حيدر ابو حيدر
الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 01:57
المحور:
الادب والفن
صباح رشيد..... بكرت بالتوديع
حيدر ابو حيدر
(بكّرْتَ بالتوديع لم نشهد معا
موت الزنيم وشلة الأوغاد ِ
أمْ اننا مُتنا قبيل مماتنا
أمْ لاهب النيران محضُ رماد ِ
بكرتُ بالتوديع لاأقوى على
منفى يطول ولو بجنة عادِ
فدفنت جسمي في التراب لعلني
بالموت ارفعُ وردة ً لبلادي.......)
- مثلما تكبر الاماني ازدادت في زحمتها فقدان الاشياء الجميلة..بت اشك بموت العراقيين الطبيعي, فحينما تضيق الروح بالمهازل,والقهر,والوعود الكاذبة التي لاتخلف وراءها زخة امل لنهر يحتظر, حينها فقط يكون الموت استراحة للانسان ..
أي خريف سنبتلى بوريقاته العطشى, وأي نبيذ سيشحذ فينا الضحك بعد الغياب..وأي ورقة سيمضيها ملك الموت لصديق اخر..
أسدال الاهداب لايعني النوم , وبرودة الجسد لاتعني خارطة المواسم
كل هذا وذاك لايعني الموت........
انه التأمل, ومراجعة الفرح, يقينا ياصديقي ان لا ذكرى بدون فجيعة
وكأننا بحر احزان مقيت أوسنابل داستها خيول البرابرة,لم يمر علينا يوم دون عويل وسحنتنا عجنتها المقابر بترابها حتى امسينا كتماثيل مهجورة..
ياليتك انتظرت قليلا يا صباح كي نسمع منك اغنية( حلوين) لمائدة نزهت,وانت تؤديها دائما بصوتك الرخيم الذي لا يخلو من القهر وبكائية الجنوب..
ياليتك لو انتظرت قليلا لكي نتأمل معا نهاية الحكايات..
في السنوات القريبة التي تشبه الامس القريب رحلوا من نحبهم وبقت ذكراهم تطوف بنا في كل جلسة استذكار .. انور طه , الفنان كمال السيد, الفنانة سهام علوان, ابو نبأ, نجاح السياب, عايد, اسكندر, علي الشاهر عامر مطر, ابو سعيد, كامل شياع, الفنان هادي المهدي ابو عواطف وغيرهم من الاسماء الخيرة اضافة الى الالاف الالاف من بنات وابناء العراق المغدورين بمفخخات الجهلة وكواتم الصوت ,او من أضنته المنافي بالحنين..
ياليتك انتظرت قليلا ياصباح, لكي نشهد على نهاية هذا الزمن الرديء , لكي نضحك منه ونرسم له نهاية اكثر معقولية......
(السومريون أحياءٌ ومِيْزتـُهُمْ
بأنهم فوق كفّ الموت قد وُلِدوا..)
- الابيات الشعرية بين الاقواس لصديقي الشاعر خلدون جاويد وأمنياتي له بالصحة دائما......
#حيدر_ابو_حيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟