أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة السوداني - الفنانه نادين ملامح جديدة في الأغنية العراقية















المزيد.....

الفنانه نادين ملامح جديدة في الأغنية العراقية


نعمة السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


نادين ... ملامح جديدة في الاغنية العراقية ..
بعيدا عن الترهلات والترهات التي تزامنت مع الزعيق والصراخ الغير مفهوم , الذي تحولت فيه الاغنية العراقية الاصيلة الى تشويه خلقي خصوصا بعدما انتج لنا كائن غريب ما يسمى اليوم باغنية الزمن السريع ( بالحان واصوات وشعر فيه من العجيب والغريب ) وهي تتجه نحو الهاوية والمنحدر السيء , المنحدر الأمي الجاهل ,حتى بتنا نسمع شيئا لانعرف جنسه , اصوات نشاز صخب صراخ ملتوي ورداءة في الاداء .
نحاول اليوم ان نلقي نظرة ونتابع صوت نسائي ينتمي الى الاغنية العراقية الأصيلة مقارنة باغنية الامس واليوم , مالها وماعليها , شعرا وصوتا ولحنا , في وقت كانت تسمى الاغنية العراقية الاغنية الخجولة عند النقاد العراقيين والعرب .
الفنانة نادين عراقية تسكن في هولندا . لها صوت شجي جميل , ( خليط من المدينة والريف من جنوب العراق ووسطه ) ,وهي تغني تشعر بانها تستند على ضوابط الاغنية واصولها الحقيقية , ويبدو للمستمع ذلك الجهد الواضح الذي اثمر في انتاج البومها الاول وهو ( باكورة اعمالها ).
في تقديمها الاول نجدها تدافع عن الاغنية الوجدانية الشاعرية الاجتماعية بخطابها العاطفي والكلام المنمق الجميل الذي يرطب دواخل العشاق وتشنف له الاذن وهي تخضع لفن اللاستماع , ويعود ذلك كله لجميل اختياراتها من التراث العراقي , لذلك تشعر بها تسعى الى انتاج الجديد من -- الفن الجيد -- ليسمعه الاخرون من دون ان تسعى الى الشهرة بالدرجة الاساس .
صوت سيثري المكتبة العراقية السمعية - الصوتية .
وانا استمع لصوت هذه الفنانة الواعدة نادين في اصدارها الاول لألبومها الجديد الذي سجل بعنوان ( أغاني من التراث العراقي ) والذي يحتوي على تسجيل لسبعة اغاني , تشكل مجموعة متنوعة لمطربين ومطربات ينتمون الى اجيال الاربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم والذين ساهموا في تاسيس و تطوير الاغنية حينئذ , اغاني تنتمي الى زمن نقاء الاغنية العراقية التي كانت توصف بالخجولة , الاغنية التي كانت معروفة بطابعها الفني والانساني الجميل وقد تم اختيار هذه الاغاني :
يابنت عينك عليّ من التراث العراقي
ان شكوت الهوى شعر ابن النبيه المصري الحان يوسف المينلاوي
تجفي وتصل لعداي كلمات عبد الكريم العلاف الحان عزوري هارون ( العواد )
هذا من انصاف منك كلمات ابراهيم حقي الحان صالح الكويتي
كَلبك صخر جلمود كلمات عبد الكريم العلاف الحان صالح الكويتي
ذوب وتفطر ياكَليبي حيل وياك كلمات عبد الكريم العلاف ...الحان صالح الكويتي
نوحي كلمات من التراث الحان صالح الكويتي


وقد اخرجت هذه التشكيلة الغنائية بتوزيع موسيقي جديد اضاف سحرا اخرا على هذا الالبوم وكان تاثير الفنان خالها السيد ( سيروان ياملكي ) واضحا في عملية بناء التوزيع الموسيقي والتكنيك العالي في تقنيات الاداء للفنانه نادين , الاداء بطربية تستحق ان تبارك عليها لانه جاء متناسق تماما مع محتوى الاغاني , تشعر وانت تستمع اليها في دفء التسجيل ونقاوة الصوت , هناك انسجام حقيقي روحي ينبع من دواخل وجوانيات هذا الصوت مع كل مفردة , وكيفية تجسيدها بشكل راق .تسمع الاحساس العميق بحزنها وفرحها . بالاهات .بالقفلة . بشكل جميل وواضح صوت دافق مليء بالدفء .
نحن نحتاج الى هذا النوع الجميل من الغناء لانه يضيف الينا ذائقة فنية ومفاضلة جمالية اخرى في طريقة السماعي مع كل ماهو نشاز , كي تتربى الاذن والنفس البشرية على الذوق الرفيع في عملية الاختيار للاغنية من جهة والى صوت الفنان من جهة اخرى .
باختياراتها الفنية المتنوعة لالوان الاغنية العراقية , شعرا ولحنا تشعر بثقافتها الفنية التي تعتبر سلاحا مهما في وجه امية التلحين والكلمات المبهمة التي طلت علينا اليوم من شبابيك الفضائيات التي ليس لها اول ولا اخر !!!!!!
نصوص غنائية مليئة بالحب والفرح .
صوت يشعل فينا الحنين لتلك الامكنة والازمنة التي حفرت في الذاكرة العراقية لاصوات لاتنسى ابدا , كنا نسمعها بطرب وشغف .
صوت فيه من الملامح الصادقة للاغنية العراقية الواعدة التي رسمتها الفنانة نادين لمستقبلها, لتشكل للمستمع وللاجيال القادمة بوصلة فنية مهمة في تحديد مسار الاغنية الجميلة الاصيلة والحقيقية . صوت يحمل في طبقاته ملامح جميلة وعذبة , تارة بالشجن الذي يلامس شغاف القلب بشكل خاص وتارة بشفافية وبراءة, .
قدم لها مجموعة من الموسيقين في تسجيل هذه المجموعة :
الاستاذ خالد محمد علي -- على الة الكمان
الاستاذ حسن فالح -- على الة القانون
الاستاذ صادق جعفر -- على الة العود
الاستاذ وسام خصاف -- على الة الناي
حسام صدام -- ايقاع
ارشد -- كي بورد
وكان الاشراف الفني على عملية الانتاج هذه للفنان -- حسام صدام
مكساج وماستر -- مهندس -- شريف منير
في ستوديو بينونه -- دبي -- تم التسجيل بستوديو اغاني دبي , مهندس وليد النجار
غنت مع هذه المجموعة من الموسيقيين , وانتجت لنا شيئا جديدا مختلف يستحق السماع فعلا , منتج فني ليس تقليدا لهذا المطرب او ذاك , انما هو احياء وبعث الروح من جديد في هذه الاغاني الخالدة وبتوزيع موسيقي جديد ,و حتى لاتقع في شباك التقليد وعدم الخروج منه غنت بروحية وصوت نادين وخطت لنفسها شخصية خاصة بها وهذا هو الاجمل في السماع . انك تسمع مطربة عراقية محترفة في مهنتها . صاحبة حرفة .
ولانه صوت يمتلك ويستند على ثقافة فنية . فلا مخافة عليه , لان صاحبته تعرف ما هو المطلوب وما يجب ان يقدم الان , بعدما عرفنا وشاهدنا اليوم المنحدر الذي سقطت به مايسمى بالاغنية او من اسفاف وهبوط بكل مقوماتها فقد غاب الملحن الحقيقي والشاعر الغنائي الوجداني بالاضافة الى قلة الاصوات الجميلة , وما نراه اليوم ماهو الا متشابهة وتعبان , زعيق وصراخ و الموسيقا وما يسمى بالالحان على رتم واحد و لاتستطيع ان تفرق به هذا وذاك حتى يكاد لي بان بعض الاصوات نسائية لكنها رجالية !!! ومن هالمال حمل جمال للاسف .
نادين علامة مضيئة في الغناء العراقي :
من هنا ادعو الفنانين الذين يعملون في هذا الحقل المهم جدا الى حقيقة مهمة جدا تتعلق بتطوير امكانات اللحن العراقي للوصول الى اغنية عراقية حقيقية كما كانت في عهدها السابق , ودعوتي الى الذين يهتمون بالثقافة الموسيقية والغناء من اجل القضاء على أمية التلحين التي يمارسها البعض من الذين دخلوا كطفيليين على الساحة الغنائية , أمية التلحين هذه التي تعرقل مسيرة الملحن العراقي و انتشار الصوت العذب والكلمات الانسانية الجميلة التي تحترم مشاعر الناس ولاتخدشها . وكنت سبق وان تحدثت مع الفنان القدير الملحن طارق الشبلي بذلك .
اليوم ندعو الى الاغنية الحقيقية لا المزيفة التي نسمع زعيقها وصراخها في كل الفضائيات وهي خالية من الادب والحشمة والخجل والحياء الاجتماعي . كما وبودي ان اشير الى العمل على ازالة المعوقات عن طريق الاغنية التي تعبر عن هموم الناس وان تخرج من محلية الكلمة الى العربية بلباس ثوب جديد -- اللغة البيضاء --بشعر واضح ومفهوم , ولان صوت الفنانة نادين هو صوت وخامة عراقية اصيلة باستطاعته ان يعبر الحدود العراقية والذوق العراقي لما فيه من بناء ومساحات جميلة طربية و يصل الى الاذن العربية بسهولة وما يدعمها في ذلك هو اختيارها الدقيق لنوع الاغنية واللحن والكلمات .
الغناء الجميل هو تعبيرعن روح الفنانة نفسها من خلال ماقدمته عبر حنجرتها ومشاعرها وتالقها في هذا الالبوم الجديد .
بعد هذه الانطلاقة الجديدة للفنانة العراقية ألانيقة التي تحاول ان ترسم لنا ملامح جميلة في صوتها الشجي لأغنية طالما انتظرناها بصبر وكانت فيها مبدعة بحق ..
هي اليوم مدعوة الى ان تحتل موقعها الحقيقي والاصيل في مقام ومكانة الاغنية العراقية الاصيلة .
نتمنى لها النجاح الدائم .
بغداد .. هولندا
9-6-2012



#نعمة_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية مملكة الكريستال لفرقة ينابيع العراق المسرحية في عرضها ...
- يوميات مهرجان مراكش الدولي للمسرح- 2 -
- يوميات مهرجان مراكش الدولي للمسرح (1)
- الحناء .. كوريغرافيا .. انفعال الوعي وانتاج التعبير في الرقص ...
- قصة قصيرة جدا اندفاع نعمة السوداني
- لوحات فنية تشبه الموزاييك للفنان فائق العبودي ......
- حوار مع الفنان المبدع ستار الساعدي
- دعوة لقراة هذه الرواية
- نعمة السوداني في قراة نقدية للمجموعة القصصية (حكايات من وادي ...
- احتفال عراقي في لوزان السويسرية
- مونودراما ثرثرة قد تهمك او لاتهمك
- حوار مع الفنان بديع الالوسي
- التحليل والعرض في تشريح الدراما ....
- نافذة على المسرح 7
- قرأة نقدية بقلم نعمة السوداني للنص المسرحي -- الثالوث -- للك ...
- قرأة نقدية نعمة السوداني : لعرض الكيروغراف مهند رشيد ( الحدا ...
- بغداد في امستردام
- الممثل بين التمثيل والاداء المسرحي في نافذة على المسرح
- حوار
- نافذه على المسرح


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة السوداني - الفنانه نادين ملامح جديدة في الأغنية العراقية