أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح الجوهري - هموم المثقف في روايات يوسف زيدان














المزيد.....

هموم المثقف في روايات يوسف زيدان


سماح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 06:38
المحور: الادب والفن
    


هموم المثقف في روايات يوسف زيدان


بين حرق مكتبة الإسكندرية في {عزازيل} ،وتدميرالملا عمر تمثالي بوذا في {محال}، وإغتصاب الزوج لزوجته في {ظل الأفعى}، بين محاولة إقناع النبطي إدعاء النبوة في {النبطي} بين سحل هيباتيا وحرقها ، وقتل السياح وتقطيع أجزائهم ،وإقتلاع عيونهم، يترنح قلم يوسف زيدان من ألم الإنسان الرافض للعنف والتعصب والتمييز في كل صوره، ويقدم لنا حلا نموذجيا في {النبطي} ممثلا في أم البنين تلك الأم التي تعبد اللات وابنها الأكبر هودي والأوسط سلومة مسيحي والأصغر النبطي باحثا عن دين جديد ورغم ذلك تعيش الأسرة في سلام وتناغم حتى حين تحول مالك وسلامة إلى الإسلام.

والقاريء لروايات يوسف زيدان قد يجد نفسه يصرخ بأعلى صوته لا تقتلوا هيباتيا ، أو لا تذبحوا والد هيبا لا تدمروا مظاهر الحضارة ،لا لتهميش دور المرأة ولا لمحاولات الدول القوية فرض سيطرتها على الدول المتخلفة وقهرها.


استطاع يوسف زيدان أن يحفر لنفسه خطا روائيا خاصا به ممثلا في إلقاء الضوء على فترة تاريخية فارقة في تاريخ الإنسانية ، وذلك من خلال أهم بعض الأحداث الرئيسية في الرواية أو الأحداث الفرعية وأحيانا بالإشارة إليها من خلال جملة أو جملتين أو ربما فقرة كاملة، دون الخوض في تفاصيلها وكأنه يلقى حجرا في المياه الراكدة فتتحرك الأسئلة .

وقد يكون الحديث عن الحدث بارزا كما في مقتل هيباتيا ،و قد يكون في بعض الأحيان مجرد إشارة عابرة "بعد حين عاد وسأله عن السبب في أن الأذان لا يعلو في الأجواء ، مع أنهم في وسط المدينة ، فأخبره "عليشير"بأن الأذان ممنوع تماما في طشقند ، ومن غير المسموح أن يصلي الناس في جماعة ، بل من غير المأمون أن يصلي الشخص علانية .أضاف هامسا وهو يتلفت :الذي يتدين هنا ، تسميه الحكومة "وهابي"وهي كلمة تعني عندهم "إرهابي"ولا جزاء لصاحبها غير الأعتقال والتعذيب..كان عليشير خائفا وهو يتكلم ،مع أنهما في السيارة وحدهما" محال ص164


مثلي مثل معظم قراء د.يوسف زيدان بدأت التعرف على إنتاجه الأدبي مع عزازيل ثم قرأت الثلاث روايات الأخرى وهي ظل الأفعى ، النبطي ، محال ، وهناك مشكلة واجهتني بمجرد الانتهاء من عزازيل وقبل البدء في الرواية التالية فقد وضعت شرطا وهميا للمؤلف وهو أن تكون الروية الجديدة في مستوى عزازيل من حيث حدثها التاريخي ولغتها الشعرية الممتزجة بالصوفية والحوار الفلسفي المتأمل وأحداثها الغير معروفة لي ، ومع توالي القراءة شعرت أن هذا إجحاف للمؤلف حين نقرأ له وفق مخيلتنا لا وفق ما يعرضه هو لنا.
كل رواية لها مذاقها الخاص فعزازيل ذات لغة شعرية وحوار فلسفي مناسب لشخصية البطل ذلك الراهب المتأمل ، أما إذا نظرنا إلى النبطي فسنجدها غارقة في الوصف مما يتماشى مع رحلة على الجمال عبر الصحراء .وذلك لأن السرد على لسان مارية التي تمر بالاماكن لأول مرة وتلك طبيعة الأنثى في الوصف ، حيث تصف أدق التفاصيل وعلى مهل. أما في ظل الأفعى وهي الرواية الأولى لدكتور يوسف زيدان فقد جاء النصف الأول للسرد على لسان البطل عبده ثم على لسان الأم المثقفة ، أما في محال نجد الكاتب يمزج بين العامية والفصحى ويكثر من التناص القراَني وأعتقد أنه وفق في ذلك وخاصة أن الرواية تعاصر بعض الأحداث التي عاصرها القاريء ولذلك كان لابد للغة وأن تكون قريبة من اللغة الحياتية ، أما الإكثار من الأيات القراَنية فهو موفق في رواية محال وخاصة أنها تدور حول فكرة سيطرة المد الديني وظهور الجماعات المتطرفة التي تتخذ من الدين ستارا لها .
وان كانت كل رواية لها طابعا خاصا إلا أن هناك رابطا يربط بين الروايات الاربعة وهو:
1ـ يسير السرد مع الشخصية الرئيسة في الرواية في حين أن الحدث الأهم يكون من خلال الشخصية الثانوية كما في هيباتيا {عزازيل} والنبطي {النبطي}وأسامة بن لادن {محال} والأم {ظل الأفعى}

2ـ إلقاء الضوء على فترة تاريخية فارقة في تاريخ الإنسانية ، وذلك من خلال أهم حدث من وجهة نظر الكاتب ، أثر في تلك الفترة.
3ـ مناهضة العنف والتميز في كل صوره .فما من رواية إلا وتوجه صرخة توقظ بها ضمير الإنسانية .
4ـ اللغة الجزلة القوية والتي تميل إلى الشاعرية والتأمل، والإقتباسات الصوفية.
5ـ الحث على أن الدين علاقة روحية بين الإنسان وربه ، لا دخل لمخلوق في تلك العلاقة الروحية لذا يجب أن يكون الدين بعيدا عن الدولة .
وبعد أربعة روايات هي إنتاج د.يوسف زيدان الروائي حتى الاَن نضع عزازيل والنبطي في جانب ونضع ظل الأفعى ومحال في جانب أخر ونحن في أنتظار الرواية الخامسة والتي بلا شك ستتفوق على اللروايات الأربعة .



#سماح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن القومي المصري - بيد من سيكون؟
- أبو الفتوح عميل مزدوج
- درة التحرشات الإسلامية، الطمع في منصب الباباوية
- وداعا ابي - في وداع البابا شنودة الثالث
- التعري من أجل الحرية
- قراءة في ملف مذبحة ماسبيرو 9 أكتوبر
- الجيش المصري الذي كان! : تعليقا على أحداث ماسبيرو
- المؤامرة على مصر : المد الشيعي
- ما بين النقد النصي والأخلاقي للإسلام
- شيرشيه لو شوفور
- بلا وداع ... يا بن لادن
- سقط الشيوخ ... فمتى سيسقط الإسلام من بعد النظام؟
- المادة الثانية من الإسلام
- بعد 30 عاما أفلح الجهاديون
- بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة
- المستقل الغول مرشح الوطني عن الإخوان المسلمين
- نعم .. بالكنائس أسلحة
- مصر ليست لكل المصريين: مصر فقط للمسلمين
- حماقة الأسقف وتدليس المفكر
- جريدة الأهرام: أني لا أكذب ولكني أتجمل


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح الجوهري - هموم المثقف في روايات يوسف زيدان