أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنس الذهبي - صراع العدم و الوجود















المزيد.....

صراع العدم و الوجود


أنس الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 03:22
المحور: الادب والفن
    


أن تشعر أنك ظالم و مظلوم في نفس القضية ، أن تشعر بالفشل و الإخفاق ، أن تشعر بابتعاد من كان الأقرب لك ، أن تحزن فجأة و أنت في قمة فرحك ، أن تجد نفسك بلحظة ما تحس بالندم و القلق و الغضب و الخذل و الحصرة و الأسى و الشقاء في آن واحد ، أن يتجاهلك من تحب ، أن تصارحهم و لا يصارحونك ، أن تقدرهم و لا يقدرونك ، أن ، تتفهمهم ويدعون أنهم يتفهمونك ...كلها تمثل أصعب الأحاسيس التي قد تجتاح كيان الشخص لكن الأصعب و الأكثر خطورة على ما أظنه شخصيا على الأقل أن تجتمع و تتحد هذه الأحاسيس ..تحس أنك ( تائه ) في ملحمة من الأشياء المرتبطة بالتفكير و الفعل و الحدث و ( تائه) بفضاء العدم و الفراغ وكأنك نرد موضوع بالمكان الخاطئ نتيجة الخطوة الخاطئة ، فالشعور تارة بالعدم و تارة بالوجود يحيرني حقا لما لا و هو إحساس ليس بالعادي يضم الواقع و اللاواقع ، فربما تلك الملحمة توجد بالواقع لكن أحيانا أكتشف أنها مجرد نسج خيال له عدة دوافع (...) ، أو ربما لم أنتبه على أن الوجود يدفعنا للعدم أحيانا أو على الأقل الشعور بالعدم ، أو أن العقل يعجز أحيانا عن استيعاب ما حصل ( الماضي ) و نتجاوز ذلك عبر إصرارنا بمعرفة ما يحصل ( الحاضر ) فيفشل العقل مرة أخرى باستيعاب ما يحصل ، ثم نتجاوز ذلك عبر رغبتنا بدراية ما سيحصل ( المستقبل ) ..يصبح أمامنا بوابة يستحيل فتحها و خلفنا عالم بالكادي نتذكره فأين نحن إذن؟ العقل هنا سيؤول كل شيئ لنتيجة منعدمة لأنه لم يستقبل إحداثيات الوجود.... في الحقيقة إدراكنا أشياء كثيرة بالماضي يجعلنا لا ندرك سوى القليل بالحاضر فانتباهنا تشتت بالذكريات ربما ، عندها لا نعرف ماذا فعلنا و ماذا نفعل و ماذا سنفعل ، سنقف مذهولين ليس بالأساس لما حدث ولما سيحدث بل لما يحدث ، في الحقيقة يريد الشخص هنا استوعاب ما يقع بالحاضر ، لكنه فقط يدعي و يتظاهر أنه يريد ذلك ، لا يعرف واقعه الحقيقي فهو عالق بين الماضي و الحاضر ، لا يفهم ما حدث و لا يستطيع أن يفهم ما يحدث و لا يريد أن يفهم ما سيحدث..هنا سأتحدث عن ( العدم ) ، في الحقيقة أنا لا أعرف العدم كمفهوم صريح فالعدم عدم في كل شيئ..لكن أعتقد أن ما يشبهه و يشابهه نوعا ما هو أن تفكر في أنك تفكر أو تفكر لكنك لست بمفكر أو تفكر لكن باللاشيئ أو تفكر بأمور كثيرة في آن واحد فيتحول العجز إلى سلاح و الشيئ إلى لاشيئ ، لكن قد أكون مخطأ فإن كان العدم عدم هذا يعني لا وجود للشيئ و لا وجود للتفكير فما أريد قصده من كل هذا أن العدم الذي أقصد به هو انتهاء كل شيئ بالنسبة لك ..فلا يصبح لليقين معنى و للواقع قيمة و كأنك تصبح غير موجود ليس بالنسبة للغير بل بالنسبة إليك و يصبح الغير غير موجودا بالنسبة إليك أيضا فهنا يصبح كل شيئ منسوب إلينا و كأننا ننتقل من عالم إلى عالم آخر خاص بنا المتجذر من اختياراتنا التي يتأسس بفضلها عالم مختلف عن باقي العوالم..إنه عالم الذات و ربما العدم أيضا هو جزء عالق بين الشك و التفكير أو يتواجد بمرحلة ماقبل الشك أو مابعد التفكير ، يصبح العقل حائراهنا بين ميكانيزماته ، فإذا كان الشك و التفكير هما بداية الوصول إلى يقين الوجود..فوقوع خطب ما بين ميكانيزمات العقل قد يجعل الشخص غير قادر للوصول إلى هذا اليقين بل سيتراءى إلى ذهنه يقين نقيض لسابقه ..يقين عدم الوجود ، ربما تعتقدون أنه يقين لا يقين له و حقيقة لا حقيقة لها و واقع لا واقع له ومنطق لا منطق له ...لكن لنكون واقعيين فنحن نعيش الكثير من الأشياء و نتظاهر أننا لا نعيشها ونعتبرها غير موجودة ليس لأننا لا نؤمن بها بل لأننا لا نعلم أننا نعيشها نعم إنه عوز في الإدراك...فالشخص قد يعتبر نفسه موجودا لكنه ليس كذلك ، قد يدافع عن وجوده بالتفكير لكن و مع ذلك ليس موجودا دائما. ، فالتفكير له حدود إذن الوجود هو أيضا له حدود ، فالتفكير خارج الحدود يجعل الشخص لا يعي ماذا يعيش وماذا يفعل و ماذا يحصل و ماذا يجري .. إذن التفكير بالعدم يقابله العدم** يصبح الشخص هنا نكرة بهذا المعنى فهو موجود ذاتيا أو جسديا لكن ليس روحيا..فالعدم يجعل الرابطة بين الجسد و الروح تتلاشى و تبتعد شيئا فشيئا عن الذات تاركة إياها لا حول لها و لا قيمة .. فبعدما كانت تمثل الكثير من الأشياء أصبحت الآن تمثل كل شيئ و لاشيئ في نفس الوقت...لكن ما يثير استغرابي أننا لا ندرك ذلك...لأننا ربما اعتدنا على الأشياء المحسوسة و المادية و الموضوعية ... أم أن الروح لم ترحل أصلا فقط خوفنا من وضعنا جعلنا نتوقع واقع الخيال ، سنتحقق من ذلك الآن .. في يوم ما أحس شخص بالضيق الشديد ، لقد سئم الهدوء و الصمت الرهيب بعد الظهيرة.. لم يستطع النوم فأرق التفكير نال منه ، أراد الكتابة لكنه عجز هذه المرة عن وصف بعض الأشياء ..قرر الخروج من البيت كي تتركه تلك الهواجس..لكنه اكتشف أنه دخل بيتا آخر يجسد عالما ماديا يوحي بمعالم الفراغ....صادف المارة بالطريق.. فلعل تفكيره فما يفكرون قد يزيح تفكيره في بعض الأشياء...كان يسترق النظر إلى وجوههم..كي يستنتج بعض الحقائق عن مجتمع ما ...لكنه لم يكن يرى أشخاصا.. لا يرى ذواتا ...لا يرى شيئا... فقط بلحظة ما شعر بأن أحدا يتتبعه و يقتفي أثره.....أسرع بالمشي و الأدرينالين يتدفق بدمه وفي نفس الوقت رصدت مخيلته بعض الإحتمالات عن الشخص الذي يتتبعه ... كان خائفا لأنه لم يعرف من .. و في آخر لحظة لم يعد خائفا لأنه سيعرف من...لم يستطع التغاضي فالفضول استحوذ على مخيلته ..التفت بنظرة فلم يجد أحدا ...لكنه وجد شيئا مثيرا للإهتمام... كان ظله هو من كان يجري وراءه طوال هذه المدة .. فالشخص كان مسرعا.. ترك الجميع وراءه لكن ظله لم يتردد في ملاحقته بتاتا...عجبا و كأن هذا الشخص يريد الهروب من ظله و هو لا يعلم ذلك... كاد أن يرتكب حماقة و جرما بنفسه دون أن يدرك... كاد أن يصبح معدوم الظل كباقي الأشخاص الذين نظر إلى وجوههم ولم يرى شيئا...كاد هو أيضا أن يصبح لاشيئا .. في ظل هذه الحقيقة لم يندهش و لم يتعجب و لم يستغرب بل فقط تذكر بعض الأشياء .. فربما ذلك الظل هو واقع الذات و الهروب منه يعني الهروب من الواقع لكنه افتراض خاطئ... فالشخص كان لا يزال يركض فإذا به يدخل بيته المظلم مجددا التفت فلم يرى أحدا حتى ظله اختفى و لم يتفاجئ بهذه الحقيقة أيضا بل صب كل اهتمامه باستنتاج واحد ...أن روحه هي من كانت تترصده لا ظله لا شبح لا شيئ ..روح الذات لاغير.. هل اتضحت لكم الصورة... في ما مضى قلت أن الشخص لم يرى أشخاصا و لا ذواتا ...فهو أصلا لم يكن يبحث عنهم ..بل يبحث عن ظلالهم يعني حقائقهم ... كي يسهل إيجاد أرواحهم ... هذا الشخص يبحث عن ذواتهم الباطنية ... كي يرى حقيقة واحدة لا زيف فيها و استنتاج لا ظن فيه..فهو يطمح وراء مخاطبة سامية...مخاطبة الروح .. لكنه لم يجد من يخاطب... سوى روحه ... إنه ضرب من الجنون حقا ... نعم الحياة ليست خالية ...فذاته ليست هي الموجودة لوحدها....لكنها الوحيدة التي تتفهم تلقائيا نفسها ... من أوضاع و وضعيات و أحاسيس و ماشابه ذلك.. و من هنا سأصحح و أقول حتى لو كنا نعيش العدم بفترة ما.. هذا إن آمنتم به أصلا...فلن تتركنا روحنا مهما حدث فهي مقيدة بنا و نحن مكبلون بها بشكل لاهوتي غامض ..فقط المرحلة القصوى من العدم تجعلنا نعتقد ذلك ....لدى لا تجعلوا الفراغ ينال منكم و أقصد بالفراغ العدم الذي وضحت مفهومي عنه سابقا... كي لا تعتقدوا بعض السلبيات ...فالإنسان بوقت الشدة يصبح معرضا لثلاثة أشياء الخوف و الإعتقاد و التظاهر .... فالخيال أحيانا يكسر قيود الواقع بمساعدة ما يسمى بالإختيار ....على أي أحيانا يمارس الشخص نشاطا عقليا ليس اعتياديا... يفكر بشكل مثالي..على الأقل مثالي بالنسبة إليه لكنه لا يتوصل إلى الحقائق المرجوة لماذا ؟ لأنه اعتمد على نمطية من التفكير لم يكن عليه أن يعتمدها ... يفكر و يحلل و يصف و يريد أن يفهم و يستوعب في نفس الوقت.... و بذلك لا يستطيع العقل الوصول إلى ما نريده من حقائق...بل يتوصل إلى ما لا نعرفه..فربما حقيقة تؤول إلى الفراغ ... أو شيئ آخر يعجز العقل على معرفته ..حينها نشعر أننا لا نسطيع التحليل و الوصف و الفهم و الإستيعاب لما يحصل... و عندما نحاول التفكير بالسبب نجد أنفسنا ضائعين بالعدم .... و هذا هو العدم الذي كنت أتحدث عنه في ما مضى... لدي حكمة غريبة نوعا ما تقول إذا شعرت أنك لم تعد تفهم شيئا بما يقع في الحياة ...فاعلم أنك في قمة الدراية للمعالم الحقيقة لأسرار الحياة ...فكن مستعدا لصفتين إما الحكمة أو الجنون



#أنس_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الوحدة و الذات


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنس الذهبي - صراع العدم و الوجود