أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أزهار علي حسين - أنا على رقعة الشطرنج














المزيد.....

أنا على رقعة الشطرنج


أزهار علي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1102 - 2005 / 2 / 7 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


الشطرنج اروع لعبة واحبها الى نفسي ، ذلك اني اجد فيها ذاتي المتهمة بالجنون بطريقة اللعب الغريبة التي امارس واضعة الرقعة أمام المرآة ، شاطرة نفسي عدوين متحاربين في ساحة قتال، مختارة لأحدهما الاحجار البيضاء و للأخر السوداء ،مقسمة بينهما يداي ، فاحرك باليمين السواد وبالشمال البياض ...هكذا العب بروحين عدائيتين لعبتي المفضلة، بما يجنبني مرارة الخسارة التي لااستطيع التفكير فيها –حتى - امام اي احد، هو في ذات الوقت شعور بالامتلاء بنشوة النصر، بما يمنحني قوة الِِم بها شتات انصافي المحطمة لأواصل اللعب من جديد ...
عندما تبلغ العبة ذروتها والتي على احد الملكين فيها ان يموت او يستسلم ،اجدني في قمة السعادة، بعينين مركزتين في عيني صورتي، ملؤها فرحة النصر والانكسار المهزوم، لأضرب الحجر بصدمة مطرقة على سندان ،صارخة الفرحة في دواخلي لمكبرات تسد آفاق خيالي، على عكس الهمس الشحيح الصادر على شفتي -كش ملك –انت الخاسرة-
لااعرف لماذا ارغمتني فرحتي هذه المرة ان اسمر عيني في عينيها , مركزة ذاتي نظرة اخترقت حجباَ ما بيننا بسرعة البرق ، واذا برعدة تسري في اوصالي وانا انظر صورة تشبة صورتي بنظرة غير نظرتي وكلام غير كلامي وحركة ليست حركتي تصدر شفتيها حشرجة خافته ترد على كلامي السابق - انا لازلت الرابحة فأنت مليكتي ...
لم يكن كابوساَ اراه في منامي بل حقيقة كائنة امامي ، جعلت عيني تتسمران ويخاط فمي وتتجمد كل حركة لجسدي سوى رجيف الرعب في ركبتي مع همس يضج في متساءلاَ -
من انت ..من تكوني ... من..من..من ؟؟؟
ملأ آذاني صفير بوذي ، ودارة حولهما دوامة مرتبكة وهما تسمعان ذات الحشرجة تجيب - انا آميو ...آميو ...
وبلا شعور تحررت شفتاي من مسامير صليب الهلع مرددتين -آميو.. آميو استطاع فؤادي تحاشى جزء من خوفه ليتساءل عمن تكون آميو ؟
تنامت ابتسامة متشنجة على فمها وأجابت كأنها تسمع منطق خوفي الصامت لتتضاءل بالمقابل الحشرجة في صوتها متوضحاَ فيه شيءآخر .-
آلهة آلهة مسجونة في حجر الشطرنج منذ قرون ، استطعت تحريرها بانشطارك الغريب عن البشر فلم تجد لها مستقراَ اروع من روحك ... .
سكن الصفير في أذني وهدأت الدوامة حول رأسي لتدخل جسدي مديرة فيه الدماء فأحس أخيراَ بأناملي المتثلجة ولساني المتحجر ورقبتي المصبوبة ، وبدا صوتي مهشماَ اذ توحد اخيرا مع فكري متساءلاَ - ما الذي حبس آلهة القرون في حجر الشطرنج ؟ وكيف حررتها انا ...؟
وبابتسامة خفيفة وضحكة خافتة ازدان جوابها، بادءة اياه - مهلك سأوضح لك كل شيء ....( ثم اكملت بعد زفرة ) أنا آلهة قديمة أبصرة من دقائق النفس أخفتها ضوءاَ

( ثم اكملت بعد زفرة عميقة) ، يما مكنني ان انشر العدالة والانصاف ، ذلك كان نتيجة لفهمي نفسي وتوضيحي مخافيها ...لم يبقى لي الى بلوغ المعرفة المدركة سوى اجتياز عقبة ، الا اني لم افهم المعضلة التي سجنتني ... ( تنفست بعمق كأنها تدرك انفاساَ فاتتها وأردفت ) كنت احب .. احب اثنين في ذات الوقت ، رجلاَ وأمرأة ، أتهيء ليلة كرجل ذاهباَ الى حبيبتي ، وليلة أتهيء كأمرأة لألاقي حبيبي الرجل ... ( صمتت برهة ثم اكملت ) حياتي استمرت على هذا المنوال حتى علم والدي الآله الاكبر ما انا عليه، فقرر معاقبتي وبقسوة على جرمي، على ان اكون قريبة منه ولذلك حبسني في حجر الشطرنج اللعبة التي لايستطيع مفارقتها ...
لم يكن من سبيل الى تحريري الا ان وجدت شخصية لها ذاتين بذاتها- كما كنت انا – وهذا ماكنت انت عليه وهو ماحررني ...
تردد صدى كلامها في نفسي وبقيت حتى سرد القصة مجدداَ فتنامى في تصور وتفكير لعالمها المجهول ثم تسلقت رغبة دقات قلبي برؤيته بل بمعرفته ... فأذا بها تحذر طموحي بقولها .- ان امنيتي ان اعود الى عالمي المالوف وحياتي الاولى ، لكن الشرط ... الشرط في ذلك، هو ان تسجني انت بحجر الشطرنج بدلي .. فان رايت التعرف بعالمي احب لك من الحرية فاختاري ان تكوني سجينة ... والا ابقى معك، نلعب الشطرنج ...
وحينها ادركت مدى غرابتي ... وكان علي الاختيار......



#أزهار_علي_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أزهار علي حسين - أنا على رقعة الشطرنج