أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمشيد ابراهيم - قائمة التمرد و الهرب














المزيد.....

قائمة التمرد و الهرب


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 13:27
المحور: كتابات ساخرة
    


التمرد صفة لازمتني و تلازمني باستمرار. نعم انا المتمرد بالطبيعة لا استطيع الخضوع لأية سلطة كانت. بدأت بالتمرد على والدي و الانحياز الى والدتي و حتى الاضراب العام عن الطعام اذا قدم لي على طبق لا يعجبني او تم تحضيره بايادي الرجال او نساء لا تعجبني شكلها و ملابسها او نظافتها و في المدارس التي دخلتها كنت احاول التمرد على سلطة المعلمين بقدر الامكان و لكني كنت خائفا من الطرد فتحولت الى ولد مطيع للاوامر دون ان اقلع عن صفة التمرد و بسبب يأسي الشديد قمت باعداد قائمة و وضع اسماء الذين لم استطع التمرد عليهم عليها عسى ان استطيع ان انتقم منهم يوما و بدأت القائمة تطول دون ان اتمكن من اتخاذ اي اجراء فاجلت العمل الى حين آخر بعد ترك البيت و المدرسة.

و قد علمتني القائمة الهرب ايضا كوسيلة اخرى بجانب التمرد و كنت اود الركض باقصى طاقتي من الحكومة و المتسلطين على رقابي و من رب العمل و زملاء العمل و كل انسان لا استطيع تحمله دون ان انسى وضع اسمائهم على القائمة و لازلت احب الركض خاصة مشاهدة الركض او العدو لمسافات طويلة جدا (الماراثون) على التلفزيون و اتخيل نفسي عداء من الدرجة الاولى يدخل الى الساحة قبل الاخرين بفترة طويلة و كيف تصفق الناس لي و انا اقوم بدورتين شرف في الساحة امام انظار الجمهور المتحمس لان الركض ايضا نوع من الهرب و تذكرت قصة عزلة و انفراد عداء المسافات الطويلة
The Loneliness of the Long Distance Runner للكاتب الامريكي Alan Sillitoe

لكن المشكلة مع القائمة تطورت ايضا عندما تحولت الى قائمة طويلة جدا دون اراقة الدماء و مسح و لو اسم شخص واحد منها و اصبحت مثل Hamlet يتردد في الاقدام على جريمة فاضطريت الى تعديلها و تنظيمها على درجات مختلفة نازلا من السري و الشخصي للغاية و منتهيا بيرجى اتخاذ الاجراء اللازم بقدر الامكان في وقته و بذلك تطورت حساسيتي و ذاكرتي بمرور الزمن لاني لم انسى و لا اسم واحد لحد الان.

ساعدني التمرد ايضاعلى اتخاذ بعض القرارات المهمة فمثلا قررت ان اصبح معلما او استاذا يحاول ان يسقط جميع انواع السلطة بين الطالب و المعلم ولكن سرعان ما توسع التمرد ليشمل مؤجر البيت ايضا و بدأت بكره الاستئجار بكل انواعه سواء كنت مستأجرا لبيت او موظفا في دائرة يؤجر خدماته لان الاستئجار يعني وضعي في موقع الضعيف لارضاء الاخرين فقررت شراء بيت و ايجاد عمل يخصلني من تسلط الاخرين و اكون رب عملي بنفسي رغم مشاكل العمل الحر.

و لكن الحرية المطلقة باقصى درجاتها تحولت تدريجيا الى اهم قيمة في حياتي وبدأت مع الاسف بزعزعة حياتي الزوجية لاني اصبحت عطشانا لها جدا بضمنها التحرر من قيود شريكة الحياة و لذلك قدمت طلب الطلاق الى المحكمة و قررت ان لا اتزوج مرة اخرى دون وضع حريتي في المرتب الاول و لكني تراجعت عن هذا المطلب بعد الالتقاء بزوجتي الحالية و اخيرا تذكرت ان الكردي بطبيعته يتمرد.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لا لاء
- لصوص من الدرجة الاولى 2
- لصوص من الدرجة الاولى
- ماهي العلاقة بين البريد العربي و الحصان الاغريقي؟
- شدعي عليكم احباب
- الوحدانية و الشرك قبل الاسلام و بعده
- شرعية هيمنة الواسطات
- البدوية الصحراوية و الربيع العربي
- جمع القلة و الكثرة بين انصار محمد و المهاجرين
- قصة العربية مع البرودة
- من اين اتت فكرة (الاسلام) و لماذا ابتعد محمد عنها؟
- الموت هو المستقبل
- انتقالات متطرفة
- في حدود الانسان و شرع الله
- تبادل الادوار بين الحائط و الحديقة في العربية
- خرافة مشروع العالم العربي
- الحج و اخطاره الصحية
- الحركة + غازات الانسان = طاقة المستقبل
- التجارة بين ولادة الاسلام و موت الامبراطورية الارامية
- قصة التعليم


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمشيد ابراهيم - قائمة التمرد و الهرب