مستخدم العقل
الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 14:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ها قد وصلنا الى السؤال الرابع من مجموعة الأسئلة الغاية في البساطة والتي أهدف منها الى توضيح الفارق الهائل بين آراء الشريعة الإسلامية الجامدة والتي هي وليدة بيئتها الجغرافية والتاريخية والاجتماعية وبين القيـم الحضارية كما نعرفها اليوم بمرونتها وتطوّرها المستمر نحو الأفضل ، وسؤالي الرابع هو بخصوص صديقٍ لي مسلم يعمل قاضياً في إحدى الدول الغربية العلمانية (حيث الولاية والقضاء هما للأفضل والأكثر خبرة بغض النظر عن الديانة أو الانتماء العرقي). هذا الصديق يعيش حاليا في حالة من الحيرة الشديدة بسبب إحدى القضايا التي ينظرها والتي يجب عليه أن يعطي حكماً فيها. والمتهم في تلك القضية هو إمام أحد أكبر المساجدفي ذلك البلد الغربي وهو خطيبٌ مفوّه يستطيع أن يجعل مَن يستمع إليه يبكي من شدة التأثر وبالتالي فهو له الكثير من المريدين المعجبين به، ومن ضمن هؤلاء المريدين شخصٌ اعتاد أن يزور ذلك الإمام في المسجد واعتاد أن يصطحب معه ابنته البالغة من العمر 9 سنوات. للأسف فإن ذلك الإمام (البالغ من العمر 54 عاماً) قد شعر بالإعجاب تجاه الطفلة وأقنع والدها بتزويجها إياه. وبعد ترددٍ قصير وافق الأب وأعطاه ابنته التي انتقلت للعيش مع ذلك الإمام في منزله ومارس معها الحياة الزوجية كاملة غير منقوصة حتى شكّ أحد الجيران في أمر الطفلة فأبلغ الشرطة التي سرعان مااكتشفت الحقيقة فداهمت المنزل وتم القبض على ذلك الإمام وعلى الأب أيضاً، أما الطفلة فقد عرضوها على أطباءٍ نفسيين مختصين فلاحظوا أنها تعاني من تشوهاتٍ نفسية خطيرة فقرروا إيداعها إحدى المصحات النفسية للأطفال على أمل شفائها.
سؤالي الرابع هو بخصوص صديقي القاضي المسلم الذي ينظر في تلك القضية الحزينة حيث أنه من جهة يشعر بمسئوليته تجاه المجتمع الحرّ الذي يعيش فيه وبالتالي يشعر أن عليه أن يعاقب الرجلين (الإمام والأب) بعقوبة تتناسب مع جسامة جرمهما، ومن الناحية الأخرى فهو – كمسلم ٍ يحترم دينه وتراثه – يخشى أن يتسبب في ظلم الرجلين (فالظلم ظلماتٌ يوم القيامة) حيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام (وهو القدوة الحسنة للأمّة الإسلامية) قد فعل ذلك.
فهل يجب على صديقي أن يعاقب الرجلين؟
أفيدونا افادكم الله
#مستخدم_العقل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟