أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الفخري - وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!















المزيد.....

وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 15:24
المحور: كتابات ساخرة
    


وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!
خاض العراق وبسبب نهج النظام الفردي الدكتاتوري , وخلال عقد من السنوات حروبا كارثية , راح ضحيتها الشباب والرجال وبقيت النساء بأعداد كبيرة جدا أرامل بلا معيل وعمل . حيث دمرت البنى الاقتصادية وتفكك النسيج الاجتماعي , وتغيرت التركيبة الديمغرافية لهذا الشعب العريق , فصارت الكثرة فيه للنساء على عكس ما كانت عليه الحال قبل سلسلة الحروب التي افتعلها النظام مع دول الجوار . فامتد الفقر ليشمل برحمته حتى الفئات المتوسطة التي كانت تنعم بشيء من الرفاهية قبل حروب النظام العبثية .
بعد التغيير وسقوط النظام , لم تعمل حكومات المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية , سراق المال العام , على تحسين واقع المرأة , ورفع الحيف الذي لحقها , والتخفيف من اعباء المعيش اليومي التي ورثتها بعد غياب معيلها الزوج. لم نلمس على صعيد الواقع , رغم التصريحات النارية والوعود الخلابة قدرا ولو ضئيلا جدا مما وعدت به سلطة رجال الدين في ادبياتها وصحفها واعلامها ايام كانت في المعارضة , بأنها وضعت المرأة نصب عينيها وسوف تعمل على وضع القوانين التي تنصفها وتساوي الرجل بها في مضمار الحياة .ولم يكن في الافق ما ينم عن مطر قادم , فما زالت المرأة ضحية القوانين الاجتماعية والارث المقيت وتخلف المجتمع مكدودة حد اللعنة , ليس لديها الوقت لالتقاط الانفاس .والتنبه لوضعها ومعالجة أنوثتها وحالتها الرثة .
فماذا جاءت به حكومة ((وعاظ السلاطين )) الاولى والثانية , وهي تحالف من نوع غريب في التاريخ السياسي , ضم الاحزاب الدينية ملتحية او حليقة او مؤطرة . سوداء العمامة او بيضاؤها . وماذا جاء به للأخذ بيدها البرلمان العار بدورتيه ؟
لم يحاول اي قزم في السلطة او جبّار , سيد أو صعلوك , معمم وبمداس , أو حاسر حليق , مطلق اللحية او بحدود الموظة بخلاف ثرثرته ايام المعارضة , وتدبيج المقالات , وملء اعمدة الصحف باراء ابسط ما يقال عنها انها (يوتوبيا الحياة ). ولكن اي احد من هؤلاء النعاج . لم يرفع صوته ولو نفاقا احتجاجا على واقع المرأة المزري والخجل معا في بلد ينام شعبه الجائع العاري على النفط وفيه يختنق جوعا ويموت فقرا .
لقد توسّد الحكام والبرلمانيون ورجال الدين والاحزاب جميعا ضمائرهم التي ماتت على موائد الخمرة والسحت عندما كانوا في المعارضة وناموا على جيفة نفسياتهم ونفوسهم .نكصوا عما عاهدوا الشعب عليه .وخذلوا المرأة والطريق لما تزل في بدايتها , عندما قيدوا استحقاقها ب 25% دستوريا واسقط في يدها كل اسباب المساواة بينها وبين الرجل في الحقوق وفي الواجبات . ولم يرفع عن كاهلها قيد , بل اضيفت اليها قيود واعباء جديدة وهي التهجير القسري تحت حجج ويافطات لم تدخل مسامعنا من قبل .
المرأة التي تشكل اكثر من نصف المجتمع العراقي , ما زالت مسلوبة الارادة اسيرة التقاليد ,تباع وتشرى , وتصادر حياتها في اية لحظة فما زال قتل المرأة على الشبهة , بعيدا عن القانون عرفا سائدا . لم تعمل حكومة حزب الدعوة الاولى والثانية على انصاف المرأة , ولا الاحزاب الدينية التي من اولويات مهامها ورسالتها ان تردّ للمراة حقها الذي سلبته منها تحت غطاء الدين وبأسمه , وصادرته منذ عقود , منذ الاطاحة بحكومة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان قانون الاحول المدنية الذي اصدره ,وساوى المرأة فيه بالرجل في الارث والمحاكم والحقوق من اولى انجازات ثورة الرابع عشر من تموز , وناصبه وكفرّه رجال الدين والمرجعية في النجف الاشرف العداء وساهمت المرجعية في مؤامرة اعدامه يوم الرابع عشر من شهر رمضان وهو صائم وقد رفض ان تعصب عينيه , ولم يطلب قبل ان يرش جسده الطاهر برصاص الغدر والتآمر سوى قدح من الماء .
لا ينفع الحديث عن واقع المراة المتردي وما آلت اليه اوضاعها التي يعجز الوصف عنها الى اصنام ودمى وموتى . فقد كان المتنبي اسبق الى ذلك حين قال : (( ما لجرحٍ بميت ايلامُ )).
الا ان الحديث عن الدستور , وآلية صياغته , والذين اشرفوا على وضع مواده , وصاغوا فقراته , يبدو ضروريا , وللوهلة الاولى يمكن الخروج برؤية , بأنهم جميعا متخلفون في الرؤى ونظرة استشراف المستقبل التي يجب ان يكون عليها رجال يرسمون قدر العراق ومستقبله .
ان القوانين والدساتير الانسانية تؤطر لانسيابية الحياة , وتمنح الشعوب الرخاء وتدفع عنها ما يهدد مستقبل اطفالها , الا رجالنا في العراق , فلم يصنعوا دستورا يعيد للعراق وجهه الحضاري ولشعبه مجده الغابر , فهم مشدودون الى قعر ماضيهم الاسود . ذوو نظرة احادية الجانب . عمي لا يرون من الحياة الا جانبها المعتم . عبيد لنزعة الذكورية التي يخشون فقدانها فيما لو اتيح للمرأة هامش من الحرية كي تنعم به بعد عهود من القمع والقتل والاضطهاد أنا والله في شك من ذكوريتهم , فهم خصيّ .
الحديث عن متاعب العراقيين وعن معاناتهم وهمومهم شجون , يظلّ خلف الابواب الموصدة بوجوههم والجدران , ولم يبق امامهم من خيّار الا ربيع عربي ّ يتفجر في سوح العراق واريافه وقصباته , يعمّدها الدم وجثث الضحايا كما يحدث في سوريا اليوم , واما انتظار دورة انتخابية ثالثة يكون التصويت فيها للعراق الوطن وليس للعمامة واللحى . فلم يجنِ العراقي وهو السبب في كل الذي حصل ويحصل من العملية الديمقراطية غير مزيد من الانقسام ومزيد من الضحايا واستمرار شلال الدم واتساع دائرة الفقر والتخلف والجوع والمرض .
البرلمان والوزارة هي الاخرى , احتكار للرجل , كأي احتكارٍ آخر , لان مجتمع الذكورية يبيح هضم الحقوق , واهدار حق المرأة , ودمها كذلك متى اراد !فالنظام الانتخابي ابتلع 25%من حق المرأة في المشاركة في البرلمان , وسمح لها بنصف الخمسين بالمائة المتبقي ..انها ديمقراطية للكشر. وحتى الذين تسلحوا بحقوق المرأة , وخاضوا بها معركة الانتخابات , ولبسوا ثوب العلمانية , لم ترشح قائمة احدهم امرأة لشغل منصب وزيرة أو مسؤولة ذات موقع رفيع , فأية معارضة في المنفى كانت تلك ؟ وماذا تنتظر المرأة من زنادقة ومن لصوص ؟
والعراق خارج للتوّ من الطوق الاستعماري نحو فضاءات الله الرحبة , بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة , وفي سابقةٍ لم يجرأ حاكم عربي في المنطقة على الاتيان بها , فكانت نقطة تحوّل وتحدٍ كبرى اغاظت المراجع الدينية والرجعية والمتزمتين حين استوزر الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم في اول حكومة اتحاد وطني شكلها بعد الثورة مباشرة الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرة للبلديات وكانت تنتمي الى قوى اليسار . فماذا جاء به المالكي بعد ست سنوات من حكمه المقيت للمراة المعذبة , رجلً بثياب امراة , وزيرا للمرأة ! ولو لم يكن الامر مضحكاَ ومدعاة للسخرية والتندر لجاء برجل فعلا كوزير للمرأة ! ولكن ذلك يبدو نافراً, ان لم يكن معيبا , ومدعاة للتندر والنقد .
نحن اليوم امام وزيرة للمرأة !!!فماذا قدمت هذه المرأة الرجل لنساء العراق وهن يكتوين بنار الفقر والجوع والتخلف والحرمان من ابسط الحقوق الا وهي حق العمل والتعلم والضمان الاجتماعي والتنظيم في منظمات مهنية واجتماعية تحمي حق المرأة وتدفع الحيف عنها !!!
ان ما يبعث على الضحك , هو ان تقف الوزيرة الرجل ضد حقوق بنات جنسها وتطلعاتهن , فتمنع النساء حق التنظيم في جمعيات ومنظمات مهنية وانسانية , كما راحت ابعد من ذلك حين تركت لموظفات وزارتها ودوائرها العديدة الخيار بين امرين لا ثالث لهما , اما ارتداء الحجاب , او ترك العمل الوظيفي لمن ترفض ذلك . انها دعوة للعبودية وكبوة للوراء في قاع الجهل والتخلف وهدر الكرامة تدعو اليها وزيرة حقوق المرأة !وقد يكون الامر مقبولا , لو كان الوزير رجلا يدير الوزارة وكالة !.
لا ادري , فالسيد المالكي وحده يعرف الاجابة على تساؤلي ! من أي كدسٍ من اكداس النفايات التي تملأ ساحات العراق وشوارعه حتى صارت عاراً علينا يتندر بها الاصدقاء والاعداء جاء بهذه المسخ وزيرة للمرأة . المرأة هذا المخلوق الذي فضْله الله تعالى على الرجل في محكم كتابه الكريم . غريب هذا الامر ! ان تدعو امرأة , ووزيرة الى عبوديتها وليتها عبوديتها هي بالذات !لكنها تريد ذلك لنساء العراق اللواتي كعب مداسهن وارجلهن الحافيات اشرفُ من خدّها الوسخ .
الناصرية - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
- كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
- تراجيدية جسر الناصرية الخشبي
- المقاومة ...! لا الحداد
- لكي لا نحرث في البحر .!
- لم يعد التاريخ مطيّة نركبها !!!
- أيها الجهلةُ والاميون ! أعيدوا للعراق وجهه الحضاري
- الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير
- العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم
- ولاية الفقيه , الوجهُ الاخرُ للاوتوقراطية !
- الحصاد المرّ
- العراق . طواحين الأزمات ما زالت تدور !
- الرهان الخاسر، مَن يلوم مَن !!!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الفخري - وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!