أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - الحكيم في المخيم .. بيننا ! إذا ... لماذا لا يأتون إلينا !














المزيد.....

الحكيم في المخيم .. بيننا ! إذا ... لماذا لا يأتون إلينا !


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


الحكيم في المخيم .. بيننا !
إذا ... لماذا لا يأتون إلينا !


إلى ذكرى جورج حبش

نعم كنت مفّرطا , فرحا بعذراء نعمتي , غمرتني حتى الغرق غبطة الإنجاز الأول , حينما رأيته من مسافة قريبة جدا وتلك كانت المرة الأولى . كنت وحدي كعادتي أبحث كنيران همومي البسيطة التي تشبه تماما يفاعة سني عن مكان ملائم يسمح لي حرية المشاهدة من بين اكتظاظ بنيان مرصوص وحشد كبير هائل من الناس الذي لم يشهد مثيله المخيم إلا في حالات قليلة ونادرة , الجميع هنا دون استثناء لم يجد مناصا في خروجه للتعبير أن لا حدودا لمدى الوفاء الذي نكّنه , وأن لا ضفاف ألفتنا تمنعنا عن قول حب أزلي لا متناه , هو ذات الشخص الذي احترمناه طوعا وعنوة , وهو ذاته الذي أحببناه سرا وعلانية , فتح دهاليز قلوبنا بيسر مودتها ولطف مودته دون مقدمات تهليلية تذكر ودون عبء المقترحات الرسمية .
لّوح بيديه المرفوعتين ٳلى أعلى وكأنه ابتهال الخصب في اقتران الديمومة ومن مكانه الرفيع استقام واعتدل , وارفة كسنديانة خضراء ملامح دهشته , رفع شارة نصر ... نظر إليّ في حياء وأطلق القسم , شامخا يحيط به شوق الحناجر ومن حوله يسّوره مليون هتاف أحمر يهتز, لترتفع كريشه في هواء سيارته السوداء بمن فيها عن الأرض يحملها إصرار السواعد السمراء كعلامة ترحاب لجوئنا المؤقت وتسير بها كراية فوق رؤوس الأشهاد عدة أمتار قدما نحو الأمام .
وفي المرة الثانية , قبلناه فردا فردا وبدوره قبّلنا باليد اليسار ۥمرحبا , تخبئ شرارة محيّاه تعب آخر المشوار وتداعيات ٳنهاك لعنة مرض , بوحه الحميم بعد عجالة انكشف ... يكلله صراحة صدقه المعهود وهما كانا بحق حروف تعويذة جميلة تمكنت من تعب السفر وأطاحت منذ اللحظة الأولى بإشارات الخجل , أذهلتنا دقة التفاصيل وغنى تنوعها وكانت بحق صدمتنا العزيزة الأولى وخصوصا عندما شاركناه النقاش وكأننا شخصا واحدا نتبادل بين بعضنا البعض - دون سراديب تّحّفظ أو دون متاهة تخطيط مسبق- ثمار بناء الأفكار الواعدة , نضج الآراء ونور وعي المعرفة يحدونا قيامة الأمل ووحدة العمل , يتوجه إلينا مخاطبا دون تمييز , نحن الذين كنا مجموعة طلبة جامعيين من مختلف الإتجاهات الثورية القاطنة في مدينة حلب عربا وأكرادا , وقتها عزمنا على زيارته هنا في العاصمة دمشق يشدنا عنفوان روح الإنتفاضة الأولى ومرارة ذل تقصيرنا عن التضامن العملي مع ملحمة الشعب الثائر هناك .
أيتها الرفيقات ... أيها الرفاق , يرتجل أبجديته بصوت حاد لا تستطيع أن تتجاهله مسامعنا ولا خفة شرودنا تقوى في عصمتها أن تبتعد عما يريد توضيحه , يفيض بجود لكنته المميزة التي ۥتعّرفه وتعرفنا , منتشيا روعة وجودنا بالقرب منه ويبتسم من صميم ألقه اعتزاز تواضعه فينا , قادرا ينشد فلسطينيته دون مواربة ويشّد بنعومة الحر المألوف على أيادينا المعتادة على حمل الكتاب والقلم , مشجعا براءة شجاعتنا كمن ينبغي له أن يغادر يكتنفه وهو الغني بوفرة بنائه فقر حزن الغيم .. كالنبي مودعا أصحابه .
وفي الثالثة شاهدت ظلي واقفا أمامي مسمرا على جدار , غائما ممتنا كشبح بين الحضور يستمع ويطلق العنان , أنا وهو مجددا في صورة نعي واحدة توثق المشهد العظيم الأول وتدل بالفخرعليه دون جدال , وحدها دون غيرها ُتعلق لا يلتفت لها أحد في غرفة مكتب هجره أصحابه ولم يبق منهم ٳلا القليل فقط والكثير من رائحة عفن غياب الشمس ورطوبة الطابق الأرضي من بعد أن اعتلى ظهر بناء مقر جبهته الشعبية طوابق أخرى تكدس المقاعد بوحشة الصمت ويلعب بأرجائها مختالا صفير هواء أرعن , لست مريدا بل كنت طارئا على سطوة المكان , أجلس ليأسرني مرة أخرى قيد اللقاء , أنساب على سطح الصورة كقطرة ماء يتيمة يعجل سقوطها كثافة دخان سجائر شوهاء وتحفر تعرجاتها ببطء ذبول شفافية الألوان , أتحرك شوقا ومن جوف أعماقي الثكلى أقول بعد اشتعال باقة صمت في بريق عينيه لا لغبار التعب وأقول لا لأنين يأس لايأتينا ٳلا في عز الطلب ولا أيضا فاضحة قاطعة لربطة عنق الواشي في الصفوف الرسمية الأولى , أستمتع بفورة أنفاسي ونافورتها , يلم رحيقي المتيّم شذرات شذى عودة الحياة , أستأنس ملتاعا أبدية حضوره بحديث الملائكة ورهافة أجنهتها, فجأة ودون مقدمات تذكر يتكسر صوت صديقي إلى جانبي كلوح زجاج هش , متداعيا فطنته وهو يتعرف على من استطاع من وجوه ذلك الجمع في مجد ذلك الزمان قائلا بهمس غمزة المتأكد الواثق : أصبحوا كلهم حماس الآن .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضجر العتبة ونعال الياسمين طوق نايات المساء
- سراب أبدية كنوم ثقيل مضرج بالهتاف , غبار نحيل وكأس انتظار .
- أيادي متسخة حجارة المنفى وثمار الجنة
- وصف ٳطلالة معصوبة العينين خوذ جنود بلا أوسمة سقف فناء ...
- خطاب الايديولوجيا بين التاريخ وغيابه - العرب والدولة العثمان ...
- وبرُ خطايا عفة ضلال , شتول صهيل الغجري و سيوف زبانية الليل .
- هزيع أحلام وتخمين حصيرة زاحفة
- -الغيتو- يشيد الجدران وحارة -اليهود- عندما تصبح دولة
- صورة أسد يلبد , سيف ذو شعبتين و ابن عم النبي
- عن تاريخ وطني منجز
- محراث طيش المرايا , المدى شيخوخة .. تخوم كآبة وهمسات تيه الن ...
- في مطلب يهودية الدولة
- حداء المصحف ملكوت آية وصهيل الغواية عبور نهرين في كأس ماء
- الغريب والقريب..عدوان!
- في صدد الرواية والواقعية الأدبية
- هذا ما قاله محمود خليل في لحظة غفلة
- السؤال عن واقع الحال قبل ربيع الثورات
- فراشة الكائنات سحر واختصار الأرض همس أرنبة, رفات قوس الماضي ...
- جرار نبيذ , لحم القطط وفتوى آخر الزمان
- أرواح تتراقص , مثوى قرى الجليل وحارس يقطع الماء


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - الحكيم في المخيم .. بيننا ! إذا ... لماذا لا يأتون إلينا !