جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 17:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يتطلب وجود حمام ماء لاجل الاستحمام و عليه المحيط الذي يقل فيه وجود H2O لايمكن ان يكون موطن حمامات الماء و الذي يتمعن في كلمة (حمّ) العربية لا يحتاج ان يبحث كثيرا ليتوصل الى اصلها الاجنبي.
كلمة (حمّام) - لاحظ طريقة صياغتها على وزن فعّال - هي استعارة عن طريق كلمة ارامية قديمة لم تبقى لها وجود من الاغريقية الرومية therme اي الحرارة كما في الانجليزية thermal و المعروف عن الروم بشهرتهم في صنع انانيب المياه و كلمة )حمام( معروفة في اوربا تحت اسم (حمام تركي) مما يعزز اصل الكلمة اليونانية نظرا لاقتباس التركية كلمات يونانية كثيرة اهمها (افندي) من اليونانية القديمةuthentēs اي الفاعل او السيد لربما تم استعارتها قبل الامبراطورية العثمانية عن طريق الفارسية.
كانت كلمة الحمام تشير سابقا الى الشخص اي الفاعل كما في كلمات مثل (الحمّال) و (النجار) و هي تشير الى الاشخاص بدلا من المكان لان اكثر الكلمات العربية التي تشير الى مكان تبدا بمقطع (مَـ ) مثل (مطبخ) و (منزل) و (مسكن) و (مدرسة) و (مخزن) و (مصنع) الخ و هذا يعني تطورت كلمة (حمام) من الفاعل الى المكان بسبب وجود كلمة (بلان).
لا يغيب علينا كلمة (بلان) من اسم المطرب (الحديدي او الذكوري) السوري القديم فهد بلان. كان بلان اسم الحمام او الشخص المستحم و هو صياغة ارامية و هذا هو سبب وروده في سوريا و في نفس الوقت فان كلمة (الحمّى) هي من نفس اصل كلمة (حمام) التي لربما استعيرت عن طريق السريانية.
و اليوم او في المستقبل القريب لربما تواجه منطقة الشرق الاوسط ازمة مياه تنقلنا من حمامات الماء الى حمامات الدم اذا لم تتوصل الدول المعنية الى حلول مرضية لان الماء اهم من النفط.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟