أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - أهمية المجانين في المجتمع العربي














المزيد.....


أهمية المجانين في المجتمع العربي


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 02:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانسان حيوان اجتماعي كما يقول ارسطو. ولا توجد حرية مطلقة إلا لمن يستطيع ان يعيش دون اتكال على الغير. وكلما كنت مستقلا ماديا عن الغير كلما كنت مستقلا فكريا. ولذلك تجد الموظف الحكومي أقل الناس استقلالية على المستوى الفكري. وليس من العجب انهم يسموه بالانكليزية state servant أي عبد الدولة. وكثير من الموطفين الحكوميين يفلت لسانهم بعد ان يذهبوا الى التقاعد. وقديما رفض الإمام أبو حنيفة القضاء رغم الحاح الخليفة حتى يبقى مستقلا فكريا. ولكن ابو حنيفة لم يكن بحاجة الى هذه الوظيفة لأنه كان غني

والوحيد الذي يسمح له بحرية الفكر خارج هذا الإيطار هو المجنون لأن لا عتب عليه. ولا يحرم من حريته الفكرية إلا اذا تم وضعه في مصحة الامراض العقلية. وليس عجبا ان قيل « خذ الحكمة من افواه المجانين »، لأنهم الوحيدون الذين يمكنهم ان يقولوا ما يريدون.

وقد تنبه الملوك لأهمية دور المجانين… ولذلك تم خلق شخصية خاصة مرتبطة بالبلاط الملكي يطلق عليه مجنون الملك وكان دوره قول كل ما يريد دون أي عقاب… فينبه الملك ويرجعه الى عقله وجادة السبيل خلافا للمداهنين والطفيليين.

واذا نظرنا سابقا فإننا نجد ان هذا الدور كان يلعبه « النبي » أو « الشاعر » أو « الكاهن ». فهؤلاء كان دورهم تنبيه المجتمع، وعامة كانوا يعتبرون مجانين… والقرآن يذكر ان النبي محمد كانوا يطلقون عليه تلك الألقاب جميعا. ولكن القرآن اعتبر ان النبي محمد كان خاتم الانبياء، وبهذا الغى نظام الانبياء وفرض نظام السمع والطاعة. ورغم ذلك عرف التراث العربي نظام الحمقى والمجانين ومن أشهرهم بهلول - الذي كان فقيها يتظاهر بالجنون - ويليه ابو نواس الذي كان شاعرا ماجنا وأيضا فقيها.

ونحن في عالمنا العربي والإسلامي في حاجة كبيرة لخلق شخصيات لها دور المجنون نعطيهم الحق في قول كل ما يريدون في مجال الدين والسياسة دون أي عقاب حتى ينبهوا المجتمع والساسة عن الأخطاء الإجتماعية التي تحيق به ولخلق فكر خلَّاق وايقاظ مواهب نكبُتها خوفا من غضب سدنة الدين ورجال السياسة. ولكن من المؤكد بأن فقهاء النكد، كما كان يسمهيم المرحوم فرج فودة، لن يسمحوا بأي حال من الأحوال بروز مثل هذه الشخصيات التي تعكر عليهم الجو. ولا عجب ان رأينا الممثل عادل امام يحكم عليه بالسجن بتهمة الاساءة للإسلام. وكذلك الأمر فيما يتعلق بالشاعر احمد فؤاد نجم المهدد ايضا بالسجن بتهمة سب الدين. وفي أيامنا هذه تجتاح تونس اجواء تذكرنا بمحاكم التفتيش المشؤومة حيث يهدد السلفيون بقتل الفنيين.

ان قيامي بطبعة القرآن بالتسلسل التاريخي مع ذكر اختلاف القراءات والناسخ والمنسوخ والمصادر اليهودية والمسيحية ومقدمتي التي اشرح فيها ان مؤلف القرآن هو حاخام يهودي وليس كلام الله كما يدعيه فقهاء المسلمين قد يكون ضربا من الجنون الذي لا بد منه لتغيير مجتمعنا الذي بني على الخرافات منذ 14 قرنا. فهذه الطبعة تقلب المفاهيم رأسا على عقب. ويمكن تحميلها مجانا من هذا الرابط: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic.



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن حماية البشرية من مضار الكتب المكدسة (المقدسة)؟
- الفيلسوف زكي نجيب محمود ينتقد اسلام وفكر روجي جارودي
- سامي الذيب - مفكر وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح حول: نشر الق ...
- ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، الجدل ا ...
- ضرورة تغيير الأمم المتحدة أو تركها


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - أهمية المجانين في المجتمع العربي