أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إنه تعديل طفيف لإتفاقية سليمان - العريان















المزيد.....


إنه تعديل طفيف لإتفاقية سليمان - العريان


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 09:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مرسي هو الفائز ، و لا حاجة لإنتظار النتيجة الرسمية ؛ رأي توصلت إليه مساء أول أمس الجمعة الثاني و العشرين من يونيو 2012 ، بعد أن أعلن مرسي إنه يوافق على أن يكون منصب رئاسة الوزراء من نصيب شخصية غير إخوانية ؛ و قد زاد يقيني بالأمس من صحة ذلك الرأي فور الإعلان عن مشاورات البرادعي مع بعض القوى السياسية لتشكيل الحكومة القادمة .
ما حدث منذ الإعلان عن حل البرلمان و إلى مساء أول أمس الجمعة ، ليس إلا عملية تعديل طفيف على الإتفاقية التي أبرمها عمر سليمان مع العريان في فبراير 2011 ، أثناء الثورة ، و التي تقوم على أساس مبدأ تقاسم السلطة بين الإخوان و السليمانية بنسبة تكون لصالح السليمانية .
الإتفاقية في نصها الأول كانت تنص على برلمان إخواني ، و بالتالي حكومة إخوانية .
كذلك كانت تنص على أن تكون كتابة الدستور مشتركة بين الإخوان و أعوان مبارك ، و هذا عين ما حدث في الإعلان الدستوري الذي أجيز في مارس من العام الماضي ، 2011 .
أما منصب رئيس الجمهورية فيحتفظ به أعوان مبارك ، و كان المرشح الأول له هو عمرو موسى ، الذي تم إرساله لميدان التحرير أثناء الثورة ، ثم أستبدل بطنطاوي الذي سبق له أيضاً زيارة ميدان التحرير أثناء الثورة ، و نتذكر جميعا محاولته - أي طنطاوي - تسويق نفسه ، عندما إرتدى حلة مدنية أثناء قيامه بجولة قصيرة في بعض شوارع وسط القاهرة الصيف الماضي .
بعد الفوز الإخواني الكبير في الإنتخابات البرلمانية بنوعيها ، يبدو أن الجماهير العريضة من أعضاء جماعة الإخوان و مناصريها و التي لا تعلم بتفاصيل الإتفاقية ، أو ربما لا تعلم على الإطلاق بأن هناك إتفاق تم بين قيادتها و المخابرات السليمانية على حساب الثورة ، مارست ضغوط على قيادتها لتنفرد بكاتبة الدستور ، و لكي تأخذ أيضا منصب الرئاسة .
القيادة الإخوانية إما إنها رضخت لتلك الضغوط ، أو دفعها الغرور لنسيان الإتفاقية التي أبرمتها مع عمر سليمان ، أو إنها رأت إنه من الضروري نفي وجود إتفاق مع أعوان مبارك لتقاسم السلطة ، فقررت أن تنفرد بكتابة الدستور ، و أن تكسب منصب رئاسة الجمهورية أيضا .
المخابرات السليمانية ، أو مؤسسة الرئاسة الحالية ، بالطبع قررت أن تقف وقفة صارمة - إن كان الأمر يحتاج إلى صرامة أو حتى وقفة - لترغم القيادة الإخوانية - إن كان الأمر يحتاج لإرغام - على أن تعود لإتفاقية تقاسم السلطة .
العودة للنص الحرفي الأصلي للإتفاقية ، و بعد أن خاض مرسي إنتخابات الرئاسة ، و وصل للجولة الثانية ، و إتضاح تقدمه على شفيق ، أصبح في حكم المستحيل ، لأن إلغاء الإنتخابات الرئاسية التي تمت بالفعل سيكون فضيحة محلية و عالمية لها دويها الكبير ، لكن يمكن تغيير توزيع المناصب ، و كذلك فاعلية المناصب .
ليكن مرسي رئيساً ، لكن بلا صلاحيات كبيرة ، و ليكن رئيس الوزراء من جانب السليمانية و في يده معظم السلطة .
لكي يتم ذلك يجب إلغاء نتيجة الإنتخابات البرلمانية جراء حكم قضائي ، و هو أمر لن تكون له عواقب وخيمة ؛ مع إضافة إعلان دستوري مكمل يقوض سلطة رئيس الجمهورية ، باسم المجلس العسكري الذي تعمل المخابرات السليمانية على تشويه صورته لأسباب تدخرها لوقت الضرورة و سبق أن ذكرتها في مقال : أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري ؛ و كتبته و نشرته في السادس من فبراير من هذا العام ، 2012 .
الشخص الذي وقع عليه الإختيار ليكون ممثل المخابرات السليمانية هو البرادعي ، و هو إختيار قديم أيضا ، ففي أثناء الثورة حاولت المخابرات السليمانية بردعة الثورة ، و تصوير بردعيها على إنه سعد زغلول القرن الحادي و العشرين ، فأحضرته على عجل من فيينا ليقوم ببردعة الثورة ، و لكن وقتها كان ميدان التحرير ممتلئ بالثوريين الحقيقيين ، و لم يكن هناك صوت للخونة الكفايتيين ، و لا لعملاء مباحث أمن الدولة الإبريليين ، و لم نكن نسمع باسم إتحاد شباب الثورة ، أو بالأصح : إتحاد شباب خيانة الثورة ، و الذي روج في أوائل أكتوبر الماضي لفكرة العفو عن قتلة شهداء الثورة مقابل دفع ديات لأهالي الشهداء .
لم يكن هناك صوت في ميدان التحرير للكتاب الأسواني ، و مثيله الدستوري ، و لا لذلك الشاب الذي تريد السلطة و معها الغرب تصويره على أنه قائد الثورة ، و الذي يأتي كل فترة من الخارج ليدعم مخططات السليمانية ببياناته ، كما دعمها عندما نشر رسالة تويترية فور سقوط مبارك أعلن فيها أن المهمة إكتملت .
لم تفلح السليمانية في بردعة الثورة في يناير و فبراير 2011 ، عندما كان الثوار الحقيقيين هم من يحتلون ميدان التحرير ، و عندما كان ميدان التحرير صوت لتحرير الشعب من أغلال الإستبداد و الفساد ؛ و لكنها - أي السليمانية - لم تيأس ، فقررت إخلاء الميدان من الأبطال بإنهاك الثورة من خلال عملائها الشباب ، و أرجو القارئ أن يتذكر مقال : جُمع قتل الثورة ؛ و كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من مارس من العام الماضي ، 2011 ؛ و بعد أن نجحت في إنهاك الثورة و إستفاذ زخمها حاولت من خلال عملائها الإبريليين بردعة منصب رئـاسة الجمهورية ، لتحقق جزء من الإتفاقية التي عقدها سليمان مع العريان ، و كانت مطالبة الإبريليين بمجلس رئاسي من ضمن أعضائه البرادعي ، و ذلك في خلال المذابح التي خططتها السليمانية مع الإبريليين في كل من نوفمبر و ديسمبر ، من العام الماضي ، و أرجو في هذا الشأن مراجعة مقال : لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات ؛ و كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من نوفمبر من العام الماضي ، 2011 .
أن ما حدث منذ الإعلان عن عدم دستورية الإنتخابات البرلمانية و إلى هذه اللحظة ، بل و إلى أن يتم تنصيب مرسي رئيس للجمهورية بلا صلاحيات تقريبا ، و تنصيب البرادعي رئيس للوزارء ، ليس إلا عملية تعديل لإتفاقية تقاسم السلطة بين السليمانية و الإخوان ، و أرى أن القيادة الإخوانية شريكة في اللعبة الحالية من خلال ردها الفاتر ، أو البارد ، على قرار حل البرلمان ، فقد كان بإمكان الإخوان عقد جلسة برلمانية طارئة صباح الرابع عشر من يونيو 2012 ، و تظل جارية لحين الإعلان عن حكم الدستورية ، ليكون بإمكان الأعضاء الإخوانيين الإعتصام بالمجلس .
كما أن إعلان جماعة الإخوان تثمينها لتأييد الإبريليين المتأخر جداً لمرسي في إنتخابات الرئاسة ، مع علمها بحقيقة الإبريليين ، و كذلك موافقتها على تشكيل البرادعي الحكومة القادمة ، مع علمها أيضا بمن هو البرادعي ، يدلان على أن القيادة الإخوانية قررت العودة لإتفاقية سليمان - العريان ، مع الموافقة على تعديل مسميات المناصب التي تخص كل طرف ، و كذلك تعديل سلطات كل منصب ليكون كل شيء كما كان من حيث الواقع يوم إتفق سليمان مع العريان سرا على حساب الشعب .
الشيء الإيجابي الوحيد هو أن الشعب لم يبتلع قصة نزاع السليمانية مع الإخوان ، فلم يذهب لميدان التحرير أول أمس الجمعة سوى أقل من مائة ألف شخص في يوم كان يريد القائمون على تنظيمه أن يبلغ المشاركون فيه مليون مواطن على الأقل .
نعم إنتصرت السليمانية مع الإخوان على الثورة الحقيقية ، و إتفاقية سليمان - العريان لازالت سارية المفعول مع تعديل طفيف بها ، و لكنهما لم ينجحا في إستغفال الشعب و تسويق إنتصاراتهما على الشعب على إنها إنتصارات للشعب .
ملحوظة : إنتهيت من كتابة هذا المقال في الساعة الواحدة و سبع و عشرين دقيقة من صباح يوم الأحد الموافق : الرابع و العشرين من يونيو 2012 ، و ذلك بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم على توقيت جرينتش بثلاث ساعات .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

24-06-2012



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفيق إستفزاز سليماني للشعب
- لقد كان مجلس ذليل لا يليق بالثورة
- نرفض المحاكم الثورية كما نرفض المحاكم العسكرية ، و لا بديل ع ...
- إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات
- لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية
- الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم ...
- الدساتير لا تؤسس الديمقراطيات الحقيقية ؛ البيئات السياسية ال ...
- أتمنى أن يصبح هناك قسم للرسائل القصيرة داخل الموقع
- في ألمانيا أعدمتم حوالي خمسمائة نازي ، إذا لا تطلبوا منا أن ...
- توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
- القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية
- قصر عابدين يجب أن يصبح المقر الرسمي و الفعلي لرئيس الجمهورية
- نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية ، هذا قرارنا ل ...
- سليمان هزم هيلاري بالنقاط و صفع البرلمان و أكد على الإنقلاب
- في هذه الحالة نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية
- الأهم هو : كيف إستخدمت تلك الجمعيات الأموال الأمريكية ؟
- سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود
- المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام
- كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه
- أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إنه تعديل طفيف لإتفاقية سليمان - العريان