|
رئيس محدود الصلاحيات
موسى سرحان
الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 20:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لم تبوح الانتخابات المصرية في الجولة الأولى عن كامل أسرارها والتي شارك فيها ثلاثة عشر مرشح من ضمنهم أمين جامعة الدول العربية السابق السيد عمر موسى ، والسيد حمدين صباحي الذي استحق عن جدارة في تلك الجولة لقب الحصان الأسود لما حققه من نتائج فاقت جميع التوقعات ، حيث حصل على المركز الثالث بعد مرشحي حزب الحرية والعدلة الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق أخر رئيس وزراء حقبة مبارك ، والذي لم يحالفه الحظ حسب ما صدر من نتائج غير رسمية حتي هذه اللحظة . فالسيد أحمد شفيق المحسوب علي النظام السابق والذي فلت من تطبيق قانون العزل السياسي باعتبار انه قانون غير دستوري حسب رأي المحكمة الدستورية صاحبة الاختصاص والمسؤولة أيضاً عن حل مجلس الشعب بعد أن اعتبرت أن قانون الانتخابات الفردية علي الدوائر غير دستوري ، حيث جاء ذلك بعد تقديم شكوى من أحد المرشحين المستقلين علي الدوائر بسبب ما تعرض له من مزاحمة على أيدي مرشحي حزب الحرية العدالة ، إلي أن صدر بيان المجلس العسكري والذي أعلن فيه عن حل مجلس الشعب وعودة السلطة التشريعية له ، باعتبار أن المجلس العسكري كان يمثل السلطة التشريعية قبل الانتخابات البرلمانية ، هذه الخطوة قد فهمت لدى جزء ليس بالبسيط من الجمهور المصري على انها محاولة لالتفاف المجلس العسكري على الثورة وتمهيد الطريق لعودة النظام القديم من أوسع الأبواب ، فكان الرد الطبيعي لمحاولة الالتفاف على الثورة من وجهه نظر بعض الذين كانوا يرفضوا المشاركة بالجولة الثانية من الانتخابات أن اختاروا الدكتور محمد مرسي رغم اختلافهم معه في العديد من المواقف والآراء ، هذا بالإضافة إلي التزام كتلة الإخوان بالتصويت لمرشحهم مقارنة مع أنصار الفريق أحمد شفيق الذي يعتمد علي الجمهور العام الغير محزب وتراجع نسبة الإقبال في هذه الجولة لا سيما عند الأقباط الذين كان لهم الفضل الأكبر فيما حصل عليه الفريق أحمد شفيق من أصوات في الجولة الأولي . الدكتور محمد مرسي الذي سيحلف اليمين الدستوري أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا حسب ما نص عليه الدستور المكمل الذي اصدر عن المجلس العسكري باعتباره السلطة التشريعية في ظل غياب مجلس الشعب ، والذي فرض نفسه كشريك للرئيس في ادارة العديد من الجوانب الهامة لا سيما فيما يتعلق باتخاذ قرار الحرب والذي يجب أن يتم بعد موافقة المجلس العسكري ، اضف إلي ذلك فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يختص بالتشكيل القائم وتعيين قادته ومده خدمتهم لحين تغيير الدستور واقرار الدستور الجديد . دور الدكتور محمد مرسي أشبه بدور رئيس وزراء ليس لدية القدرة علي اتخاذ قرار في أهم الجوانب السيادية للدولة لا سيما فيما يتعلق بالجيش باعتباره عنوان ورمز السيادة المصرية . المجلس العسكري أدار المعركة الداخلية بشكل يفوق الخيال حتى لا يلقى به على جانب الطريق ، فنقش مكانه في الصخر وجعل لنفسه دور لا يمكن تجاوزه خلال المرحلة المقبلة . ما قام به المجلس العسكري اعتبرته بعض الشخصيات المصرية على انه انقلاب عسكري بوجه قانوني علي الثورة المصرية ، لكني أرى ما صدر عن المجلس العسكري من دستور مكمل يشكل شراكة سياسية في إدارة أمور البلاد لا سيما وأن ذلك رافق نجاح مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي ، والذي كان من المتوقع أن يدخل في حالة صراع مع المجلس العسكري لولا ما قام به المجلس من تحديد خطوط حمراء ترسم صلاحيات المجلس والرئيس خلال المرحلة المقبلة . الرئيس مطلق اليدين غير موجود الا في دولة الرجل الواحد والتي تعتبر دولنا العربية مثالا لها ، أما في أغلب الدولة القائمة علي أساس الشراكة السياسية وتداول السلطة ، فان الجيش يكون له مجلس مختص بإدارة شؤونه والمثل الأكثر دلالة علي ذلك النظام الأمريكي باعتبار أن البنتاغون له مكانه أساسية في اتخاذ أي قرار يتعلق بالجانب العسكري . إضافة إلي أن هذا الجانب يستنزف جهد كبير من فكر وطاقة القائمين عليه ، هذا بالتأكيد يوفر جهد ليس بالبسيط على الرئيس من أجل التركيز على القضايا الأخرى من فقر والذي يتجاوز نسبة 40% ، وإيجاد حلول لمشاكل الشباب فاقدي الأمل من أي مستقبل لا سيما وانهم شعلة ووقود الثورة . كما يجب علي الدكتور محمد مرسي أن يأخذ علي عاتقة السير باتجاه العيش بعدالة اجتماعية بين طبقات وفئات المجتمع الواحد والحفاظ على مكانة مصر أمام دول العالم . الدكتور محمد مرسي هو المستفيد الأكبر من نقل جزء من صلاحيات الرئيس السابق للمجلس العسكري ليتسنى له التركيز والبحث عن حلول للإشكاليات الأخرى ، وحتي لا يسأل أمام الشعب المصري والشعوب العربية عن ما سيقوم به الجيش من خطوات خلال مرحلته قد تضعه في موقف محرج .
#موسى_سرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة مبارك وتأثيرها علي نتائج الانتخابات
-
حمدين صباحي والتيار البديل
-
جزء اخر من مسلسل المصالحة
-
أربعة وستون عام علي النكبة
-
إرادة الأسري في وجه عنجهية السجان
-
غزة مستنقع التماسيح
المزيد.....
-
اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص
...
-
وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على
...
-
يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024
...
-
المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا
...
-
جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد
...
-
الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024
-
أوستن وغالانت يبحثان فرص الحل الدبلوماسي ووقف الحرب في غزة و
...
-
زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية
-
حسين فهمي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب صورة وحفل عشاء مع وفد ص
...
-
ارتفاع إصابات جدري القردة في أفريقيا بنسبة 500% وتحذيرات من
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|