أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أفنان القاسم - الجنس والله














المزيد.....

الجنس والله


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 13:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذه الحلقة الخامسة والأخيرة من سلسلة المقالات التي أكتبها عن نقد الفكر الديني، لن أتعرض للجنس في الدين، لن أكتب عن عاهرات المعابد ابتداء من العصر البابلي مرورًا بعصر التوراة وانتهاء بعصر الحجاب، ولا عن الحبل بلا دنس في مصر وفارس والهند قبل أن ينسخ الحواريون عن هذه البلدان أهم ما جاء في عقيدتهم من زواج عذراء الأيقونات، أو لماذا الزوجات أربع في بداية عصر الإسلام، عصر كانت المرأة فيه مستلبة لا اعتبار لها كإنسانة بحاجة إلى سقف تعيش تحت كنفه، هذا الإجراء الثوري في زمنه الزجري في زمننا، لن أسوق الجينز دليلاً ولا الهامبرغر أو مادونا على العولمة دينًا للاستهلاك الخصائي، ولكنني سأعرض للجنس كعلاقة شهوانية بين المتدين والله.

يعزي علماء النفس صورة الشيطان إلى الخيال الشعبي الذي يرى فيه تمثيل الفضلات له، وعندما ربط هذا الخيالُ الشهوةَ وإرضاءَها عن طريق آخر غير الزواج الديني بالقذارة، توصل هؤلاء العلماء إلى أن الشيطان من بنات نزوة شرجية لم تُشبع، وأن الشيطان هو الجنس لمن يرى في الجنس شيئًا قذرًا.

لهذا تجدني أعتبر أن للجنس في الدين مكانًا هامًا على الرغم من الشيطانية التي وُصف بها، فبسبب هذه الشيطانية الكامنة في الجنس كانت الروحانية الكامنة في النفس، وكان السعي الحثيث إلى نوع من التوازن بين متطلبات الجسد ومتطلبات الروح. ولكن بالنسبة للمتدين ليس من توازن هناك عندما يعجز أمام السيقان الجميلة تحت التنانير القصيرة عن تلبية متطلبات الجسد، فيغدو الجنس وسواسًا فكريًا بدلاً من كونه وسواسًا شهوانيًا، ويقضم الجنس بذلك كل أناه، وكمتدين نجده يسعى إلى علاقة جنسية بالله.

لا ينجو المتدين من النار الشيطانية للشهوة بسهولة كما قيل للنار في وضع إبراهيم الإباحي "يا نار كوني بردًا وسلامًا" لأن لا حدود تقوم بين النزوات، جنسية أم دينية، ولأن التعبد، وبكلام آخر ممارسة الجنس مع الله، لا تطفئ نار الشهوة الجسدية.

لهذا يحاول المتدين إطفاء شهوته بقطع علاقته بالله، وليس بقطع علاقة الله به. بمعنى أن يكون كما يريد الله أن يكون في علاقته به لا كما يريد هو أن يكون في علاقته بالله، وفي هذه الحالة نوجز كل اليهودية تحت الوعد الإبراهيمي والوصايا العشر وانتصارات الجيش الإسرائيلي، وكل المسيحية بمؤسساتها الكهنوتية ومراتبها الإكليركية وسلطتها البابوية، وكل الإسلام بشرائعه وخلفائه وأئمته وجماعاته الذكورية الممارسة للنُّعوظ الجمعي تحت غطاء الدين وصرخات الله أكبر الشبقية، وهذا ما غاب عن أنطونيو غرامشي عندما طرح الاشتراكية كدين استبدال، وكذلك نوجز كل الدِّعاية بأجهزتها الإعلامية وأبواقها الرسمية ووسائلها الكونية الموازية للعولمة في غزو العقل. هكذا يولد الرباني فيه، فيكون الاتحاد بينه (الله) وبينه (المتدين)، اتحاد النحن، وخارج النحن يُلقى باقي البشر كما يُلقون في الجحيم، بينما هم ها هنا شواهد بأجسادهم على الاتحاد ما بين المتدين والله، شواهد بشهواتهم التي تتحول إلى استعارة لأنهار مني ودم تجرف الكون، فيكون الاغتراب، ويكون ضياع الهُم، وتكون الآلام من مآلها، لأن الهُم التي هي في غاية العزلة، هذه العزلة التي غدت مصيرها، لا تجد من طريق آخر لاحتمال هذا المصير إلا بممارسة الاستمناء الديني تحت غطاء الإيمان، وذلك بِشِقّ الأنفس، ولأن الهُم، لأن الأجساد، بالألم تَخترق أو تُخترق طالما بقيت خاضعة للنحن، ولا سلوى لها تكون بشمبانيا الدين أو بدون شمبانيا الدين، والنحن في السياق العلائقي هي الله والمتدين، الله والأنا، فتقذف الأنا الدين كما تقذف المني، وتسن قوانينها التعسفية لتلتذ بالله. وكلما ابتردت الأنا عادت إلى ملء نفسها بالله، والاتحاد به، الاتحاد بأمره لتأتمر بها الهُم، وتمارس سلطتها عليها.

وفي الواقع، يخترق الجسد الجسد كما تخترق الروح الروح، وليست هناك أية علاقة للفعل الأول كالفعل الثاني بالدين، فالجسد هو هذا النظام العضوي الذي يعمل بإملاء ذاته، والروح هي هذه النفسية الحسية التي تتغذى بالوهم كما تتغذى بالجمال بإملاء ذاتها، لهذا ما يدعى بالخطيئة لهو الجنس دون الله، وقد انتهت العلاقة كما يريد الله، وبدأت العلاقة كما تريد الأنا، كما يريد الجسد، كما يريد الإنسان في علاقته مع الإنسان.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكون لم يخلقه الله
- الإسلام دراسة أعراضية
- فولتير والمثقفون العرب
- ردًا على سامي أبي الذيب الله وليس القرآن
- شعراء الانحطاط الجميل
- البؤساء فكتور هيغو الجزء الأول
- شيطان طرابلس
- ستوكهولم
- تراجيديا النعامة
- الشيخ والحاسوب
- وصول غودو
- مؤتمر بال الفلسطيني وحوارات مع أفنان القاسم في كتاب
- أمين القاسم الأيام الفلسطينية
- خطتي للسلام الاتحاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين
- البنية الشعرية والبنية الملحمية عند محمود درويش
- المسار أضخم رواية في الأدب العربي القسم الثالث
- المسار أضخم رواية في الأدب العربي القسم الثاني
- المسار أضخم رواية في الأدب العربي القسم الأول
- أنفاس الديوان الثالث
- أنفاس الديوان الثاني


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أفنان القاسم - الجنس والله