|
سيناريوهان مصريان او –و رأسماليان ماليان
خديجة صفوت
الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 20:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التالي محض خاطر سريع يلاحق احداث مصر العزيزة حماها الله من اي منهما. ذلك ان الاحداث فى تلاحقها و في تحورها ما بين انتخابات رئاسية و مذكرات دستورية و تعديلا نمنح المجلس العكسري ما يشارف امتيازات و صلاحيات جنرالات الجيش التركى على يدى كمال اتاتورك-الخزري-ان تلك الاحداث حرية بان تبعث على اضطراب فكري و تنظيمي من شأمه ان يطوح بالمتأمل الى طرفي النقيض. و المحير اللا نقيض بين الطرفين حقا فالرابح في الحالين ليس الشعب المصري الذي يجد نفسه بين خيارين لا ربح في اي منهما الا بقدر ما يدفع التمنى رغية عن اسوأ الاحتمالات. واسوأ الاحمالات هي انلاع السخط الشعبى مجددا و لكن بصورة اشد استيأسا هذه المرة و العياذ بالله.
و فيما يلي سيناريوهان محتملان الا اذ شأءت قدرة الله و ارادة الشعب المصرى باذنه تعالي النصر لمصر.
1) السيناريو الاول
- مثابرة العسكر على الاحتفاظ بالسلطة عبر الجنرال السابق احمد شفيق:
-اعادة انتاج كثير من ملامح العهد الذي لم يبد بعد وما كان له ان يفعل حقا. ذلك ان حسنى مبارك لم يتنحى و انما تخلي بمعنى انه ترك المكان شاغرا لغيره وقد يحتله من بعد اليوم احمد شفيق
-ان رأى العسكر ان المصريين قد يكون 18 شهرا من الثورة قد دفعت المصريين الى حالة من اعتياد للحق فى التنظيم و التعبير اى افسدتهم Spoilt them بمعنى دللتهم بان اوهمتهم بانهم يملكون قوة تضاهى او تفوق قوة العسكر وقوات الامن بانواعها فان الجنرالات سيتعينون على فرض ما من شأنه "تأديب" المصريين واعادعهم الى حجمهم السابق و ربما اسوأ. ذلك ان موجات الربيع العربي-بغض النظر عن منشأءها او-و اصولها و جذورها- تلك التى شاعت فى المجتمعات المفقرة و تلك التى لحقت المجتمعات الغينة –وجيزا - ان ذلك الربيع العربي يواجه اليوم بقوانين اكثر من استثنائية فى العالم اجمع بدءا بالولاايات المتحدة و كلبها اللولو بريطانيا. فقد نصت بليل في الاخيرتين قوانين متساررة تبيح ما يسمى المحاكمات السرية. يعتقل المتهم بليل مثلما على عهد صافير الليل المصرية-و يحاكم و يعتقل و يسجن فى مكان مجهول لاهله و اصدقائه وغير ذلك من القوانين المقيدة للحريات و القاضية علي الحريات اصلا التى كانت الشعوب قد حققتها بنضال طويل و تضحيات غير قابلة للانكار.
-يما ان العسكر يعرفون اليوم كافة الثوار من الشباب المصري و عيره فى كل مكان فان اصطيادهم واحدا واحد بليل واعتقالهم فى سجون مصر الشهيرة بابليسيتها و عنفها و ربما بقتلهم فالتخلص منهم مرة واحدو الى الابد. و ليس غريبا ان تباد تلك الفئة من الناس فى كل مكان. فقد انتشرت العطالة بينهم و هم الفئة المثقلة بالديون الفردية التى لن يملكوا الايفاء بها حتى يبلغ الواحد(ة) مهم سن الستين بل السبعين كما فى الولايات المتحدة.
و كانت ثورات 1968 فى اوربا قد نبهت الرأسمالية الماليةعلى قدرات تلك الجماعات التى لم تكن تملك حقا ما تفقده سوى قيوها عكس الطبقة العاملة في المجتمعات الغينة التى تمت رشوتها وجيزا خصما على العمال فى المجتمعات المفقرة و على غيرهم من الطبقات المفقرة. و يلاحظ الناس فى كل مكان كيف ان الرأسمالية المالية لم تنفك ان:
-خلخلت فئة الطلاب بان طاردت اشدهم تصلبا و-او اغوت غيرهم بمناصب و امتيازات لم تنفك ان فتت فى عضض تلك الجماعات كما في فرنسا. فلم تنفك تلك الجماعات ان انضمن الى صفوف المدافعين عن و المنتفعين بالرأسمالية المالية و من اشهر نماذجهم ينكولاس ساركوزي الرئيس السباق لفرنسا.
-مفصلت الرأسمالية المالية وسيلة ابليسية للقضاء تباعا على ارادة معظم الطلاب فى الخروج على الرأسمالية المالية و نحتا في صلابتهم على مقاومة و النضال ضد الرأسمالية المالية و ذلك بغواية لا اخلاقية الديون القردية مثلما قضت على قوى الدولة القومية بالديون السيادية تماما. فقد بات الفرد مكبلا بديون لم يعد له معها اى هامش لحرية الاحتيار سوى الانصياع لمحاصصة شراكات العقار و شركات اليبع بالدفع المؤجل.
2) السيناريو الثاني:
- اذ ما قيض للمرشح الاسلامي السياسي الدكتور محمد مرسي الوصول الى السلطة فتكون تلك السلطة قد تقلصت لحساب العسكر مما قد يدعو الى توكيد جماعة الاخوان لوجودها فى مجتمع حلمت به وصولا الى عهد خلافة غير معرف بعد.
-و لعل ذلك يدفع الاخوان-و السلفيون اكبر حلفائهم- الى التعين على خلق مجتمع اسلاموي يعود بمصر الى العصر الحجري فكريا و ثقافيا و اسلاميا.
-ان وصول الاسلام السياسي بهذا الوصف قد يضيق على من عداهم مما يخلق شرط هجرات واسعة بين الطبقات الوسيطة التى كانت تميل دائما الى ما يسمى العلمانية غير المعرفة تلك.
-قد يخلق وصول الاسلام السياسي شرط تحقق ما يسمى الشرق الاوسط الكبير عبورا بما حدث وما يحدث فى السودان. فقد كان للاسلام السياسي السوداني اليد الطولي في محاولة تكريس ما يسمى دولة اسلامية فى الشمال مما عبر عن نفسه فى انفصال غير المسلمين فى دولة مسيحية احيائية مع اقليات مسلمة. وقياسا يعنى ذلك فيما يعنى ربما تقسيم مصر الى شمال مسلم و وسط مسيحي-قبطى-و جنوب نوبي يجمع معه شمال السودان النوبي وذلك جريا على الخرط التى يعملون على توزيعها و نشرها على كل موقع نفتحه على الشبكة و كل رسالة اليكترونية تصلنا- فيما يشارف النبؤة التى تحقق نفسها Self fulfilling prophesy ارهابا لنا كل صباح.
والسؤال هو:
-أي من السيناريوهين حري بان يؤلف انتصار للراسمالية المالية؟
-ما هو موقع العسكر من هذين الخيارين؟ اعتعد و انا من الذين يرجحون وطنية المصريين من العسكر –و لا افرق فى هذا بين المجلس الاعلى و قوات الجيش المصري بوصف ان الاول لا يملكون تحدي قوات الجيش فاستفزازها للجوء على انقلاب و ليس ذلك بغريب على مصر التى انقلب فيها صباط صغار على جنرالاتهم فى 1952. و ليست مصر فى ذلك فريدة. فقد انقلب ضباط صغار فى ليبيا و في السودان كذلك على قادتهم.
-هل يعمل المجلس العسكري بايجاء من الرأسمالية المالية التي يدين لها بقوته داخل مصر كدولة قوية داخل دولة باتت ضعيفة- تكاد تشارف ما يسمى الدولة الهالكة Failing State بخاصة بعد تقليم اجنحة رئيس الجمهورية بالبيان الدستوري المكمل و بالمادة 65؟ و في كل ذلك ستواجه مصر و الرئيس المقبل تحديات غير مسبوقة ليس اقلها الاقتصاد المصري و العطالة و الامراض المتفشية فى الريف وقضية المعتقلين و الشهداء ناهيك عن السياسة الخارجية والموقف من امن المنطقة فى ضوء اتفاقية السلام الخ الخ الخ.
-ام هل يناسب الرأسمالية المالية سقوط مصر فى حالة من الفوضى التنظيمية و الفكرية و الثقافية تؤدي الى تفسيمها جراء المشروع الاسلامي-السلفي خاصة- لحساب دول النفط و الغاز تحقيقا لمصلحة اسرائيل التى سيغدو مبررا ان تجأر بانها دولة يهودية قياسا على دول مسلمة حواليها؟ ومافيش حد اسوأ من حد.
و ام سيعاد اجراء الانتخابات مرة اخرى؟ الله اعلم و قد اراجع ذلك بعد دقائق و ربما بعد شهر.
#خديجة_صفوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد
-
افتضاح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباعا
-
المبشرون الجدد :المنظمات غير الحكومية واعادة تشكيل المجتمع [
...
-
100 عام على يوم المرأة العالمي؟
-
النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع
...
-
الاطفال الشهداء بضغينة شمسون على دليلة وعشيرتها [1]: في ذكرى
...
-
اوباما المسيح الكذاب؟
-
داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
-
نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل
...
-
هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم
...
-
معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
-
هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟
-
رأسمالية الكازينو: عقلنة خصخصة الربح وتأميم الخسارة - القسم
...
-
هل يتعالق انفجار الفقاعة المالية و القنبلة الديمغرافية
-
تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و الم
...
-
كيف احتمى المحافظون الجدد بدافور من هوان هزيمة العراق![
-
رحيل عبد الرحمن النعيمي
-
من التقليدية الى العولمة المتخاتلة
-
كيف تفتضح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباع
...
-
ابيي وعنصرية العرب والمحارق القادمة
المزيد.....
-
حفل توزيع جوائز غرامي.. ما المنتظر منه؟ ولماذا لم يتم إلغاؤه
...
-
الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة ر
...
-
مزاد تاريخي في ألمانيا.. مرسيدس تبيع سيارة سباق نادرة بأكثر
...
-
ملك بريطانيا على الشاشة.. وثائقي جديد يكشف دور تشارلز الثالث
...
-
إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة ف
...
-
وزير الخارجية المصري: لدينا رؤية واضحة لإعمار غزة دون تهجير
...
-
قلق دولي وتحذيرات أوروبية من -ثمن باهض- لرسوم ترامب التجارية
...
-
أنقرة: نأمل أن تحل مسألة القوات الكردية في سوريا دون إراقة ل
...
-
ناشطون يتداولون وثيقة صادرة عن القضاء السوري بإلقاء الحجز ال
...
-
الحوثي يعزي -حماس- والشعب الفلسطيني في محمد الضيف
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|