإنتخابات بينما إمتنع نصف الناخبين عن التصويت والمشاركة!!.. ولذلك إنقسمت أصوات المشاركين بين "مرسي" و"شفيق" بشكل متقارب جدا ً! ... فقد أكدت هذه الإنتخابات لنا أن الإخوان لا يملكون أغلبية ساحقة بل أغلبية بسيطة جدا ً حيث لم يكن الفارق بين المرشحييْن سوى مليون صوت فقط تقريبا ً وهو في مثل هذه الحسابات وبالقياس حتى لعدد الناخبين (50 مليون) وبالقياس بمن شاركوا فعلا ً في الإنتخابات (25 مليون ناخب فقط تقريبا ً من بين 90 مليون نسمة هم عدد سكان مصر) يعد فارقا ً بسيطا ً وليس كاسحا ً!.. مما يعكس وجود إنقسام سياسي كبير في الشارع المصري حول الأحزاب والقوى والشخصيات والسياسية!.. ولكن تظل هذه هي الإجراءات الديموقراطية المتبعة فمن يفوز بـ 50%+1 هو من يفوز بالحكم والرئاسة وقيادة الدولة فكيف بمن فاز بـ 51%+1 ؟.

- هذه هي الديموقراطية !

قد يكون هذا الأمر – أي فوز الأقلية بالقياس لعدد السكان أو عدد الناخبين - من عيوب الديموقراطية ولكن يظل هذا هو الحل السلمي والعقلاني الحاسم والوحيد في مثل هذه الأحوال التي يكون فيها الإنقسام في الشارع السياسي كبيرا ً وحادا ً! .. فحتى الإنتخابات الرئاسية الإمريكية يحدث فيها أحيانا ً هذا الفارق الضئيل في نسبة كل مرشح للرئاسة لذا من يفوز ب 50%+1 هو من يفوز بالحكم !... أما العزوف عن مشاركة المواطنين في السياسة ولو في حدها الأدني – أي بالتصويت في الإنتخابات - وإمتناعهم حتى عن التسجيل في سجل الناخبين فهو ظاهرة موجودة حتى في الدول الديموقراطية العريقة!!!.. فحتى الإنتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة كان العزوف عن المشاركة في الجولة الثانية كبيرا ! !!.. وكذلك الإنتخابات المحلية في "بريطانيا" لهذا العام 2012 – وهي أم الديموقراطيات الليبرالية – حيث كانت نسبة المشاركة لم تتعدى 36 % !!.

- الديموقراطية للمشاركين لا للغائبين !؟

مشكلة الديموقراطية هي أنها تقوم على مقولة ( الغايب كشيكه معلق !) وهو مثل شعبي ليبي معناه أن الغائب عن حضور الوليمة ستكون ملعقته معلقة على الحائط !!.... فالديموقراطية وإن كانت تعني نظريا ً حكم الشعب إلا أنها واقعيا ً وعمليا ً تعني حكم المشاركين وليس حكم الجماهير كما يدعي البعض!... وللمال بلا شك دور مهم في المعركة الإنتخابية فالأكثر مالا ً يكون هو الأوفر حظا ً إذا أحسن توظيف هذا المال في كسب المزيد من الأنصار والحضور الإعلامي وكسب مودة أكبر عدد من المواطنين بغرض كسب أصواتهم ولو من خلال تقديم المساعدات الخيرية لهم وسد المساحات التي تهملها الدولة أو تعجز عن حل مشكلاتها وحاجاتها المادية!!.. والمشاركون في الشأن السياسي حتى في حده الأدنى – أي الإنتخابات – يكون في الغالب عددهم بالقياس لعدد السكان دائما ً قليلا ً بل أحيانا يكون عدد المشاركين فعلا ً في الإنتخابات أقل من عدد الناخبين فعدد الناخبين في مصر مثلا ً 50 مليون ولكن الذين شاركوا في إنتخابات الإعادة هم 26 مليون فقط!.. وقبلهم لم تتجاوز المشاركة في الإنتخابات التشريعية 65% .. لذا في الديموقراطية الحكم يكون للمشاركين الأكثر حضورا ً وفاعلية وتخطيطا ً وتنظيما ً ومالا ً حتى لو كانوا بالقياس لعدد السكان أو الناخبين أقلية !.. فالممتنع عن التصويت لا صوت له وهو غير محسوب !.. فـ(الغايب – كما يقول المثل الشعبي الليبي - كشيكه معلق!) والحكم يكون لمن هو أكثر نشاطا ً وحضورا ً وتنظيما ً لذلك يفوز الإخوان المسلمون مثلا ً في عدة بلدان عربية لا لأنهم الأكثر شعبية بالقياس لعدد السكان أو حتى بالقياس للناخبين بل لأنهم الأكثر مشاركة وحيوية وحضورا ً في الشأن العام وخصوصا ً في الإنتخابات فضلا ً عن خبرتهم السياسية ومعرفتهم من أين تؤكل الكتف !!.. فهم من أقدم الجماعات السياسية العربية حيث يتجاوز عمرهم السياسي أكثر من ثمانين عام !!.. فجماعة الإخوان المسلمين أسسها "حسن البنا" – رحمه الله - سنة 1928 أي منذ ما يزيد عن ثمانين عاما ً أي أن عمر جماعة الإخوان المسلمين المصرية أقدم وأكبر من عمر الدولة الليبية التي تأسست عام 1951 من خلال إتحاد ثلاثة أقاليم متفرقة هي (إقليم طرابلس وإقليم برقة وإقليم فزان)!؟.

سليم الرقعي
كاتب ليبي مقيم في بريطانيا



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المصرية بين شفيق ومرسي!؟
- العنصرية في أوروبا من زاوية أخرى!؟
- هل العروبة عرق !؟
- هكذا هي الثورات الشعبية !؟
- الثورات بين المرحلة الرومانسية والمرحلة الواقعية!
- الفرق بين الإتحاد و الفيدرالية؟
- ظاهرة العزوف عن المشاركة في الإنتخابات في الغرب الديموقراطي! ...
- بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية!؟
- علي صالح يقول : (سأغادر السلطة ولكن...)!؟
- ماذا يحدث في بريطانيا !؟
- إطالة عمر الثورات في ليبيا واليمن وسوريا طبيعي أم مقصود!؟
- هل الديموقراطية والليبرالية شئ واحد!؟
- الشيوعيون في بريطانيا تنعشهم ثورات الشارع العربي !!؟
- الفيدرالية أم نظام الحكم المحلي!؟
- إذا قرر القذافي التنحي والفرار فكيف سيبرر ذلك!؟
- نحو نشر الثقافة المدنية والوطنية الجديدة!؟
- هل الدول الغربية تساعدنا لوجه الله ووجه الإنسانية !؟
- ثلاثية الحرية والعدالة والنظام !؟
- تأخر الحسم العسكري في ليبيا مؤامرة أم عجز!؟
- ماذا قدمت القاعدة للعرب!؟


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سليم نصر الرقعي - هل فاز الإخوان لأنهم يمثلون أغلبية المصريين!؟