أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - مؤتمر حرية الإرهاب














المزيد.....

مؤتمر حرية الإرهاب


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1101 - 2005 / 2 / 6 - 12:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تم أفتتاح المؤتمر الدولى بالسعودية لمكافحة الإرهاب الذى يضم أكثر من ستين دولة ومنظمة ، ليتباحثوا ويتفاوضوا ويتناقشوا ويتجادلوا ويصفقوا ويصفقوا كثيراً لبعضهم البعض ويتبادلوا التهانى والأمانى بلقاء قريب فى العام القادم يجلبون معهم فيه الكثير من الحلوى والورود والزهور التى زرعها الإرهاب فى العالم ليدرسوها من جديد والأحتفال بالذكرى السنوية الأولى لمؤتمر مكافحة الإرهاب .
ينعقد هذا المؤتمر ويتبادر إلى الذهن أن المناخ السياسى العربى قد حدثت فيه إصلاحات أو تغييرات جذرية ، لكن هل حقاً هناك تغييرات فى سياسات الدول العربية فى مواجهة الإرهاب ؟ بنظرة بسيطة للخريطة الإعلامية العربية يتضح أستمرار نفس النهج السابق فى تغذية الإرهاب ودعمه وإعطائه مساحات واسعة من الحرية والعمل السرى والعلنى ، وليس صحيحاً كما يقال ويتم الترويج له بأن مصر أو الأردن لهم تجارب ناجحة فى القضاء على الإرهاب ، بل هو نجاح ظاهرى لأن الفكر والجماعات الإرهابية موجودة سواء فى عالمنا العربى أو خارجه وتعمل فى تغيير أساليبها وأولوياتها وفلسفاتها وتنتظر الوقت المناسب للخروج إلى الواقع العربى بشكل جديد يتفق والمرحلة الحالية .
من وسائل خداع النفس وخداع الآخرين ، قول الرئيس المصرى مبارك فى أحدى تصريحاته بأن الإرهاب " ظاهرة كونية " وكما قال عمر موسى فى هذا المؤتمر بعالمية الإرهاب ، إنها مجرد شطارة فى العقلية العربية التى تلقى بغسيلها القذر المصنوع عربياً على حبال الآخرين الكافرين ، وكان من الأكرم والأشرف للعرب الأعتراف بأن الإرهاب ليس ظاهرة بل صناعة محلية عربية للأسف ، أنتجتها دكتاتورية الثقافة العربية فى عصورها المتعاقبة منذ ألف وأربعمائة سنة وحتى يومنا هذا ، تلك الأنظمة المتوارثة أباً عن جد ، وعلى العرب الأعتراف بحاجتهم إلى مساعدة ذوى الخبرة من دول العالم المتقدم فى العلم والحضارة الإنسانية والمتأخر فى الدين والعلوم الدينية والله أعلم !
يقنع العرب أنفسهم بأنهم يكافحون ويحاربون الإرهاب ويدافعون عن القيم والأخلاق الدينية بحظر الكتب ومصادرتها من جهات الرقابة ، ويصل التناقض قمته عندما تحظر الرقابة المصرية فى معرض القاهرة للكتاب الدولى كتب تم السماح بها فى بلاد مؤلفيها فى نفس الوقت التى تسمح بنشر كتب تم حظرها فى بلاد مؤلفيها ، وهذا نوع آخر من وسائل مكافحة الإرهاب أو مساعدته على البقاء حياً وتدعيم سلطاته فى المجتمعات والمؤسسات العربية .
سيتبارى الرؤساء العرب فى إلقاء كلمات عصماء يصورون أنظمتهم وشعوبهم فى أحسن تصوير ، وفى إبراز دور أنظمتهم فى مكافحة الإرهاب وتجارب دولهم ضد الإرهاب تلك التجارب التى لم يسبقهم إليها أحد فى فنون التعذيب ، وسيتبارى رؤساء الوفود العربية فى إبراز أن الشعوب العربية هى الشعوب الوحيدة بين شعوب الأرض المحبة للسلام ، وأنها الشعوب الوحيدة التى كانت ضحية للإرهاب والإرهابيين ، ويجب إدانة الأعمال الإرهابية وسيختتم المؤتمر " الدولى " لمكافحة الإرهاب بالتوصيات التى سنجدها محفوظة فى أرشيف المؤتمرات العربية بشتى ألوانها ومنها الإدانة والشجب والأتحاد ضد قوى الإرهاب والضرب بيد من حديد على منابع الإرهاب وضرورة التكاتف لإنشاء المراكز والمعاهد والكليات لمكافحة ودراسة الإرهاب .. والله أكبر !
يصرخ الزعماء العرب بأنهم يطاردون الأفكار والجماعات الإرهابية للقضاء عليها ، ويتناسون أن المجتمعات العربية بكاملها ترضع ألف باء الإرهاب ، لو أراد واضعى مناهج التعليم مثلاً الحديث عن القيم التربوية يرفضون كلمة تربوية ويتستبدلونها بعبارة القيم الدينية ، والتعليم نفسه تم تقسيمه إلى تعليم رسمى وتعليم دينى وأمتلئت البلاد بالمعاهد الدينية وتعددت الأسماء والصفات ، ويكفى أن يقول أحدهم لتبرير ذلك بأن " شعب هذه الدولة أو ذاك يهفو قلبه إلى التعليم الدينى وأصبحت الحياة الفاضلة هى الحياة الدينية وما دون ذلك يجب أن يعملوا على سحقه وإزالته من الوجود .
وسط الحماسة والفخر والكبرياء العربى يبرز لنا سؤال : هل إقامة مؤتمر كهذا بالسعودية بالذات سيضيف جديداً وأموالها وأموال غيرها من الدول البترولية مستمرة فى تمويل منظمات تدعم الإرهاب فى كل مكان بالعالم المتقدم والنائم فى سذاجته وسماحته وديمقراطيته وحريته ؟ هل يسخرون من عقول الشعوب التى حولوها من عقول بشرية إلى عقول دينية ؟
كان واضحاً عدم أكتراث غالبية الدول العربية ببث الجلسة الأفتتاحية عبر فضائياتها العربية اللهم إلا فضائية السعودية وقناة العربية ، عدم المبالاة بأفتتاح المؤتمر يعكس الصورة الحقيقية للأنظمة العربية المنافقة التى لها وجوه كثيرة ، وهذا يوضح دور تلك الأنظمة فى إطلاق الحرية لأفكار الإرهاب لتعمل وتثقف أجيال من الأطفال والشباب بفكر يناهض الإنسانية ، وهذا يؤكد أن الدول العربية حتى لحظتنا هذه لم تصدر برلماناتها ومجالسها التشريعية أى قانون يجرم الإرهاب ويعتبره جريمة كبرى ضد الإنسانية ، لأن النفاق العربى ما زال يبحث عن مفهوم محدد للإرهاب وحتى يصل الفلاسفة العرب إلى تحديد مصطلح ومفهوم الإرهاب نتمنى أن يظل فى منطقتنا العربية بعضاً من الإنسانية وشيئاً من الخجل على هذا الضمير " العربى " .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية والحكم عربياً
- التقدم الفضائى
- رأى وتعليق
- حائط المبكى العربى
- العلم نور
- برلمان محو الأمية
- ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة
- الأقباط والمسلمون إخوة ؟
- منتدى المستقبل العربى
- الصحافة الألكترونية فى عالم الحوار
- إلى متى يستمر الإحباط القبطى
- الملك عبد الله وإغلاق المنابر
- الجراد البشرى
- قتلوها ولكن شُبه لهم
- مصادرة الأحلام الإنسانية
- البيان الأممى وجنون الإرهاب
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - مؤتمر حرية الإرهاب