أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مقال الاعتزال














المزيد.....

مقال الاعتزال


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 23:26
المحور: سيرة ذاتية
    


منذ أكثر من سنةٍ وأنا أفكر بكتابة هذا المقال,أقصد بكتابة مقال الاعتزال الذي أودع به كل القراء والمعجبين وغير المتفقين معي في وجهات النظر,وآن الأوان لأعلن على الملأ اعتزالي للكتابة وعدم العودة إلى هذه العادة التي أدمنت عليها منذ أكثر من خمس سنوات على شبكة الحوار المتمدن وعلى الشبكة العنكبوتية بكاملها,وسأقول لكم وداعا يا أصدقائي ووداعا يا أحبابي وأرجو من الذين يعتقدون بأنني كنت مخطئا بحقهم أن يسامحوني على زلات لساني إن أخطأت بحق أي أحدٍ منهم, أما بالنسبة للأموات الذين كتبت عنهم فسيحكم الله بيني وبينهم يوم القيامة وأما بخصوص حدود الله التي يعتقد البعض بأنني تعديت عليها فإن الله وحده هو الذي سيحكم بها وأرجو من الجميع أن يسامحوني وأن يغفروا لي على كثرة ما كتبت وتجرأت وأرجو من الذين خاصموني أن يعرفوا بأنني منذ اليوم لن أعود حقا للكتابة وذلك لكي لا أخطأ في حق أحد, فأنا على طول الطريق وعلى مشقته كنت أعتقد بأنني على صواب وكنت أعتقد بأنني لست مخطئا ولقد تبين لي أنني من الممكن أن أكون مخطئا في وجهات نظري لذلك حتى أتجنب الوقوع في الإثم فإنني أعلن نهاية هذه المسرحية وأعلن عن بدء صفحة جديدة في حياتي ألتزم فيها الصمت وأن لا أدخل نفسي في مشاكل أنا في غنى عنها.
وداعا يا كتب ووداعا يا مساطر ويا أقلام كنت أسلها على التاريخ وعلم الاجتماع وعلى الكبار وعلى الصغار وأرجو من الله أن يسامحني يوم أقف بين يديه,وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول لكم..مع السلامة سنلتقي في يوم من الأيام.

هذه الدنيا يا أصدقائي غرورة جدا وتغر بأبنائها وهذه الدنيا كاذبة ومخادعة فكلنا سنصير إلى زوال ولن يخلد في هذه الدنيا أحد ولن يعيش في هذه الدنيا غير الكذابين والمخادعين ومع ذلك لن يعيش هؤلاء إلى الأبد فكلنا إلى زوال وكلنا إلى عالمٍ آخر لا يعرفه أي أحدٍ منا...هذه الدنيا متعبة جدا أمضيت فيها زهرة شبابي وأنا أحرث في بحر وأزرع في رمل وأمضيت عمري كله وأنا أطارد في سرابٍ بقيع وأمضيت عمري وأنا أقاتل من أجل الحصول على لقمة الخبز وكانت الكتابة بالنسبة لي هي أداة الجوع التي تحاصرني, وهذا وعد مني إذ لن أعود إلى الكتابة اطلاقا ولن أحاول العودة مهما كانت المغريات ومهما كانت العروض وذلك خوفا مني من أن أعود فأخطأ في حق نفسي وفي حق أهلي وفي حق الأحياء والأموات,ولن تكون هذه الحياة طويلة ولن تكون هذه الحياة ناجحة فالمرض يقف لنا بالمرصاد ونحن نحرق زهرة شبابنا بحثا عن الشهرة أو حبا في التحدي وطالما أننا في هذه الدنيا معاً فسيأتي يوم علينا جميعا أن نفترق به إلى غير رجعة, وكم هلكت بين أصابع يدي الكيبوردات وكم أهلكتُ من الحروف وكم أتعبت الكلمات والكل أصابه التعب وأنا أصابني التعب والإرهاق من كل شيء,وسأريح نفسي وسأعتزل الغناء الثقافي وحبي للنجومية ولن أعود إلى هذا المجال الذي تتسخ فيه ثيابي وقلبي يوما بعد يوم,وإن الكتابة جلبت لي كثيرا من الأعداء وكثيرا من الأصدقاء وكلهم أحبهم وأحترمهم جميعا سواء أكانوا أعداء أم أصدقاء, لن أعود لأمارس مهنة تجلب لي عدوا واحدا فأنا أكثر شيء أكرهه في حياتي أن يكون لي عدوا واحدا يظنُ عليّ بالعداوة وبالبغضاء علما أنني كنت وما زلت أحب الجميع وأحترم الجميع.

كتبت طوال فترة مكوثي في الحوار المتمدن مقالا واحدا في اليوم وأحيانا ثلاث مقالات وكان عندي من القدرة الذاتية على كتابة أربع مقالات وهاجمني كثيرا من المبغضين والحاسدين ونُسبت مقالاتي لغيري من الكتاب علما أنني كنت أنا الكاتب وأنا القارئ الذي يقرأ في كل يوم كتاب جديد,وأنتم لا تعرفون عن مدى التعب والإرهاق الذي كان يصيبني حينما أكتب لقد كنت في أكثر المرات أتألم جدا بسبب الكتابة وكنت في بعض المرات أطرد الألم حين أفرغ شحناتي الزائدة في الكتابة, لقد كانت الكتابة بالنسبة لي وهما وحقيقة وحلما وواقعا وكانت مؤلمة وكانت مفرحة ولكنني في النهاية قررت ترك ساحة المعركة لغيري وأطلب من الجميع أن يودعوني كما يليق بمستوى كاتبٍ مثلي تعب كثيرا وتضرر كثيرا بسبب الكتابة وأريد أن أتفرغ لرغيف الخبز فأولادي قد كبروا والمسئولية قد زادت ولا أعرف كيف أوازن بين الثقافة وبين الخبز لذلك قررت الرحيل بكل معداتي الثقيلة والخفيفة الحمل.

وكل متحدي في هذه الدنيا خسران وكل من يدخل الحرب عليه أن يعرف بأنه في الحرب لا يوجد رابح لها أو خاسر لها وفي الحقيقة الكل خسران ولا أحد في الحرب يكسب حتى وإن توهم المنتصر بأنه منتصر...وداعا يا كتابة وداعا يا أصدقائي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والبراءة
- شرب القهوة
- كن عربي الدين عيسوي الأخلاق
- ما معنى كلمة دير وكَفر؟
- اللهجه العاميه جميله
- اللغة العربية يرحمها الله
- احذروا الإسلام
- التضحية بالابن الوحيد
- أرض الخطاة
- حول مسيلمة وفاطمة وخالد
- كلمات يؤمنون بها ولا يعملون بها
- حول خالد بن الوليد
- الملائكة الجميلة لا تحارب
- ارحموني
- صلوا وسلموا على هذه الشخصيات
- لغتنا العربية فقيرة الكلمات
- كلمات يجب أن ننساها
- معركة الحديقة
- أنا أكذب وأضحك على نفسي
- خالد بن الوليد ويونان العاشق


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مقال الاعتزال