أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - جامعة الدول العربية في موت سريري














المزيد.....

جامعة الدول العربية في موت سريري


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 11:33
المحور: كتابات ساخرة
    



جاءنا للتو خبر عاجل مفاده أن جامعة الدول العربية قد تعرضت للاغتيال وأن نبيل العربي قد فجّر نفسه أثناء مرور موكب الجامعة وهي في حالة غير مستقرة، بل إن حالتها خطيرة جدا وقد تزداد خطورة في الأيام القادمة إذا لم يسيطر الأطباء على النزيف الحاد الذي حصل أثناء ارتطامها بجدار الشعوب العربية.
جامعة الدول العربية تأسست قبل ستين عاما وها هي اليوم تحتضر، لم يكن لها دور فعال في أي من الأحداث التي حصلت خلال هذه الفترة الطويلة جدا، لم تستطع أن تتخذ قرارا موحدا ولا أن تتدخل تدخلا سريعا مفيدا، كل ما في الأمر كان تدخلها يغلب عليه الاحتشام والحياء، وسرعان ما تندسّ وراء خيوط هي أوهى من خيوط العنبكوت، تنظر من الشرفات وكأن الأمر لا يعنيها، وتنتظر ضوءا أخضر من أمريكا لكي تصدر قرارات عشوائية غير مدروسة، وتسبح في بحر من الأوهام والشكوك والاتهامات التي لا مبرر لها سوى أنها تسير في الظلام.
ويبدو أن الدول العربية التي بدأت تهتم كل واحدة بما يجري داخلها، لم يعد لديها اهتمام بما يسمى جامعة الدول العربية بل إن كثيرا منها يعتقد أن الاجتماعات التي تمت وتوقفت ثم استؤنفت ثم توقفت تدريجيا لم تكن سوى بروتوكولات وشكليات لا فائدة مرجوة منها، فيستقبل الرئيس الذي تقع القمة في دولته الرؤساء والملوك ويعقدون جلسات جماعية ومنفردة وكأن على رؤوسهم الطير، وإذا بهم ينفض سامرهم على اختلافات عميقة أكثر مما كانت حتى إن بعض الرؤساء لا يحضرون هذه الجلسات لأنها فارغة المضمون.
والآن وبعد الثورات العربية والحالة التي عليها سوريا، ما عساها أن تفعل؟ جامعة الدول العربية كالرجل المريض الذي لا يرجى برؤه ومن كانت هذه حاله ما حكمه؟
حكمه في الشرع أن يأخذ بالرخص، وهاهي الجامعة يبدو أنها تأخذ بذلك ولكن ممّن تأتيها الرخص؟ طبعا من أوروبا وأمريكا.. وهكذا تظل لا تحل مشاكلها بنفسها إلا بعد أن تأذن لها الدول الكبرى وإلا لماذا لم تستطع أن تحل مشكلة فلسطين التي تئن وتصرخ في وجوههم كل يوم أنقذوني، ينهشها الاحتلال كل يوم وهم يرونها رأي العين ولا يستطيعون التدخل وإيقاف جشع وطمع اليهود المحتلين.
واليوم سوريا بلد عربي أليس كذلك؟ وقبله كانت ليبيا احترقت بالكامل وبإذن من العرب وبمبادرة من العرب فهل جلبت تلك الحرب الأطلسية الحرية للشعب الليبي أم أنها أدخلته في دوامة الحرب الأهلية والطائفية والدينية؟ بل إن ليبيا اليوم ما زالت تحترق وتئن وها هي في مرمى المحكمة الجنائية الدولية التي تعرّض فريقها للاختطاف ويرفض المختطفون الإفراج عنه إلا بعد أن يدلي للمسلحين بمعلومات، والجامعة ماذا تفعل؟ هل تستطيع التدخل؟
وها هي سوريا التالية وبتحريض من جامعة الدول العربية جعلتها كالرميم، ومزقت وحدتها وفرضت الفوضى عليها وجعلت حدودها مكشوفة بعد أن كانت آمنة وتركتها للذئاب يفترسون كلّ جميل ويدوسون كل فضيل ويدمرون كل ما بني خلال سنينن، أهذه هي الحرية والكرامة أم هي الفوضى الخلاقة، أم هي الكارثة والقيامة؟
إن جامعة الدول العربية مع الأسف الشديد لم تحقق للعرب سوى الخزي والعار، والحروب والدمار، تبذر الأموال في سفرات لا فائدة منها، ولا تملك من الشخصيات سوى الهزيلة التي لا ناقة لها ولا جمل، هيبتها اهتزت وأصبح يهزأ منها الصغير قبل الكبير بل أصبحت مكشوفة للجميع تعرّت وظهرت سوأتها ولم تعد زينتها المزيفة تجذب الناظرين بل أصبحت تلف نفسها بصور البؤس والفزع والدمار والخراب.
من ينقذ الجامعة؟ فهي في موت سريري، ربما تموت في أي لحظة وتدفن مع الموتى في المقابر في أي لحظة من الزمن، وربما تظل كذلك لوقت طويل..



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تطالب المرأة بالمساواة؟
- حمد اختفى وغليون استقال
- محمود عباس يعمل لحساب من؟
- فنانون يبحثون عن الشهوات
- من يوقف حمد بن جاسم؟
- الغرب أكبر راع للإرهاب
- ما ذنب أسيل إذ قتلت
- نظرية الخلافة بعد الثورات العربية
- وسقط قناع قناة الجزيرة
- غزة تستغيث بحمد بن جاسم
- الزوجة تحتاج إلى دفء
- سر الأنثى
- أخي في ذمة الله
- هل يرحل بشار الأسد؟
- هل ستسقط سوريا؟
- ما الذي يجري بالضبط في سوريا؟
- هل أصبح للحب زمن؟
- كيف ننظر إلى المرأة
- لبيك يا حسين
- واهتز عرش إسرائيل


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - جامعة الدول العربية في موت سريري