أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء السادس ( الإعصار الأسود )















المزيد.....

الجزء السادس ( الإعصار الأسود )


عبد الوهاب القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


عبد الوهاب القريشي
يا للجحيم لم اشهد هذا في الجهة ، حين أرغمت الهيئات التعليمية والتدرسية والذين لم يتسن لهم المشاركة في قادسيبة الدجال ولم تسحب مواليدهم بسبب دفعهم البدل النقدي او الاعمار التى هي خارج سن المكلفية أو المعفيين لأسباب صحية.........
نحن في مساءالملجأ..بدأت القذائف تتقترب ُ من مكاننا رويدا ًرويداً..وحين داهمنا الليل ولفنا بعبائته السحرية.. إنقطع الأطفال عن الحركة .. وانكمش كل فرد من هذه العوائل تحت خيمة الرعب فلقد عبرنا مرحلة الخوف اى مرحة الرعب المجهول ، نعيش طقوسه...كان الدوي ّ ُ يصور ُ الى مخليتي أن مدينة النجف سحقت بالكامل ودكت ابنيتها قوات ُ من ذوي الذوائب وو ....,,ولعلنا إذا ما كتبُ لنا النجاة فسوف لم نعثر على سقف أو جدار! هكذا تخلينا ان السماء لم تمطر بالقذائف كمطرها هذه الليلة حتى ان بعض الشظايا دقت بعنف باب الملجأ الذي يكاد يكون مخفيا بعض الشيء .....
كنا في الجبهة حين يشتد القصف المدفعي المعادي من الطرف الاخر وتزمجر الأسلحة الرهيبة نحتمي في المواقع الشقية فهي تعطي الامان بنسبة حالية حسب تصوري ونحن نردد أيات من الذكر الحكيم...لم نر الحرب واهوالها أذكر حين وقعت قذيفة قريبة مني في قاطع الطيب لم اسيطر على الخوف والرعب والغثيان ..لم استطع تناول طعامي كما ينبغي.. لكن حين كثرت حصتنا من القذائف اليومية تعايشت معها ألفناها ، أصبحت جزءً من حياتنا او جزء من يومنا الذي يسقط كورقة يابسة من أعمارنا ...تعلمنا مديات القذائف من أصواتها وأن صوت القذيفه يحيطنا علما بان القادمة من أزيزها أو صفيرها هي أمامها أم خلفنا أو.........
- تساءل أحد الرجال بصوت عال ٍ: لقد دكت المدينة دكاً
ذلك ان الشظايا بدأت تسقط بالقرب منا وأصوات الإنهيارات الحجرية والفولاذية تدوي...همست الى أخي لم أشهد قصفا ً في الجبهة كهذا حين باغتنا العدو بهجوم كبير لا عاصم الا الله ونلج بالدعاء ونكثر من قراءة القرآن الكريم... ربنا ارحمنا وقنا من عذاب هذا الوباء وسيان لدينا إن كان بوش أو هتلر فالغرب يبكون على إنقراض حيوان الفقمة والكلبة لديهم تورث الملايين حتى ديدان العالم تحاط بهالات الحب والحنان والإحترام..أترانا لا نستحق الرحمة اما نحن ُ العرب..ربما نظروا إلينا كأغنام ولهذا يسلطون علينا العوعو من كلاب الدنكو الوحشية فقسمونا أبقار في الخليج وأغنام في العراق.. ماعز ....الخ .وعيشونا في خضم الطقوس الخرافية بعد أن أبعدوا عنا نقاط اللقاء والتقدم....،.في رواية آلة الزمن نحن التنابلة هم يصنعون لها كل كشيء الملبس والمأكل والعربات والمكفيات والعقال العربي والدشاديش موديلات والشوارب ويقال حتى غشاء البكارة للبعض من البقرات والعهدة على ما تناقلتها الاخبار ُ والشوارب ..لكي يغطي أنتمائه الى ابي جهل الذي دعاه عتبة بن الربيع يا مصفر الإست..!! نحن وبعقولنا المضلضلة دوماً بقشور حضارتهم التي ما فتأت تجيد عزف الوهج الضبابي..لعل نظرتنا غير المركبة هي التي مزقتنا وساعدتهم على قدرتهم على التخطيط ..والويل لك أن تتحدث به..فليعنوك: إنك تؤمن بنظرية الموآمرة؟!
لم يسرقوا أقواتنا فقط..بل سيدوا علينا من لا يرحمنا ، ولو إستيقظت ْبه قطرة من ضمير تجاه شعوبنا تصوروه إنه شق عصا الطاعة وسوف يرمونه مع الشعوب في ألف مطب مما يجعل حصادهم أكثر ثم يفرشون الأجواء َ بغلالات ضبابية وانت لا تدري إن كان رجلهم قد أتفق على كل ما حدث؟ ام دفعوه الى هذا المطب مختاراً
تلاحقت الإنفجارات على رؤوسنا دخلت شظايا زجاج من فتحة النافذة الصغيرة الضيقة المطلة على ارض الشارع.. انكمش الاطفال وارتجفت النساء هلعاً. ..،.ندم البعض على مجيئهم الى هذا الملجأ فجأة قفز أحد الرجال صائحا بهسترية :
- إقرأوا سورة الأخلاص؟... كلكم رددوها عدة مرات ...
صمت الجميع وعيونهم المذهولة تبحث عن وميض من الأمان...صاح مرة أخرى
- أنت يا إمرأة يا أختي بدلا من البكاءإقرئي سورة الأخلاص؟
نقرأُ والمطر ُ الأسود يتفجر ُ نارا ً وبراكين .. لم ننم تلك الليلة ..ربما أنهكنا الرعبُ ..لا أدري من أسيتطاع النوم على هدير ذلك الدوي؟؟؟؟فلما بزغ الفجر ُ خجلا ً مما رأى وأسودت مرآته الخجلى المقدسة سمعنا وقع أقدام محاذية لجدار الملجأ، تولدت فكرة غريبة لدى البعض من ان القادمين من كلا الطرفين المتحاربين سوف يقوم بتنظيف الملجأ بالقاء القنابل اليدوية لأن القادم قد يظن فيه يضم أتباع الطرف الآخر ، من يدري أنه يضم بعض العوائل التي الجأها الرعب الى هذا المكان ........
قال رب إسرة لا نعرفه ممن يشاطرنا هذا المكان..
- سنخرج من هذا المكان اللعين... خوفا من الفكرة التي سرت بين هذه العوائل المحتمية من أنياب الوحوش المخيفة..لم يحدث أن أحسوا برعب كهذا ..
عند الخامسة والنصف صباحا ً حاولت احدى العوائل ان تخرج من الملجأ فلما تخطت بابه قليلا ً عادت الينا مذعورة ً...قالوا هذا غضب الجبار.. لأن الوحوش النارية القريبة تجوب الطرقات ..هل أنَّ آلهة الأرض بعد ايقافها إطلاق النار سمحوا له أن يدك المدن السوداء وهي اربع عشرة محافظة ، أما البيضاء فهي فقط اربعة لا غير وعند إحتلال العراق 2003 قاتلته مدن الجنوب والوسط السوداء . بينما. رفعت المحافظات الاربعة البيضاء الرايةالبيضاء فدخلها من دون ان يتعرضوا الى إطلاقة واحدة ظنا ً من زعمائهم ووعاظهم سوف يسلم الامريكان السلطة اليهم فلما تشكل مجلس الحكم تغير الوضع وابتدعوا المقاومة التي هي بالآساس غايتها قتل أبناء المحافظات السوداء...مستغلين رغبة دول الجوار وتمويلهم لصناعة الموت لئلا ينهض العراق ولكي يكون لهم سوقا إقتصادية ولإنهاء صناعتنا الوطنية.....
كل بيوت الله فاجأها مطر أحمر ...العائلة التي همت بالخروج اعادها الرعب الينا ، لم تقطع الأمل فسرعان ما أوقدت شجاعتها وخرجت من الملجأ في الساعة السادسة والنصف ولم تعد قالوا إنهم لديهم سيتارة قديمة ولو وصلوا اليها لنجوا بجلودهم غيرأن الوحش يتحرك في كل مكان وهو يرسم بدم الأطفال علامة نصر.....



#عبد_الوهاب_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الخامس- الإعصار الأسود-
- الجزء الرابع من الإعصار الأسود
- الجزء الثالث من الاعصار الأسود
- الجزء الثاني( الإعصار الأسود
- الجزء الاول الإعصار الأسود
- فرض العصيان المدني باسلوب ٍ صدامي
- الحكومة العلمانية هي الحل الموازي لنجاح امريكا و مشروعها
- نعم تعبنا من هذا الاسلام السياسي
- مصالحة بالدهن الحر( مع الاعتذار الى الكاتب والشاعر وجيه عباس ...
- العلمانية والاصولية والبحث عن الهوية الاسلامية
- شعبٌ بدون هويه..او الشعب البدون!
- ما العلاقة بين العلمانية، الدين والدولة؟؟
- الاسلام في قفص الاتهام وظهور سلمان رشدي من جديد- كامل السعدو ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء السادس ( الإعصار الأسود )